في معرض الكتاب.. الورق ينتصر على "PDF"

في ساحة ثقافية يصطف بها العديد من دور النشر، والمكتبات  العامة، ينتصر الكتاب الورقي على الكتاب الإلكتروني (PDF)، حيث  يتوافد الآلف  من القراء والمُثقفين على معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ49،  لشراء الكتب، والمجلات، والمجموعات القصصية، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الكتب بنسبة تتراوح ما بين 25% : 50% عن الأعوام السابقة إلا إن  القراء ظلوا متمسكين بالكتاب الورقي، بسبب الإستمتاع بعطر صفحات الكتب.

 

ولم يكن رفض الكتاب الإلكتروني متوقف فقط على ثقافة الشباب المصري،  ولكن الثقافات العربية أيضًا ظلت محافظة على رونق الكتاب، حيث عبر عدد من الزائرين العرب والمصرين عن اسباب إعجابهم بالكتاب ورفضهم  للكتب الإلكترونية.

 

بغداد 

وأمام مكتبة الأسرة بمعرض الكتاب يستريح أكرم القيصر مدير مكتبة في شارع المتنبي  ببغداد،  من التجول وسط  المكتبات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وبجانبه حقيبتين ممتلئتين بالكتب،   معبرًا عن إحتياج  العرب للكتب في كل مجالات العمل،  قائلًا": لا غناء عن الكتب الورقية التى تستنشق بها عطر الكتاب،  فمثلها مثل الصديق، ودائمًا ما يشعر  القارئ المحب للكتب  بالحديث مع صفحات الكتاب على عكس الكتب الإلكترونية التى قد تزعج الزهن بسبب ضوء الجوال أو الهاتف، مشيرًا أن في مجال عملى بالمكتبات  نحتاج الكتب بشكل دائم ومستمر فمثلها مثل الطعام والشراب الذي نتغذى عليهم بشكل يومي".

 

وأوضح" القيصر"  في حديثه لـ "صوت الأمة" إن الهواتف تُمثل عازل بين القارئ والكتاب، وتشعر القارئ  بإنعدام ونس وألفة  السطور التى يقرأها، حتى إذ ارتفعت الأسعار سيظل الكتاب يحمل رونقه، مدللًا بما في ذلك سفره من العراق إلى مصر لشراء الكتب الورقية في متعة شديدة ودون أى معاناه". 

العريش

ووسط تكدس القراء الشديد خرجت فيروز هاني أحد أهالي منطقة العريش، حاملة ثلاث حقائب بهما  قصص أطفال لأبنائها، حيث أوصتها أبنتها الصغيرة بشراء قصص الأنبياء، وعلى الرغم من توافر تلك القصص على الإنترنت، ومواقع الكتب الإلكترونية إلا إن فيروز قررت السفر إلى القاهرة لشرائهم، قائلة": الكتب الإلكترونية بتجيب توحد للأطفال مع الكتاب، وبالتالي  ينزعل الطفل ولا يكون لدي علم بما يقرأه أولادي، ولهذا الشئ أسافر للكتاب".

 

وأشارت " فيروز" في حديثها لـ"صوت الأمة" إن الكتب الإلكتونية أوفر، ولكن الورقية أمتع في إعطاء قاديسية للقراءة، لافتة إلى إنها تخصص  ساعة كاملة لطفليها للقراءة، وعند الإنتهاء من القصة التىى يقراوها تكافئهم بإعطاء الهواتف لهم، فكيف يمكني إعطائهم الهواتف طيلة الـ24 ساعة.

السعودية

وبين ممررات المراجع الدينية بمكتبة التوفيقية خرج  محمد عبد الله أحد الوافدين من الممكلة العربية السعودية لـمعرض القاهرة الدولى للكتاب، لشراء الكتب الدينية، وزيارة جناح الأزهر الشريف، مفضلًا تصفح الكتب الورقية عن الإلكترونية، قائلًا":المراجع الدينية لا تقرأ إلا من خلال الورق لشعور بغلاف الكتاب المقوى، والخط العثماني والكوفى البارز على المجلدات".

 

وأشار إنه أتى من الحاجز مخصوص لشراء كتب الإمام الغزالى، والسيرة النبيوية، مشيدًا بالتنظيم الجيد بمعرض  الكتاب".

 

في سياق متصل قال خالد غندور مدير دار الشرق بمعرض القاهرة الدولى للكتاب: إن  الكتب الإلكترونية لا تُمثل خطورة  على  الكتب الورقية، لأن القارئ هناك علاقة وثيقة بين القراء المُثقفين والكتب، وبالتالي ينتهز القراء معرض الكتاب للمجئ من جميع دول العالم لشراء الكتاب الورقي تقديرًا لقيمته.

 

وأكد " غندور" في حديثه لـ"صوت الأمة" إن القارئ لا يتوقف عليه عبئ رتفاع سعر الكتاب لضعف، ولكن في بعض الأحيان تزداد أعباء مصاريف الإنتقال والسفر والمواصلات ومع ذلك يأتى لشراء الكتاب، لذلك لا أعتقد أبدًا أن الكتب الإلكترونية لا تقلل من قيمة الكتاب.

موقف القانون من الـ PDF

وفي السياق القانوني قال النائب عبد المنعم العليمي عضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إن الكتب الإلكترونية تُمثل قرصنة على الكتب الورقية، وحقوق الكاتب ودور النشر، لافتًا إن القائمين بسرقة الكتب الورقية وتوفيرها على الإنترنت لابد من معاقبتهم قانونيًا، طبقًا لقانون الملكية الفكرية .

 

وأكد" العليمي" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" إن  قانون الملكية الفكرية يحمي براءة الإختراع، وحقوق  المؤلف، ودور النشر، وهو  ضمن القوانين المعمول بها دوليًا للمحافظة على حقوق الكُتاب الدولي، لافتًا إنه إذا تم توثيق الكتاب  في الجهات المختصة، والتعامل معه كشخصية إعتبارية منسوبة لمتجر معين، ودار نشر محددة ، وتم تداول الكتاب دون علم صاحبه على الإنترنت يكون من حق الكاتب التقدم ببالغ لنيابة العامة ويتم تتبع رقم الكتاب والكود الخاص به ومن ثما الوصول لقراصنة الكتب، ومسألتهم قانوينًا، وقد تصل عقوبتهم لغرامة 10 الف جنيهات، أو الحبس.

علم النفس والـ PDF

فيما أوضح الدكتور أحمد عبد الله أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أسباب  إرتباط  القارئ بالكتاب، قائلًا": إن سعي القارئ لشراء الكتاب، وبذل المجهود للحصول عليه يجعله مهيأ نفسيًا وعقليًا لتقبل المعلومات التى يقرأها، مفسرًا في حالة التأهب لزيارة حبيب يتم الإستعاد قبلها بقترة وهو نفس حال محبي القراءة الذي يتسعد للإنغماس في أوراق الكتاب".

 

وأشار " عبد الله" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"  إن الكتب الإلكترونية لا تمنخ القارئ طمأنينة كافية لتردد عليها فهى معرض لقطع صفاء ذهنه بسبب توافر إحتمالات فصل بطارية الهاتف، أو إنقطاع الطيار الكهربي عن الإنترنت، وغيرها من العوامل التى قد تقلق القارئ، وذلك بصرف النظر عن حاجز الهاتف ذاته بينه وبين الكتاب والقارئ".