مسرحية "اضحك لما تموت".. لن تضحك ولن تموت (صور)
الجمعة، 02 فبراير 2018 08:27 م
شهدت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، مساء أمس الخميس افتتاح عرض «اضحك لما تموت» على خشبة المسرح القومي بعد إعادة تشغيله وسط حضور جماهيري كبير، وحضور عدد من الفنانين كالفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، والفنان يوسف إسماعيل مدير فرقة المسرح القومي، والفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون.
العرض من تأليف لينين الرملى وإخراج عصام السيد وبطولة نبيل الحلفاوى ، محمود الجندى ، سلوى عثمان ، إيمان أمام ، تامر الكاشف ، زكريا معروف وحمدى حسن.
سبق العرض حملة دعائية كبيرة، وانتشار جيد لأخباره بالمواقع والجرائد وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، جعل الكل على أهبة الاستعداد لمشاهدة عرضاً متميزاً يجذب من جديد الجماهير إلى المسرح الذي لم يفق من غيبته منذ فترة طويلة، إلا أن كل ذلك طار مع فتح الستار عن العرض الأول، الذي لا نقصد من السطور المقبلة سوى الإشارة إلى مواطن القوة والضعف فيه، دون قصد لتجريح أو تشويه للعمل الذي ينتظر منه خلال الفترة المقبلة ما هو أقوى وأفضل.
كان واضحا منذ البداية أنه هناك تدخل ما في النص الحواري، بحذف ألفاظ أو مشاهد قد لا تناسب الأطفال، فقد تفاجئ الجمهور برفع التصنيف العمري عن اعلانات المسرحية الموجودة بالخارج ودخول الأطفال، بعد أن كان مكتوباً عليها +18، مع رفع الستار عن المشهد الأول اشتد التصفيق لدخول الممثل نبيل الحلفاوي، أو كما يلقبونه أهل «تويتر» بالقبطان، ثوان ودخل الفنان محمود الجندي وأخذ التحية التي تليق بقيمته الفنية أيضاً، وبدأ حوار مسرحي تخللته "افيهات" متندرة على الثورة والثوار من قبل «يحي» الذي يقوم بدوره نبيل الحلفاوي، سخر كثيراً من الثورة التي يمثلها صديقه طاهر –محمود الجندي-، الذي شارك فيها بالتصوير والتوثيق.
كشف الشخصيات منذ اللحظة الأولى، وامتداد الحوار الثنائي لأكثر من ربع ساعة وانخفاض صوت الممثلين، وضعف الإضاءة في بعض الأوقات، دفع بالملل إلى الجمهور، الذي كان يعتقد أنه على ميعاد مع وجبة كوميدية دسمة، لم يجد منها إلا القليل، مع توالي دخول باقي أبطال المسرحية، بدأ الملل يقل شيئاً فشيئاً، إلا أن انتهاء الفصل الأول دون الوصول إلى عقدة المسرحية مثل صدمة للمشاهدين، فالفكرة حتى الآن تائهة غير واضحة، ليس هناك أزمة تحتاج إلى حل من المفترض أن يقدمه الفصل الثاني، حوار سطحي بين شخصين ينتميان إلى جيل الآباء والأجداد، يختلفون في وجهات النظر حول الثورة، ما الجديد؟
نال القبطان نبيل الحلفاوي، قسطاً كبيراً من الثناء، فهو إلى الآن المنجي للسفينة من الغرق، لولاه لخرج الجمهور قبل اسدال الستار على الفصل الأول، تدخلاته حركاته ايفيهاته، هي وحدها التي تشد الانتباه حتى الآن.
ضرب التناقض جانباً كبيراً من حوار المسرحية وشخصياتها، فطاهر – وفي تارات كثيرة تامر- الذي يقوم بدوره الفنان محمود الجندي كان عضواَ بالحزب الوطني متحمساً بشدة للثورة مؤمناَ بها وبأهدافها، إلا أنه يخشى المشاركة فيها، وكأن المؤلف لينين الرملي أراد أن يحفظ ماء وجه بعض أعضاء الحزب المنحل، الذي كان سبباً من أسباب إفساد الحياة السياسية، أما يحي فأستاذ للتاريخ كاره للتاريخ، دكتور جامعي يرفض أن يناديه أحد بالدكتور –دون ابداء لسبب هذا الرفض-، يطلب من الشباب حتى يستقيم أمرهم أن يقرأوا التاريخ ثم يرجع ويأمرهم بأن يصنعوا هم تاريخهم عن طريق الثورة التي يعلن في كل دقيقة من المسرحية كره لها، لأنها أخذت منه ابنه الوحيد.
كما حفظ المؤلف ماء وجه الحزب الوطني، حفظ ماء وجه حزب الوفد، فأشار إلى أن والد يحيى كان وفديا كبيرا، ومذكراته هي التي هدت نجل يحي، إلى المشاركة في الثورة، وتقديم نفسه فداء لها، في ظل أن حزب الوفد لم تكن مشاركاته السياسية في هذه الفترة بهذا الشكل الداعم لأي ثورة والمحرض عليها، فمنذ فترة طويلة وهم يلتزم الخط الوسطي المحافظ.
وفق القائمون على العمل في تجسيد صورة جماعة الإخوان الإرهابية، عندما دعا نبيل الحلفاوي ساخرا الفتاة التي كان يتسابق هو والجندي في حبها «حرية» إلى الزواج من شاب بلحية وزبية، يضحك عليها وينهب كل ما لديها.
استخدم المخرج العديد من المشاهد المسجلة خارج العرض المسرحي، لشخصيات مهاجرة ومتوفاة استدعاها لدعم الحوار، إلا أن ذلك أفقد العمل كثيراً من قوته، فكما جرت العادة تمثل معظم مشاهد المسرح أثناء عرضها.
في النهاية يبقى السؤال هل تستحق مسرحية "اضحك لما تموت" كل هذه الجبلة؟ خاصة وأنها يعول عليها كثيرا في إعادة المسرح القومي إلى سابق عهده.