معركة عفرين تكشف القناع عن وجه تركيا القبيح
الجمعة، 02 فبراير 2018 02:08 م
إن ما يحدث في عفرين من الهجمات الشرسة والجرائم البشعة من قبل الجيش التركي على جميع القرى والمناطق الكردية دون رحمة أو هوادة و قتل المدنيين والأطفال والنساء والعزل وتدميرت العديد من المناطق السياحية والمساجد وغير ذلك من الجرائم، يكشف القناع عن الوجه القبيح لخليفة المثليين وتركيا وحقيقة مزاعمهم المكذوبة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.
لعلنا نرجع إلى الوراء قليلا قبل الغزو الأمريكي للعراق، وفي فترة حكم الرئيس السابق صدام حسين -رحمه الله-، عندما قامت كردستان العراق في الوقوف مع صدام في حربه ضد ايران، ثم طالبت بإستقلال الإقليم عن العراق، وتم لها الحكم الذاتي هناك بشروط منها أن يكون للحكومة العراقية نسبة كبيرة تصل إلى 75% من تجارة البترول في هذا الإقليم، وكان أول من وقف ضد هذا المشروع هو تركيا لأنه لم يكن لها مصلحة في ذلك وقتها، ولأن أكراد كرستان يبحثون عن مصلحتهم في الاستقلال فقد انحازوا حاليا إلى جانب تركيا ضد الأكراد في سوريا، والسبب موقف تركيا معهم مؤخرا بعدما وضعت حكومة بغداد التابعة لإيران شروطا قاسية مقابل استقلال كردستان العراق منها أن يدفع الإقليم للحكومة من مردود النفط كما كان سابقا في عهد صدام لمدة 20عاما، وأن تخضع مطارات الإقليم للحكومة العراقية، وهو ما رفضه الأكراد في كردستان وكادت أن تحصل بينهم حرب لولا تدخل تركيا وإيران لأن الحرب ليس من مصلحتهم، وهذا ما يعتبر خيانة صريحة من أكراد كردستان للأكراد في سوريا.
أما تركيا ترى في منطقة عفرين ومنبج وعين العرب(كوباني) التي يسكنها الأكراد تهديدا لأمنها القومي، ومع رغبة روسيا في تسليم حلب للنظام السوري، اتحدت المصالح فتم الاتفاق بين تركيا وروسيا، فأعطت الضوء الأخضر لتركيا للقضاء على الأكراد في سوريا وفي المقابل يتم تسليم حلب للنظام، ولذلك رأينا هنا صمت رهيب يسود العالم، مع تبريرات روسيا لأفعال تركيا في عفرين، وتراجع أمريكا عن دعم الأكراد هناك حتى لو وصل الأمر لإبادتهم بالكامل.
أما عن الجيش الحر السوري فقد أوقعته تركيا في الفخ دون أن ينتبه من أجل مصلحتها، حيث تستدرجه إلى مناطق الأكراد التي تحت سيطرة تركيا الآن وليقف معها في معركتها ضد الأكراد في عفرين بعد وعود بتسليمه تلك المناطق في حالة انتصارها هناك، ولكن الجيش الحر سيندم أشد الندم بعد ذلك، حيث لن يطول الأمر حتى تتخلى تركيا عنه وتتركه يقع تحت نيران النظام السوري ويتم القضاء عليه، وتصبح منطقة الأكراد تحت سيطرة النظام السوري وحده، وهذا ما تعتبره تركيا أعلى درجات الأمان لحدودها.