تحقيق استقصائى لـ "صوت الأمة" يكشف مافيا مخلفات المصانع الغذائية
السبت، 03 فبراير 2018 09:00 متحقيق - هناء قنديل
■ أباطرة البيزنس المشبوه يستغلون العلامات التجارية لغش الطعام وكلمة السر «عم جمال» ■ منظمة الصحة العالمية: الغذاء الملوث يتسبب فى موت 420 ألف مواطن سنويا
■ 85 مكب نفايات بصحراء العاشر من رمضان وبلبيس وسيكم تغتال صحة الغلابة ■ العروض التجارية وسيلة ترويج اللانشون والسمن والزيت والألبان.. وطِن الجبن بـ5000 جنيه
■ 85 مكب نفايات بصحراء العاشر من رمضان وبلبيس وسيكم تغتال صحة الغلابة ■ العروض التجارية وسيلة ترويج اللانشون والسمن والزيت والألبان.. وطِن الجبن بـ5000 جنيه
- تفاصيل مغامرة "عايزة استرزق" والتنكر في هيئة "سائق سيارة نقل"
- أخطر تحقيق استقصائي نفايات القتل الصامت يكشف حقيقة من يدير مافيا مخلفات المصانع الغذائية
- أباطرة البيزنس المشبوه يستغلون العلامات التجارية لغش الطعام وكلمة السر "عم جمال"
- 85 مكب نفايات بصحراء العاشر من رمضان وبلبيس وسيكم تغتال صحة الغلابة
- العروض التجارية وسيلة ترويج اللانشون والسمن والزيت والألبان.. وطن الجبن بـ5000 جنيه
- حريق مفتعل للإفلات من الجرائم.. والبيئة والمحافظة في غيبوبة
الجميع يحملون ملامح واحدة، يكسوها الشحوب، والبؤس، وتنطق بالشقاء، كيف لا وهم يعيشون وسط القمامة، ومكبات النفايات، التى تنتشر فى محافظة الشرقية؟ حيث مدينتى بلبيس، والعاشر من رمضان، وبخاصة فى منطقة سيكم، بجوار مدفن الروبيكى.
عندما ترى هؤلاء البشر يرق قلبك لحالهم، خاصة عندما تعلم بنوعية الأمراض التى ينهش أجسادهم، لكن بعض التدقيق فى الأمر يكشف تفاصيل مروعة، تؤكد أن هذا ليس كل شىء!
خطورة التفاصيل أبقتنا نحقق وندقق بشأنها شهورا طوالا، تجاوزت العام، حتى يمكن استقصاء كل صغيرة وكبيرة من المعلومات التى حصلنا عليها، لنرسم فى النهاية صورة واضحة لكارثة، يغتال فيها أباطرة الأكل المضروب، صحة الغلابة، عبر صفقات بيزنس مشبوهة، تهدف إلى تحقيق ثراء فاحش، ولنجيب عن السؤال الملح من يدير مافيا مخلفات المصانع الغذائية؟
وقبل الخوض فى التفاصيل، نود أن نلقى الضوء على أرقام، تكشف دون كذب أو تضليل حقيقة الكارثة حيث عدد الوفيات السنوية بسبب الغذاء الملوث 420 ألف فرد سنويا، وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، موضحة أن أكثر من ثلث هذه الوفيات من الأطفال، كما أن واحدا من كل عشرة أشخاص، يصاب بالمرض كل عام؛ بسبب الأمراض المنقولة بالطعام الملوث.
وأشارت المنظمة، إلى أن الأطفال دون سن الخامسة، يتعرضون لخطر كبير، ويموت 125 ألفا منهم؛ بسبب الأمراض المنقولة بالأغذية كل سنة، موضحة أن عبء الأمراض المنقولة بالأغذية هو الأعلى فى الإقليم الإفريقى، لافتة إلى أن هؤلاء الأطفال يمثلون 30 % من جميع الوفيات الناجمة عن الأمراض المنقولة بالأغذية.
المنظمة أوضحت أيضا أن الأمراض المنقولة بالأغذية تشمل حمى التيفود، والتهاب الكبد A، وفيروس C، وبعض أنواع السرطان، ومنها المعدة والقولون، والدودة الشريطية الوحيدة، والسموم الفطرية، والسالمونيلا غير التيفية، والكوليرا المنقولة بالأغذية، والقولونية الإشريكية الممرضة، وجميعها أمراض قادرة على الفتك بصحة الإنسان، والوصول به إلى الوفاة.
وقبل الخوض فى التفاصيل، التى تكشف حجم الكارثة، وفق ما توافر لدينا من معلومات استقصائية، نؤكد أن تحول فيروس التهاب الكبد الوبائى «سي»، إلى مشكلة صحية رئيسة فى مصر، يعود إلى انتشار جرائم هذه المكبات الخطرة.
حريق وهمى للهرب
كان من المفترض أن ينتهى هذا التحقيق الاستقصائى، خلال ثلاثة أشهر لا غير، إلا أن انتباه أباطرة هذه السوق الرائجة، وإقدامهم على الهرب من مسئولياتهم عبر تصرف جهنمى، فى ظل حالة «الدلع»، التى انتابت مسئولى محافظة الشرقية فى ذلك الوقت، اضطرتنا إلى التوقف تماما، ولمدة طويلة، حتى لا يضيع ما تحت أيدينا من معلومات.
تحرك أباطرة هذا المكب الممتلئ، بمختلف أنواع الجرائم، أنقذهم من السقوط فى قبضة العدالة، محملين بجرائمهم، حيث افتعلوا حريقا كبيرا، غير معروف المصدر، لينهوا به كل أثر لجرائمهم، كما تم تفكيك المكب الرئيس فى الروبيكى، بعد اعتماد الأرض فى خطة التطوير، وهو ما استغلته مافيا المخلفات، وانتقلت إلى أماكن أخرى وصل عددها لنحو 85 مكبا فى العاشر من رمضان، وبلبيس، وسيكم، فيما بقى جانب آخر فى مكانه حول الروبيكى.
المعلومات التى حصلنا عليها، تؤكد أن أباطرة مكب الروبيكى، انتقلوا إلى العمل بمقالب خاصة، فى المناطق المشار إليها، متجاهلين ما وفره لهم جهاز مدينة العاشر من رمضان، جنوب المنطقة الصناعية.
مغامرة «عايزة استرزق»
الخطوة الفعلية الأولى لدخول عالم «تقليب العيش» بالفهلوة، بدأت بالتعرف على شاب يدعى «أحمد»، وهو صبى لدى معلمة من أصحاب تجارة الخردة، بالشرقية، ووافق أحمد على التعاون معى وتقديمى لمعلمته، باعتبارى «جديدة فى الكار وعايزة استرزق»، وأمتلك مبلغا من المال أود استثماره.
واتفقت مع أحمد على أن يقنع المعلمة، بأننى ساذجة، وغشيمة، ويمكنها الاحتيال علىّ، و«تقليبى فى قرشين»، ولأن الطُعم كان دسما، قبلت المعلمة لقائى فورا، لكى يتم إقناعها، لجأت لتأجير سيارة نصف نقل، وبدلت هيئتى، مرتدية عباءة سوداء، ونظارة شمسية، وتقمصت دور التاجرة، حتى أننى قدت السيارة النصف نقل بنفسى.
وما أن رأتنى المعلمة، حتى بدت مقتنعة بما قاله لها أحمد، دون حاجة لمزيد من الجهد، فركبت معى السيارة، وانطلقنا إلى حيث دنيا الزيف والخداع والمتاجرة بالأرواح، ووصلنا إلى مكب القمامة المعروف بالروبيكى، فى العاشر من رمضان، وهناك نطقنا كلمة السر، وكانت اسم عم جمال، وهو أحد أصحاب الـ«جور»الموجودة فى المكب قبل إغلاقه.
المكان يقع بين العاشر من رمضان، ومدينة بدر، فى منطقة صحراوية مترامية الأطراف، قرب مدخل مدينة العاشر من رمضان، وهى عبارة عن آلاف الأفدنة، التى تم تقسيمها لعشش ومناطق؛ لإلقاء القمامة والمخلفات، بحيث يتم تجميع المخلفات البلاستيكية من هوالك المصانع، وجميع أنواع المخلفات الصلبة فى هذاالمكان، فجميع المصانع بهذه المنطقة تتخلص من المخالفات بهذا المكب، المقسم إلى مناطق، كل منها يخضع لنفوذ شخص بعينه، ويختص صاحب النفوذ فى كل منطقة، بمخلفات معينة تلقى بمنطقته، تسمى «جورة»، وهو نفس التقسيم فى المكب الجديد.
أول الخيط جبن ولحوم
الجبن مجهول المصدر، واللحوم غير معلومة المورد، واللذان ينتشران فى الأسواق خاصة بالأقاليم، كانت طرف الخيط المناسب، والذى كان لتتبعه أثر بالغ فيكشف مافيا، تتاجر فى صحة المصريين، ولا تهدف من وراء ذلك، إلا إلى الربح الحرام!.. المعلومات التى تكشفت فى بداية البحث، لم تكن كافية، لمعرفة تفاصيل دقيقة عن بيزنس الأثرياء الذين يتحكمون فى مقلب قمامة سيكم.
الجبن مجهول المصدر، واللحوم غير معلومة المورد، واللذان ينتشران فى الأسواق خاصة بالأقاليم، كانت طرف الخيط المناسب، والذى كان لتتبعه أثر بالغ فيكشف مافيا، تتاجر فى صحة المصريين، ولا تهدف من وراء ذلك، إلا إلى الربح الحرام!.. المعلومات التى تكشفت فى بداية البحث، لم تكن كافية، لمعرفة تفاصيل دقيقة عن بيزنس الأثرياء الذين يتحكمون فى مقلب قمامة سيكم.
متابعة عربات الباعة الجائلين، الذين يبيعون الجبن واللحوم، المجهولة التى رصدناها، كانت وسيلتنا لنصل إلى الأباطرة، وأماكنهم، وأسرار عملهم، ونرصد، بالصوت والصورة، كيف يدار هذا العالم القذر، وكيف يربحون من إعادة تدوير مخالفات المصانع بالعاشر من رمضان، والتى هى فى الأساس مواد يجب إعدامها، وكيف تدخل بطون هذا الشعب الغلبان، ثم يتركونه لتعصف به الأمراض الفتاكة، فتنهش الأجساد وتزهق الرواح؟!
أطفال الرصاص
وأنا على أعتاب ذلك العالم، انتابتنى رجفة من هول ما رأيت، كادت تكشف هويتى لولا العناية الإلهية، وعندما نزلنا من السيارة، وجدنا مجموعة من الأطفال يغربلون الرصاص الناتج عن حرق مخلفات الألومنيوم، والحديد، وعندما سألت عن عملية غربلة الرصاص هذه، وما تحققه من كسب، أخبرنى أحدهم أنه يبيع الكيلوجرام الواحد بجنيه ونصف، وأنه جاء هو وأسرته للعمل فى المكب، مقابل يومية قدرها 100 جنيه، وأنهم يقيمون فى هذه المنطقة المهجورة، من الصحراء التى يغطيها الذباب حتى ليكاد يفتك بالغرباء، ويعيشون فى مجموعة من العشش التى تشعر معها أنك أمام عالم من نوع خاص، معزول عن الحياة العادية، لكنه عالم ملىء ببشر نسوا الآدمية وتجردوا من الإحساس بها.
وداخل المكب تلقى المخلفات فى كل جورة، داخل ذلك المكب الملىء بالذباب، الذى يكاد يغطى كل شىء، فضلا عن الروائح القاتلة، وتجد اللحوم الفاسدة مبعثرة بشكل عشوائى، وبجوارها بقايا الجبن وفوارغ أكياس العصير، والمنتجات المختلفة.
وفجأة يخرج الأطفال كالجراد، كأنهم خارجون للتو من أحد أكياس القمامة وتشعر بالشفقة عليهم من كم التلوث الذى يكتظ به المكان، غير الآدمى، وكجميع الأعمال غير الشرعية تحاط دائما بالسرية، غير أن هناك من يتهامسون بأن بقايا اللحوم والأغذية الموجودة بالمكب، والتى تشمل بالإضافة للحوم والجبن، السمن، وألبان الأطفال «البودرة»، والتى يتم بيعها لمصانع بير سلم، لتعيد تغليفها وبيعها لأصحاب المطاعم، أو باعة السندويتشات الجائلين بالشوارع.
كنت أتجول داخل المكان وأنا أتساءل، كيف لهذا المكان الذى خصص لإعدام مخلفات المصانع، أن تخرج منه مواد غذائية تباع من جديد على أنها صالحة للاستهلاك الآدمى؟ والأدهى أن ذلك يحدث بمعرفة أشخاص اشتروا حق نقل المخلفات من الباطن، لكنهم باعوا مقابل ذلك ضمائرهم، وأخلاقهم.
الدائرة الجهنمية
نعود إلى دورة العمل الجهنمية، فى هذا المكان الشيطانى، فهؤلاء الذين اشتروا تلك البضاعة المحرمة من الباطن، يفرزون المخلفات، ويعدونها لبيعها فى الأسواق مرة أخرى.
المكب عبارة عن مكان يتم وضع مخالفات وفضلات الشركات فيه تمهيدا لإعدامها، لكن ما يحدث أن الإعدام يتم صوريا، بينما تنجو مخلفات اللانشون والجبن بأنواعهما والشيبسى والكاراتيه والسمن والزيت والزجاجات الفارغة والبسكوت واللبان والأكياس، من الإعدام.
وحتى تجد هذه المنتجات الملعونة طريقها، فإنه يتم بيعها على أنها «عروض تجارية»، رخيصة الثمن، إلا أن الكميات الضخمة التى يبيعونها يوميا، تجعل الأرباح تنهال عليهم دون حساب، حتى وصل سعر كيس اللحمة، إلى20 جنيها، والسمن، والزيت بالسعر ذاته للصفيحة الواحدة، كما نجحت فى الاتفاق على شراء طن جبن بـ5 آلاف جنيه.
سيرفيس الفراخ
ولا يتوقف الأمر عند هذا، وإنما يتم تجميع سرفيس الفراخ، واللحوم والأرز المطبوخ، من بقايا أكل العمال ويباع فى شكائر كأعلاف للطيور، وكذلك المكرونة فرط يتم جمعها فى شكائر، أما الكارثة فهو سيريلاك للأطفال والكاكاو واللبن البودرة، يتم بيعها فى شكائر لبيعها، ويضم هذا المقلب، عددا كبيرا من الهاربين من السجون، ويشكلون عصابات تتقاسم النفوذ.
ولا يتوقف الأمر عند هذا، وإنما يتم تجميع سرفيس الفراخ، واللحوم والأرز المطبوخ، من بقايا أكل العمال ويباع فى شكائر كأعلاف للطيور، وكذلك المكرونة فرط يتم جمعها فى شكائر، أما الكارثة فهو سيريلاك للأطفال والكاكاو واللبن البودرة، يتم بيعها فى شكائر لبيعها، ويضم هذا المقلب، عددا كبيرا من الهاربين من السجون، ويشكلون عصابات تتقاسم النفوذ.
ومن أهم رجال المقلب «شيكا»، وهو مسئول تصريف لانشون حلوانى، ويبيع ما بين طن إلى طنين يوميا، فالسيارة التى تتبعه تدخل إلى المصنع، ويتم تحميلها ببراميل مخلفات اللحوم، ويعود لها إلى المكب لتفريغها فى جورة اللانشون، ثم توضع هذه الأشياء فى براميل أخرى مملوءة بالمياه، «علشان ما تلمش تراب، وتنشف»، وبعدها يتم البيع للباعة الجائلين، كل 100كيلوجرام، بـ100جنيه، والمشترون يعرفون موعد قدوم حمولة اللانشون، ويطلقون عليها «النقلة».
أسطول شيكا
حاولت التحرى عن «شيكا»، وهو أحد كبار ومشاهير هذه التجارة، فعرفت أنه من أثرياء المكان، ولديه أسطول من السيارات الجامبو، ويمتلك شركة نظافة للنفايات الخطرة، تبيع مستلزمات طبية، وأحد أقاربه مطلوب لتورطه فى بيع أدوية فاسدة، معادة تعبئتها من المخلفات، أما الشركة الثانية فيملكها «الحكيم»، وهى لبيع الأدوية أيضا، ومنذ بداية المقلب يتحكم فيه 3 شركات مرخصة للنظافة والخدمات، ويتحكم فيها «الديب»، و«شيكا»، و«الحكيم»، وسبق التحقيق فى وقائع تتعلق بتحصيلهم 500 ألف جنيه من الشركات التى تريد التخلص من مخلفاتها، ومنح نسبة لجهاز العاشر من رمضان، مقابل عدم إعدام هذه المخلفات، وترك حرية التصرف فيها لهم.
أم كيمو
وهناك جانب آخر من المقلب تسيطر عليه المعلمة «أم كيمو»، ذات الصوت الجهورى، والتى تبدو عليها ملامح الحدة والقسوة، وحينما تقترب منها تجد ملامحها مختلطة بالقاذورات التى تعمل بها، وتبدو عليها آثار الإرهاق، التعب.
و«أم كيمو» من الفيوم، ولديها ابن يدعى «الكورى»، ويدير لها العمالة التى يغلب عليها الأطفال دون الـ16 عاما، ممن تركوا محافظاتهم، ويعملون ضمن فرق
فرز القمامة.
«أم كيمو» مسئولة فرز اللحم المفروم، ومصدره اللحوم المخالفة للمواصفات داخل المصانع، فبدلا من أن يدفع المصنع لإعدام الطن، 1200 جنيه، يتم القاء هذه اللحوم فى المقلب عن طريق سيارات المصنع، وبحضور موظف الإعدام، لكن الحقيقة أنه لا إعدام ولا غيره، وتدفع أم كيمو للسائق 100جنيه على النقلة، كى يخصها بها، وتتجمع السيدات من كل حدب وصوب، حاملات الجرادل البلاستيكية، يجمعون اللحم بها، ويغسلونها، ثم تباع للمحلات لتجهيز الحواوشى ومختلف اللحوم المفرومة، ويبيعون ما لا يقل عن 300 كيلوجرام يوميًا.
وهناك جورة الأدوية والخامات التى من المفترض دفنها على عمق من الأرض، وتضم جورة الأدوية الألبان البودرة التى انتهت صلاحيتها.
ولا يجب أن ننسى المفتى، وهو ذلك الرجل المسيطر على سوق الجبن والسمن، والمتعهد الأول الهام، والذى يبسط نفوذه داخل المقلب، وتحصل سياراته على مخلفات الورق والكرتون والأكياس، ويجمع فى اليوم 10 أطنان من الأكياس التى يغلف بها الجبن الفاسد الذى ينتجه.
وتشتريها البائعات، لتعيد تجهيزها ووضع الطماطم عليها، والسلطة، ويصل سعر الكيلوجرام منها إلى 6 جنيهات، وتتركز صناعتها فى منطقة ببلبيس تسمى سراج الدين. ومنطقة أخرى تسمى سيكم.
وتتولى الاستفادة من هذا المقلب شركات تحصل على فضلات البلاستيك، وكذلك على بعض المخلفات التى يستخدمونها فى تغذية الحيوانات والدواجن.
وتشتمل هذه المخلفات على بقايا تعليب وتجميد الأغذية، مثل بذور الطماطم والمانجو، ونوى المشمش، وبقايا عصير البرتقال.
ويؤكد الخبراء أن هذه المخلفات تحتوى على مواد سامة مثل مادة الأميجدالين الموجودة بنوى المشمش، وبقايا عصير البرتقال وهى مادة سامة، وهناك كسر البسكويت وهى المخلفات الناتجة عن صناعة البسكويت، والعجائن المشابهة، وتشمل الكسر وفاقد التصنيع والتعبئة والنقل وأيضا المواد غير المطابقة للمواصفات القياسية، فضلا عن مخلفات صناعة الحلوى، وتشمل الدقيق والسكر والزيوت والدهون والإضافات الغذائية.
نقيب جامعى القمامة: «البيئة» لازم تتحرك
شحاتة المقدس، نقيب جامعى القمامة، يدعو وزارة البيئة إلى التحرك السريع ومراقبة المصانع التى تتعلق منتجاتها بالطعام، ومنعها من التخلص من مخلفاتها بمعرفتها، وفرض الضوابط التى تتعلق بالتخلص من نفايات المستشفيات، على هذه المصانع، بحيث تتولى الوزارة الإشراف على إعدام مخلفات هذه المصانع، ومنع وصولها سليمة إلى مكبات النفايات، سواء كانت أطعمة، أو عبوات غذائية، وعلامات تجارية.
وأضاف لـ«صوت الأمة: «إحنا كزبالين دورنا يقتصر على الوحدات السكنية، والمنشآت السياحية، أما المصانع فلا دخل لنا بها، وهى مسئولية وزارتى البيئة والصناعة، بالإضافة إلى المحافظة التى تقع فى نطاقها».
وشدد على ضرورة التنبيه على المصانع، بالالتزام بآليات إعدام المواد الغذائية، وأن يتم ذلك فى حضور لجنة متخصصة لكى لا يخرج المنتج إلى أيدى معدومى الضمير.
وأوضح المقدس أنه يرفع المخلفات أكثر من 20 ألف طن مخلفات على مستوى القاهرة الكبرى يوما، منها 8 أطنان مخلفات صلبة والتى تشمل البلاستيك والزجاج والكانز والكرتون والخشب والنحاس، و6 آلاف طن مواد عضوية بقايا الطعام، و2000 طن مواد غير قابلة لإعادة التدوير ويتم دفنها، لافتا إلى أنه يوجد حوالى ثلاثة ملايين مواطن يعملون بمهنة جمع ونقل وإعادة تدوير المخلفات.
وأشار إلى أن عدد جامعى القمامة فى مصر يصل إلى 3 ملايين فرد، مطالبا بإنشاء مجلس قومى لإدارة المخلفات، لأنه حسب تقديرات الجمعيات الأهلية فإن مصر تقوم بتدوير35% من الزبالة بالقاهرة والباقى يحرق، موضحا أنه يتم تدوير85 % من الزبالة فى منشية ناصر.
وأضاف أنه توجد 1250 ورشة خاصة بجامعى القمامة تعيد تدوير القمامة، التى يمكن التعامل معها بطريقة صحيحة عن طريق إعادة التدوير ويمكن تحويلها إلى ثروة قومية، يستخرج منها العديد من المنتجات، ويتم بها توفير آلاف فرص العمل.
وأوضح أن نقابة الزبالين، تنظم عمل أعضائها وتنشئ لهم شركات عن طريق هيئة الاستثمار، وأسهمت فى إقامة 48 شركة على مستوى 6 مناطق، تساعد على استخراج سجلات تجارية للزبالين والتأمين عليهم وتنظم أوضاعهم.
ويعلق على هذه المافيا التي تدمر صحة المصريين، الكميائي شريف عاشور، وأحد سكان مدينة العاشرمن رمضان، مؤكدا أنه لا يوجد تخلص آمن من مخلفاتالمصانع، فلا يوجد مدافن صحية مطابقة للمواصفات، وذلك رغم أن مدينة العاشر من رمضان من المدن الصناعية الكبري صناعية، وهو ما يلزم جهاز شئونالبيئة، بإجبار جميع المصانع والشركات علي التعاقد مع المدفن الصحي بمحافظة الإسكندرية وهو ما لا يحدث.
وكان يتعين ألا يتم تجديد رخصة أي مصنع أو شركة إلا بعد الاطلاع علي إيصال سداد رسوم التعاقد مع المدفن، مشيرا إلي أن الإهمال في هذا الأمر دفعالشركات والمصانع للتخلص من النفايات والمخلفات بإلقائها في أماكن غير مخصصة لذلك، ومنها منطقة الروبيكي والمقالب الأخرى.
وأشار إلى أن مصر تمتلك أغني أنواع القمامة في العالم، حيث تحتوي علي العديد من المواد الصلبة والعضوية، التي يمكن أن تدخل في الصناعات الحيوية، بحيث يمكن تغطية الاستهلاك المحلي، وتوفير العملة الأجنبية، إضافة إلي التصدير للخارج، وهو ما يمكن أن يدر علي البلاد ملايين الدولارات علي حد قوله.
وأوضح أن المصريين ينتجون سنويا ٢١ مليون طن من المخلفات، وفق إحصاءات وزارة البيئة، وتتصدر القاهرة وحدها النسبة الأعلى، حيث يبلغ حجم المخلفات بها نحو ٥.٩ مليون طن سنويا بما يمثل ٤٥٪ من إجمالي المتولد من المخلفات البلدية الصلبة.
ولفتت إلى أن نسبة عمليات المعالجة والتدوير في مصر حوالي ٥.٩٪ من إجمالي المخلفات البلدية الصلبة، كما يوجد 4000 طن مواد صلبة يعاد تدويرها مرة ثانية في منطقة منشية ناصر القريبة من المقلب الرئيسي للقمامة، مضيفا: "جميع أنواع المخلفات الناتجة عن المنازل والمصانع والأراضي الزراعية وغيرها قابلة للتدوير بنسبة ١٠٠٪، وعن طريق تدويرها يتم توفير فرص عمل جديدة للشباب، عن طريق مشروعات التدوير المختلفة".
وتمثل المعادن أعلي سعر في مكونات القمامة، أما الجزء الباقي من القمامة والمتمثل في ٥٠٪ منها مخلفات يمكن تحويلها إلي سماد، ففي مصر لا تتم الاستفادة إلا بنسبة ٢٥٪ والباقي يلقي في المصارف والطرق ويتم حرقها للتخلص منها.
وأشار المقدس إلى أن وزارة البيئة أعدت دراسة علمية حول الاستفادة من القمامة، حيث قدرت الدراسة قيمة القمامة في مصر بستة مليارات جنيه، تتضاعف قيمتها إلي ١٢ مليار جنيه بعد تحويلها إلي مواد أولية، من خلال العمليات الوسيطة مثل طي الورق وكبس الصفيح.
أما الأهالي الذين يعيشون بالقرب من هذه المنطقة فيصرخون مما أصابهم من أمراض، ويقول محد الزناتى، مدرس: "أصبحت حياتنا مهددة بسبب هذه المنطقةالتي تحتوي علي مخلفات صلبة وسائلة تمثل انتهاكا صارخا لصحة الانسان، خاصة أن المنطقة تعتبر همزة الوصل بين أكثر من مكان كما أن المخلفات تزداديوميا، حتي أصبحت كالتلال، كما أن المنطقة تستقبل العديد من الأطفال والشباب الذين يعملون في فزر القمامة، والتي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد؛ مما يجعلهمعرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة، كما أن المكب يشتعل تلقائيا كل يوم، وتنبعث منه روائح كريهة ودخان أسود يغطي سماء المنطقة".
ولفت عاشور إلى أن المخلفات المعاد تدويرها لا يتم تصديرها كلها، أنواع معينة من البلاستيك وهو الـPT الموجود في زجاجات المياه المعدنية،يتم تصديره، موضحا أن مصانع إعادة تدوير المخلفات سمحت للقطاع الخاص بتولي إدارتها، وهذه المصانع موجودة في من القاهرة والدقهلية وأسيوط وقنا وسوهاج.
في غضون ذلك قال المهندس حافظ السعيد حافظ رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالقاهرة إن أنواع المخلفات، عضوية ومنزلية وصناعية والكترونية ومخلفات هدم وبناء، وينتج منها سنويا على مستوي مصر حوالي 66 مليون طن مخلفات متنوعة، نسبة المخلفات المنزلية والعضوية منها حوالي 17 مليون طن سنويا، وأن القمامة المنزلية العضوية الصلبة المتولدة في القاهرة يوميا حوالي15 الف طن قمامة، وفي السنة حوالي 6 ملايين طن أي ما يعادل ثلث القمامة المنزليه والعضويه لمصر الناتجة عن27 محافظة.
5000 مصنع
أحمد سعيد رئيس البرنامج الوطني لإدارة المخلفات السابق، يؤكد وجود 5000 مصنع لإعادة التدوير بالبلاد منها 3000 مصنعا مرخصا، ٥٠٪ منها تعمل في التدوير، تتركز في تدوير البلاستيك، وتتمثل مصانع البلاستيك في كل من باسوس، ومنشية ناصر وشبرا الخيمة، لافتا إلي أن مصانع الورق والكرتون والزجاج منتشرة علي مستوي الجمهورية.
وأشار إلى وجود أماكن كثيرة تعمل كمصانع صغيرة لتجميع المخلفات الصلبة الناتجة عن القمامة، من بلاستيك وكانزات وجميع المخلفات الصلبة ماعدا الورق والكرتون، مشيرا إلي أن مصانع الورق والكرتون، تتركز في التجمعات السكنية الكبرى، كمدينة العاشر من رمضان، ومدينة العبور، وبرج العرب، وأكتوبر، والسادات، وكشف عن أن مصنع البلاستيك الصغير سعة إنتاجه تصل إلى 1000 كجم في الساعة، ويستطيع إنتاج ١٠ أطنان في الوردية.
أسعار المخلفات
سعيد كشف أيضا أن أسعار المخلفات والقمامة ليست واحدة، فلكل منها سعر يختلف عن الآخر، حيث إن المخلف الأعلي سعرا يتمثل في الكانز، ويليه البلاستيك والثالث الكرتون والمرتبة الرابعة الورق ثم الزجاج، حيث يصل سعر الكانز اليوم من ١٣ إلى ١٤ جنيها للكيلو، لأنه يدخل به الألومنيوم، وبالتالي يشارك بمصانع المسابك.
وأوضح أن البلاستيك الشفاف الخاص بالمياه المعدنية PT، فيتراوح سعر الكيلو ما بين ٥ إلى ٦ جنيهات، لافتا إلى أن هذا الصنف يعد الأكثر طلبا بالسوق حاليا، كما يقدر الكيلو الواحد من مخلف الكرتون ما بين ١٢٠ إلى ١٥٠ قرش حسب جودته، ومتوسط طن الكرتون يصل ما بين ١٢٠٠ إلي ١٥٠٠ جنيه، وبالنسبة للورق فيتراوح متوسط طن الورق ما بين ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ جنيه على حسب جودته، ويتراوح سعر مخلف الزجاج من ٢٥٠ إلى ٥٠٠ جنيه للطن، حسب جودة الزجاج، ونوعيته.
منتجات جدیدة
ولفت سعيد إلى أن الكثير من المخلفات التي تتم إعادة تدويرها، تدخل في الكثير من الصناعات المصرية، مثل خراطيم الكهرباء، وكذلك إنتاج الأعلاف من بواقي الخبز الذي يتم إلقاؤها بصناديق المخلفات، ليتم جمعها، وتنشيفها، وطحنها ويتم استخدامها علفا للأسماك، والمواشى، ويعد الأفضل علي الإطلاق للأسماك، لافتا إلى أن طن علف السمك يتراوح ما بين 4000 إلى 6٠٠٠ جنيه، ويتراوح سعر الطن الواحد من مخلف العيش المكسر المجمع من المخلفات والقمامة من 2٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ جنيه، كما يتم استخدام بواقي الخشب الصغير، حيث يتم تجميعها ويتم بشرها ونعمل منها نشارة، وتتوزع على مزارع الزجاج.
جريمة البيئة، وإذا كان هذا الملمح في تلك القضية، وهو تراخي الأجهزة التنفيذية عن ملاحقة أباطرة الأكل المضروب، فإن الملمح الآخر الذي لا يقل أهمية، هو حالة "النوم"، التي تقترب من الموات داخل وزارة البيئة وبين مسؤوليها.
ويعلم الجميع بالمنطقة الصناعية في العاشر من رمضان، بأمر مكب الروبيكي، وما يدور داخله من مخالفات، أبطالها أصحاب مصانع العاشر من رمضان، الذين يبيعون مخلفات مصانعهم لأباطرة المكب، وهم يعلمون أنها مواد لا يجب أن تخرج إلا معدومة.
ورغم ما سبق فإن البيئة تبدو كآخر من يعلم، وهو ما يجعلها شريكا لا يمكن إغفاله في هذه الجريمة؛ لأنه لولا تكاسل وربما تواطؤ بعض مسؤوليها لما وصل الأمر إلى تكوين هذه الإمبراطورية التي يشترك فيها كل من في العاشر من رمضان، التي تبعد عن الزقازيق 60 كيلومترا فقط.
المثير للدهشة أيضا أن البيئة تغفل عن رجال وأطفال ينامون وسط المخلفات، من الفايبر والبلاستيك والأدوية وبودرة السيراميك والكارتون وشرائط الألمونيوم، ووسط الملايين من الحشرات الطائرة، والزاحفة، حتى أن الذباب صار هو شعار المحافظة بأكملها تقريبا انطلاقا من هذا المىىىكب، كما لا يوجد تخلص آمن من مخلفات المصانع، فالمدينة الصناعية التي تحوي مئات المصانع لا يوجد بها مدفنا صحيا.
المغامرة التي خاضتها "صوت الأمة" في هذا التحقيق الاستقصائي، كشفت عن أن جهاز شئون البيئة لا يهتم بإجبار المصانع والشركات على توفير إعدام آمن لمخلفاتها، وأنه لا يهتم بتطبيق الشروط الواجبة من قبل المصانع قبل تجديد تراخيصها، وفق القواعد التي تقضي بالاطلاع علي إيصالات سداد رسوم التعاقد مع المدفن الصحي، وغيرها من الاشتراطات، ورغم ذلك لم تحرك البيئة ساكنا للتأكد من صحة ما نشرته.
هذا التراخي البيئي دفع الشركات والمصانع للتخلص من النفايات والمخلفات بمنحها لتجار مكب الروبيكي سابقا ، وغيره مما لا يزال بعيدا عن العيون حتى الآن، ورصدت "صوت الأمة"، وجود كميات هائلة من العلامات التجارية، والاستيكر والعبوات الفارغة التي كان يجب إعدامها بدلا من وجودها بالمكب، بما يسمح لعديمي الضمير بإعادة استخدامها.
ويؤكد سكان المنطقة أن ما رصدته ليس جديدا، وأنهم كثيرا ما تقدموا بشكاوى للمسؤولين، وكانوا يتلقون ردودا إيجابية من المسؤولين لكن دون تحرك فعلي علي الأرض.
وطبقا لاحصائيات وزارة البيئة فإن القمامة في مصر تخرج نحو 33 مليون طن سنويا، حيث تصدر القاهرة وحدها 16 مليون طن سنويا، بما يمثل نحو 50 % من اجمالي المتولد من المخلفات البلدية الصلبة، وغيرها، وتبلغ نسبة عمليات المعالجة والتدوير في مصر حوالي 11 % من إجمالي المخلفات البلدية الصلبة التي يتم التعامل معها.
جهاز العاشر من رمضان يرد
وإعمالا لمبدأ حسن النية في النشر، وحق جميع الجهات المرتبطة بهذا الملف، أن ترد على ما ورد فيه من معلومات، اتجهنا إلى المهندس عادل النجار، رئيس جهاز العاشر من رمضان، الذي فجر مفاجأة، حين أكد خلو المدينة الصناعية من المدافن الصحية للمخلفات، كاشفا عن أن مقلب الروبيكي، كان مدفنا صحيا، وكانت أرضه مخصصة لنشاط مدفن صحي، وكانت تطرح بنظام المزايدة.
وأشار في تصريح خاص لـ"صوت الأمة"، إلى أن إحدى الشركات في هذا التوقيت تم ترسية المشروع عليها، إلا أن تعرض للاعتداء من قبل شركة أخرى، حتى تم تشكيل لجان لاسترداد الأراضي، وغلق المدفن.
وقال: "وجود أي نشاط قرب هذا المكان، يعد مخالفا، ويدير خارجون على القانون، وهو ما خاطبنا الشرطة، من أجل مواجهته وضبط هؤلاء المخالفين، وإزالة التعديات التي أحدثوها، وإعادة تخطيط المكان، باعتباره منطقة استراتيجية، ومنطقة خدمات إقليمية لقربها من العاصمة الإدارية"، مؤكد أنه ينتظر المخطط التفصيلي للمنطقة، لطرح مشروع تدوير المخالفات الصلبة.
وشدد النجار على أنه ليس من سلطة الجهاز، اعتراض من ينقلون المخلفات من المصانع، موضحا أنها مسؤولية الشرطة والجهات ذات الضبطية القضائية.
مستند الصيادلة يكشف المستور
وخلال رحلة إنجاز هذا التحقيق، حصلت "صوت الأمة"، على مستند يكشف الكثير من المستور في تلك القضية، حيث يمثل هذا المستند، خطابا وجهه جهاز مدينة العاشر من رمضان، إلى رئيسة الإدارة المركزية للتفتيش على الصيادلة، بوزارة الصحة والسكان، يدعو فيه الإدارة إلى التعاون، لتطبيق قانون البيئنة، رقم 4 لسنة 1994، والمعدل بالقانون 9 لسنة 2009، بعدما تلاحظ للجهاز، وجود سيارات تحمل شحنات أدوية منتهية الصلاحية، متجهة إلى ميدان الروبيكي، بحجة إعدام ما تحمله من شحنات، موضحا أنه تم احتجاز سيارتين من هذه الحمولات، تحت تصرف الجهاز.
وشمل الخطاب دعوة من الجهاز، لإدارة الرقابة على الصيادلة، بضرورة التشديد على الجهات الخاضعة لرقابتها، باتباع الإجراءات السليمة لإعدام الأدوية، وفي الأماكن المخصصة لذلك.
خطاب جهاز مدينة العاشر من رمضان، يبرئ ساحة الجهاز، ويؤكد أنه يؤدي واجبه على الوجه الأكمل، لكنه في المقابل يكشف عن أن باقي الأجهزة المعنية بهذا الملف، لا تهتم بما يوجه إليها، من مخاطبات رسمية، ولا تهتم بأداء دورها المنوط بها، من أجل الحفاظ على صحة المواطنين.