المفتري والمفترى عليه والحقيقة.. في أزمة مستشفى بني مزار البابا تواضروس غائب له ملائكة حاضرين

الإثنين، 29 يناير 2018 05:00 م
المفتري والمفترى عليه والحقيقة.. في أزمة مستشفى بني مزار البابا تواضروس غائب له ملائكة حاضرين
البابا تواضروس
كتبت - ماريان ناجى

في إحدى الليالي التي تُصف بأنها عتمة نتيجة الأحداث المتلاحقة والتي تعد الأسوأ.. استيقظ الشاب- الذي لم يكن قد تجاوز الحلم آنذاك- على صوت آلام والده، الذي كان يتلوى.. ومابين أصوات الهمهمة والغمغمة أصطحب الشاب والده إلى أقرب مستشفى- مستشفى بني مزار في محافظة المنيا- أملا أن يجد العلاج للشخص الذي مثلا النقطة الفارقة في حياته.
 
سويعات قليل كانت كفيلة بأن تحمل الخبر، الصادم والقادر على تغير قدر هذا الشاب.. اغرورقت عيناه عقب سماع الطبيب المعالج، يخبره بأن والده مصاب بمرض السرطان، الذي كان في تلك الأيام يمثلا مرضا قاتلا- داء دون دواء- ربما تلك القصة القصيرة تمثل حياة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي مثل مرض والده بالسرطان نقطة التحول في حياته، وجعله عازما على دراسة الطب.
 
مابين رحلة الآلام التي وصفها البابا بكلمات مختصرة، أثناء زيارته كلية الصيدلة التي تخرج منها في محافظة المنيا، وحملة الهجوم التي شنها عليه أحد الكتاب، بسبب تعطيل الكنيسة لافتتاح مستشفى بني مزار الخاصة- على حد زعمه- رسائل كثيرة بين الأسطر.
 
"أحذر الكهنة من القسوة مع الفقراء".. عبارة قالها البابا تواضروس عند زيارته كلية الصيدلة التي تخرّج فيها وأعلن عن أنه التحق بها نتيجة ما شاهده من معاناة والده مع مرض السرطان، وأشكره على تلك النصيحة العظيمة والرائعة، لكنى كنت آمل في أن يوجه قداسة البابا النصيحة نفسها إلى الكهنة من مساعديه الذين عطلوا افتتاح مستشفى على أحدث مستوى عالمي نتيجة عنادهم وإصرارهم على وضع لافتة الكنيسة عليها ونقل الملكية إليهم!!، مستشفى بنى مزار الذي جمعت مؤسسة راعى مصر تبرعات من جميع أنحاء العالم وبمئات الملايين في رحلة تعب وضنا استغرقت سنوات حتى وصل هذا الصرح الطبي إلى هذا المستوى الراقي.. بهذه الكلمات بدأ الكاتب مهاجمة البابا تواضروس دون تحري الدقة في القضية.
 
"مهاجمو البابا تواضروس يبنون رؤيتهم على أنصاف الحقائق وهم يعلمون ذلك جيدا".. كانت تلك الكلمات هي أول ما برز بين الأسطر، خاصة حين خرج من أفواه العديد من المصادر الكنسية المطلعة، التي قالت في دفاعها عن البابا: "لدينا شيكات الصرف على الإنشاءات وشراء الأجهزة الخاصة بالمستشفى من حسابات أسقفية الخدمات بالكنيسة، والمؤسسة التي تتنازع مع الكنيسة على ملكية المستشفى"، مشيرا إلى أن الشيكات تؤكد أن الكنيسة أن تعطي المؤسسة الرعاية الثقة في إدارة المستشفى.
 
WhatsApp Image 2018-01-29 at 2.16.52 PMموقع مستشفى بني مزار
 
وأشارت المصادر إلى أن أسباب عد الثقة هي: أن مؤسسة الرعاية "مؤسسة عائلية"، مؤسسيها الخمسة هم: "شخص وزوجته وأخيه.. إضافة إلى اثنين أخريين"، وفي كل اجتماع لهذه المؤسسة تؤخذ الأصوات على القرارات بالأغلبية لوجود ثلاثة مقابل اثنين.
 
وأضافت المصادر، أن مؤسسة الرعاية سعت للإدعاء بأنها صاحبة حق المنفعة لهذه المستشفى بناء على عقد غير سليم تم التوقيع عليه من طرف واحد فقط وهو البائع، لافتين إلى أنه تم إلغاء العقد المزعوم في عقد الملكية الموقع عليه في تاريخ (1 مايو 2017) لصالح الكنيسة القبطية، ومع ذلك فالمسئول عن المؤسسة استمر في إدعاء حق المنفعة لهذه المؤسسة.
 
وتابعت المصادر: "فبعد توقيع حق الملكية الجاري إجراء صحة التوقيع عليه في محكمة القاهرة الجديدة، ادعت المؤسسة كذبًا- على حد وصف المصادر- أنها تمتلك المستشفى وحصلت على تبرع من البنك التجاري الدولي (CIB)، وذلك مخالفا لتعليمات إدارة البنك بعدم التبرع لأي منشأه لا تتبع وزارة التضامن والمستشفى تمتلكها الكنيسة وليست المؤسسة أو الكنيسة".
 
وأضافت المصادر، وتمادت المؤسسة في المخالفة وقدمت أوراق لوزارة الصحة بادعاء ملكية المستشفى للحصول على تراخيص بالتشغيل باسم المؤسسة، مشيرا إلى أن الكنيسة تقدمت آنذاك بالأوراق التي تثبت ملكية الكنيسة للأرض، وتم عرض الموضوع على مستشار مجلس الدولة بوزارة الصحة الذي أصدر فتوى رسميه بقرار رسمي بعدم جواز التراخيص باسم المؤسسة حتى يتم الحكم في صحة التوقيع وظهور المالك الحقيقي، وهذا هو السبب الرسمي لإيقاف التراخيص انتظارًا لحكم المحكمة العادل.
 
WhatsApp Image 2018-01-29 at 2.17.51 PMموقع مستشفى بني مزار
 
وأضافت المصادر: "فعند توقيع عقد الملكية للمستشفى في تاريخ (1 مايو 2017) طالبت الكنيسة رئيس المؤسسة تغيير المؤسسين ومجلس الأمناء حتى تستطيع أن تعطى الكنيسة الإدارة إلى مؤسسة راعي مصر، واليوم وبعد حوالي ثمانية أشهر لم يتم إجراء أي تعديل في تكوين المؤسسة العائلية ولا مجلس أمنائها وتمادى المسئول في المماطلة"، لافتين إلى أن الكنيسة ستلجئ للقانون لإثبات حقوقها في الملكية، قائلين: "لذلك لا تفتروا على البابا تواضروس".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق