كارثة مصرف بحر البقر.. اقرؤوا الفاتحة لأهالي الشرقية (صور)
الإثنين، 29 يناير 2018 03:00 مسها الباز
مصرف بحر البقر الذي يمر الجزء اﻷكبر منه في محافظة الشرقية، ويحمل اسم إحدى القرى بالمحافظة، هو بحق كارثة بيئية تهدد حياة كثيرين، ويمرالمصرف بمحافظات "القليوبية والشرقية والدقهلية واﻹسماعيلية" بداية من جنوب القاهرة ويحمل مخلفات السكان والمصانع.
أحمد عبد العزيزعضو جمعية تنمية المجتمع ببحرالبقرقال: "قبل إصدارالقرار الخاص بأن يصب الصرف الصحي ومخلفات المصانع في مصرف بحر البقر في بداية السبعينيات، كانت المياه تستخدم للصرف الزراعي فقط وكانت صافية، ليس لها رائحة مثل التي نستنشقها اﻵن، حيث يتسبب المصرف في انتشار اﻷوبئة واﻷمراض".
وأشارعبد العزيز، في تصريح لـ"صوت الأمة"، إلى أن مساحات شاسعة من اﻷراضي الزراعية في قرى بحرالبقر تُروى بمياه الصرف الصحي، والمياه الملوثة بمخلفات المصانع ومنها العناصر الثقيلة مثل الرصاص.
من ناحيته، قال الدكتور عاطف عامر، أستاذ الكيمياء بكلية علوم الزقازيق، إن مياه "بحر البقر" يستغلها المزارعون فى رى أراضيهم الزراعية، نظرا لعدم وجود مياه صالحة للزراعة قريبة من حقولهم، مشيرا إلى أن هذه المياه ملوثة بكثير من الميكروبات والفطريات والعناصر الثقيلة، وتحمل كثيرا من المخلفات الكيميائية الضارة بالبيئة والتربة الزراعية، موضحا أن هذا ينعكس على المحاصيل الزراعية الناتجة عن ريها، وخاصة الخضروات مثل الجرجير والفجل والملوخية والخص والبصل والثوم والسبانخ والخيار والطماطم وباقى الخضروات ذات الجذور الصغيرة غير الممتدة بعمق داخل التربة الزراعية، مشددا على أن هذه المحاصيل تسبب حالات تسمم غذائى.
محمد سالم من أهالي بحرالبقر قال: "في بداية السبعينات كانت كارثة الصرف الصحي في بحرالبقر، تلك الكارثة التي هددت حياة المواطنين طوال 40 سنة ماضية، وكنا نصطاد السمك من البحروالقراميط وكانت نظيفة البطن طيبة الرائحة، وكانت تسيرالمراكب وسط البحروالمياه صافية ولكن بعد قرارالصرف الصحي ببحر البقر، زالت كل الصور الجميلة وحل محلها الباعوض والحشرات والروائح الكريهة".
أشارعيد السيد أحد القاطنين على ضفاف المصرف إلى أن بعض من باعوا ضمائرهم، ينصبون الشباك ليلا في مصرف بحرالبقر، ويجمعون ما جادت به الشباك من اﻷسماك ويذهبون به بعيدا إلي حيث بعض المراكز والمدن لبيعه ﻷن أهالي قري بحرالبقر يعرفون سمك المصرف فلا يشترونه، بل ويتشاجرون مع صائده ، لافتا إلي أن السمك الذي يتم إصطياده من المصرف يتميزبسواد لونه وكبررأسه ووجود علامات زرقاء علي جسم السمكة تبدو كخطوط عرضية، باﻹضافة إلي رائحته الكريهة من الداخل.
وتحكي إحدى ربات البيوت واقعة حدثت لها عندما أقدم زوجها علي شراء القراميط منذ عدة سنوات ، وهم من أهالي القري المجاورة لبحر البقرقائلة :"عندما هممت بتنظيفها إنبعثت من داخلها رائحة كريهة جدا، ووجدت بطنها شديدة السواد، فظننت أنها علي هذه الحالة لكبرحجمها، وبعد تنظيفها بالليمون والملح ونقعها بهما لفترة، قمت بطهيها وعند الطهي علت رائحة الهوارب فقمت بحمل اﻹناء بمافية ورميه في الترعه المجاورة لنا، وقصت علي زوجها ماحدث فأخبرها أن كل من إشتري من ذلك الرجل يتوعده، ﻷنه كان يصاد من مصرف بحر البقر، وأشارت السيدة إلي أن سكان بعض اﻷماكن النائية وبعض المدن قد ينخدعوا عند شراء اﻷسماك ولن يكتشفوا ذلك إلا بعد فترة.
أحد المزارعين من أهالي قرية 3 بحرالبقر قال: "أمتلك قطعة أرض صغيرة أزرع فيها الكرنب وبعض الخضروات، ثم أذهب بهم إلي اﻷسواق، وقد ﻻ حظت في السنوات اﻷخيرة أن بعض المواطنين يسألونني من أي مكان أنت فكنت أجيبهم علي الفور"بحرالبقر"، فيمتنعون عن شراء الخضروات، وكنت أتعجب من ذلك، حتي قال لي أحد البائعين، ﻻ تخبرهم الحقيقة، فالناس يخشون علي صحتهم من الفشل الكلوي وأمراض الكبد بسبب أن الزرع يروي بمياه الصرف الصحي.
وفاء علي تسكن ايضا علي ضفاف المصرف وتقول: "تعبنا من شيل جراكن المياه ومن أمراض الفشل الكلوي التي لم تترك بيتا إلا وبه مريض بسبب المياه الملوثة والزرع الملوث والروائح الكريهة التي تملأ المكان ، وأناشد الرئيس السيسي بوضع حل لمياه الشرب في قري بحرالبقر واﻹصلاح الزراعي، وأطالبه بضرورة تجريم الصيد من بحر البقر ﻷنه كارثة ﻻ يعلم مداها إلا من ابتلي بها".