جمال البنا.. "سيجارة" واحدة لا تكفي (بروفايل)
الثلاثاء، 30 يناير 2018 08:00 م
هناك أشخاص يملئون الدنيا ضجيجاً بسبب أقوالهم وأفعالهم، وهناك فتاوي شاذة كثيرة أصدرها مُفكرين وعلماء إسلاميين كانت محل جدل واسع في المجتمع المصري، لعل أبرزها تلك الفتاوي التي أصدرها المفكر الراحل جمال البنا حول المرأة والتدخين وغيرها من تلك الفتاوي التي خلقت له معارضين.
"البنا" الذي يعتبر الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، كانت أفكاره ضد الجماعة ومؤسسها منذ الوهلة الأولى، فهو مولود في عام 1920، وتوفي في مثل هذا اليوم 30 يناير من عام 2013.
حتى الأن حينما تُثار قضية دينية على الملأ يلابد أن يُذكر اسم جمال البنا، فهو المثير للجدل دوماً بسبب فتاويه، منذ أن أجاز تدخين السجائر نهار رمضان إلى تقبيل الرجل للمرأة التي ليست بزوجته.
خلال السطور القليلة القادمة نستعرض أبرز تلك الفتاوي التي تُعتبر شاذة وأجازها "البنا" في كُتبه ولقاءاته الصحفية والتلفزيونية.
التدخين فى نهار رمضان
كانت للبنا فتوى بأن التدخين لا يفطر، وقتها برر جمال البنا أن هذه الفتوى تأتي فى إطار حرية الاجتهاد وعدم الوقوف على ما استقرت عليه آراء الفقهاء عبر العصور وقام بتأصيلها منطلقا من أن دخان السجائر وتدخين الشيشة ينطبق عليها ما ينطبق على البخور التى لا يستطيع أحد أن يقول إن شم البخور يفطر الصائم رغم وجود قول لدى قلة من الفقهاء القدامى بأن ذلك مفطر.
تقبيل المرأة
خلال حديث تلفزيونية له عبر قناة الساعة مطلع الألفية الجديدة أباح البنا تبادل القبلات بين الشباب والبنات في الأماكن العامة، بعدها تعرض لهجوم شديد من علماء الأزهر الذين اتهموه بالتشجيع على نشر الفاحشة فى المجتمع، وطالبوه بالتراجع عنها، بعدها أصدر البنا كتاباً بعنوان "قضية القبلات وبقية الاجتهادات" لتأصيل الموقف الشرعى فى قضية القبلات.
وضم الكتاب 3 أقسام، خصص القسم الأول لفتوى القبلات، التى اعتبر أنه أسيء فهمها والتى وصف الهجوم حينها بـ"التشنيع عليه". وأوضح أنه لم يسع أبدا إلى إباحة هذه القبلات، ولكنه أشار إلى أن الإسلام لم يعتبرها من كبائر الذنوب، بل "من الصغائر التى تعالج بالحسنات".
إمامة المرأة
وكانت هناك فتوى شهيرة أخرى له حينما أصدر كتاب بعنوان "جواز إمامة المرأة الرجال" والذى ألفه "البنا" بعد واقعة إمامة السيدة أمينة ودود مجموعة من الرجال والنساء لصلاة الجمعة فى إحدى الكنائس الأنجليكانية فى نيويورك، بعد أن رفضت ثلاثة مساجد فى نيويورك قبول الصلاة فيها، ويرصد البنا فى الكتاب، الآراء التى صبت هجومها على أمينة ودود، وكيف قامت الدنيا ولم تقعد.
ويشير البنا إلى أن أمينة ودود، أقبلت على هذه الخطوة للتدليل على مساواة الإسلام بين الرجل والمرأة، خاصة بعد الهجوم على الإسلام واتهام أمريكا بعد أحداث 11 سيبتمبر 2001 أن الإسلام بدين التخلف والجهل، ويؤكد البنا في كتابه على ضرورة أن يقوم الذين عالجوا هذه القضية بأن يتمثلوا المشهد الأمريكى، وأن يضعوا أنفسهم موضع المسلمين هناك.
ويستشهد البنا فى الكتاب بوصول المرأة إلى رئاسة الجمهورية فى دول مسلمة مثل بنجلاديش وإندونيسيا، ولكن لم تصل مهما كان قدرها إلى إمامة الصلاة، وهو ما يعتبره البنا حاجزا كبيرا لا يزال قائما، فى وجه المساواة ما بين الرجال والنساء.
زواج المسلمة من غير المسلم
وخلال حوار صحفي له أجاز البنا زواج المسلمة من غير المسلم، حيث رأى عدم وجود نص قرآنى يحرم زواج المسلمة من قبطى أو يهودى، وقال نصاً في الحوار الذي نشر عبر أحدى الصحف الخاصة أن الثابت بالطبع أنه لا يوجد أى مانع من وقوع فتاة مسلمة فى حب مسيحى أو يهودى أو حتى من يسمونهم مشركين، فما دام الأمر فى حالة المشركين لم يخرج عن المشاعر ولم يتطرق إلى ممارسات عملية كالزواج أو ممارسة الجنس، فهو مباح شرعاً، ولا يقدر أحد أن يحاسب أحداً على ما يدور بقلبه، أو ما يشعر به، ولكن الأمر يختلف فى حالة أهل الكتاب، ونفس الموقف عبر عنه النبى محمد عليه السلام عندما قال عن حبه للسيدة عائشة وعدم قدرته على مراعاة شروط العدل فى المشاعر: "اللهم هذه قسمتى فيما أملك، فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك"، أى لا تلمنى على مشاعرى.
الحجاب.
كما قال المفكر الراحل جمال البنا فى حوار نشره موقع "العربية.نت": إنه لا حاجة الآن للحجاب لأنه يعوق المرأة عن حياتها العملية، وأنه لا يوجد فى الإسلام ما يؤكد فرضيته، وأضاف، الحجاب فرض على الإسلام ولم يفرض الإسلام الحجاب، فشعر المرأة ليس عورة، بل يمكنها أن تؤدى صلاتها بمفردها وهى كاشفة الشعر، واعتبر شعر المرأة ليس عورة قائلا "مطلقا لا أرى ذلك".. مشيرا إلى أن المجتمعات الذكورية التى تخصص المرأة للبيت فقط هى التى تلح على هذه النقطة.