ولكنكم تحبون أبناء هوليوود.. الخيال العربي سبق بألف سنة
الجمعة، 26 يناير 2018 06:04 م
قصص ساحرة، وحكي غريب، وحوش وأميرات فاتنات، جمال وكنوز مخبئة وانقلابات درامية في الأحداث، لمحة عن السحر والجمال في عصور ولعت بها.
عام 1933م اكتُشف كتاب "قصص العجائب وأخبار الغرائب" على أحد رفوف مكتبة مسجد آيا صوفيا في اسطنبول من المستغرب الألماني هلمت ريتر، إلا أن الكتاب لم يترجم حتى عام 2014م، ولا تزال النسخة الأصلية الوحيدة مكتوبة باللغة العربية وبخط اليد من 600 صفحة محفوظة في جامع آيا صوفيا.
تضمن الكتاب ثماني عشرة قصة، تكشف المفردات وقوة الخيال العربي الذي سبق هوليوود بألف سنة تقريبا، ومن المؤكد أنه لن ينال أي جوائز في الأدب، لأنه في الأساس كتب لترفيه الناس، ويسرق عقولهم إلى عالم ساحر حيث كل شيء ممكن.
هل تذكرون قصة شهريار؟، الملك الذي حكم بلاد فارس، ورغم عظمته وسلطانه لم ينجب ابنا يرثه، فأرسل خدمه إلى المدينة ليشتروا العبيد من النساء، ولكن لم تستطع ولا واحدة منهن أن تمنحه ابنا يحمل اسمه... يالها من قصة رائع، كانت هذه واحدة من قصص كتاب "قصص العجائب وأخبار الغرائب".
يقال إن شهريار الملك شخصية في حكاية ألف ليلة وليلة كان ملكا عادلا، ولكن كل إنسان له نقاط ضعف وهفوات لا تظهر إلا بعد حدوث أمر مؤلم في حياته، وهذا الذي حدث مع الملك شهريار، فكان له أخ أصغر منه وكانا هما الاثنان تخونهما زوجاتهما مع العبيد، والتي اكتشف أمرها أولا هي زوجة أخ الملك شهريار التي اكتشف خيانتها.
أصيب الملك بعد أن تعرض لخيانة زوجته بحالة كره فيها النساء. وأخذ يتزوج النساء الواحدة تلو الأخرى ويقتلهن في صبيحة دخلته. فخافت النساء بطشه إلا شهرزاد ابنة وزيره التي تقدمت للزواج منه. ولذكائها بدأت تروي له القصة تلو الأخرى كل ليلة حتى فجر اليوم التالي دون أن يمسها، وتشوقه لمعرفة نهاية القصة التي لم تكن تنهيها إلا في الليلة التالية حتى وصل عدد القصص التي روتها ألف قصة وقصة روتها في ألف ليلة وليلة. شفي الملك بعدها وأحبها، وأصبحت شهرزاد ملكته.
هذا الكتاب تضمن حبكة روائية لقصصه، فلا يمكنك أن تتوقع أبدا مجريات القصة، بل قد تفاجئك انقلابات الأحداث وغرابتها، وطرافتها أحيانا كثيرة.
ترجمة الكتاب على يد المؤرخ روبرت إيروين في 2014 أحدثت ضجة كبيرة في الوسط الأدبي، والذي كان السبب في قيام مالكوم ليونز بترجمة الكتاب حيث يصف الأخير الكتاب بأنه لا يعد من القصص الشعبية التي تنقل على الألسن عبر السنين، وطالب روبرت بأن يعتبره مثلا قديما عن الأدب، أو الحالة الأولى من الخيال الأدبي.