جند الاسلام تنشر اعترافات منشق عن ولاية سيناء
الخميس، 25 يناير 2018 10:43 م
حرب إعلامية، يحاول كل طرف فيها استقطاب المنشقين عن الآخر له، الحال هكذا بين تنظيمين متطرفين أولهما جند الإسلام التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي والثاني تنظيم أنصار بيت المقدس - ولاية سيناء التابع لداعش الإرهابي، فالتنظيم الأول بث إصدارًا مرئيًا، لشهادة منشق عن داعش، كشف خلالها تفاصيل ما يدور داخل التنظيم الإرهابي الأكثر تطرفًا.
وحمل الإصدار عنوان: "معذرة إلى ربكم.. توثيق شهادة منشق عن خوارج ولاية سيناء"، بدأ بمقولة لأبو قتادة الفلسطيني أحد منظري الجهاد حول داعش، تقول: "أما شأن الغلاة من أتباع البغدادي الضال فوالله إنها فتنة لا يسقط فيها إلا الجهلة والأرذال، وأنهم الشذاذ عن الحق".
يقول المنشق عن ولاية سيناء، إن مقاطع الفيديو والصوتيات التي بثتها الوسائل الإعلامية التابعة لتنظيم داعش، عبر وكالة أعماق وغيرها من المنصات، كانت دافعا لانضمامه إلى ولاية سيناء لأنها أقرب النقاط له، مضيفًا أنها تسببت في اشتعال حماسته لقتال اليهود حسب قوله.
"يحيى" كان المنسق لدخول المنشق إلى ولاية سيناء، بحجة أن الأوضاع مشتعلة وأن هناك حربا مع اليهود قائمة، يحكي: "استقبلوني في المضيفة حيث كان المنضمين الجدد، وبعدها بـ 15 يوما في العريش، تم ترحيلي إلى مضيفة الفتات بالشيخ زويد، وتم توزيع المستجدين على مراكز الولاية، وتم إلحاقي بالمقاتلين في شبانه، بعدها رجعت الفتات، ثم للمقاتلين بالحسبة مرة أخرى".
انشقاقات داخل ولاية سيناء
كانت هناك محاولات كثيرة لهروب المنشقين عن التنظيم في سيناء، يقول المنشق: "كانت آخر دفعة 7 أفراد، وقبل ذلك بحوالي شهر ونصف هرب 40 شخصًا، وقبلهم الكثير، غير أن هناك الكثير لا يعرفون الطريق".
التنظيم أبطل محاولة هروب الـ 7 عناصر التي كان منها المنشق، وأودعهم السجن، يضيف: "في السجن الأمني قعدت حوالي 20 يوم، كان بيحقق معايا أبو بلال مسؤول الجهاز الأمني في الشيخ زويد، وتعامل كان بأسلوب بشع جدا كان بيضربني بكابل ألومنيوم".
يعاون المسؤول الأمني للشيخ زويد في التحقيقات مع المنشقين عدد من القادة، هم: "أبو المقداد الغزاوي، وشداد الأنصاري، ومسؤول الجهاز الأمني للولاية أبو سامي البري".
أبو مريم الروسي والمسؤول الأمني
وعن أبو مريم الروسي، أحد المقاتلين الأجانب القادمين إلى التنظيم، يتابع: رجل كبير في السن، كان مقدم لعملية انغماسية، كان في قطاع الفتات، ووقتها فكر في ترك التنظيم لعدم انشغاله بشيء، واحتقاره للعناصر، بعدها أمر التنظيم بإرساله إلى قطاع العريش، حيث الأوضاع أكثر سخونة، غير أن ذهابه صنع الكثير من المشاكل داخل صفوف التنظيم واحتقر قادته "شوية عيال"، غير أن الحسبة ألقت القبض عليه وتم قتله تعزيرًا بحسب المنشق.
وفق مصادر قبلية فإن صالح زارع، أحد قيادات التنظيم الأمنية هو من قتل أبو مريم الروسي.
من بين العناصر التي عذبها التنظيم، كان "الأنصاري"، اتهم التنظيم بالجاسوسية، غير أن المنشق أكد براءته وأن التعذيب كان متعمدا.
موسى أبو زماط وحماس
في 4 يناير الجاري، أعد التنظيم الإرهابي موسى أبو زماط، بتهمة التعامل مع حركة حماس، غير أن هناك كواليسًا أخرى كشف عنها المنشق: "كان مهربا للسلاح من وإلى حركة حماس والولاية، غير أن حكم الردة عليه كان بالنسبة لنا مفاجأة، فهو أحد العناصر القديمة التي تعيش مع التنظيم".
أخو موسى هو المسؤول الأمني لأنصار بيت المقدس في رفح، يدعى أبو حمزة الميري، يضيف المنشق: "أن حاول الشفاعة لآخاه، غير أن التنظيم رفض ذلك ورفض الميري حضور تنفيذ الحكم.
يتابع: قتل أبو زماط، أحد عناصر حركة حماس المنشقين عنها، وأبوه كان أيضًا أحد العاملين بالحركة، إضافة إلى أن قارئ البيان هو أبو كاظم الغزاوي، وأن أغلبهم فلسطينيون من غزة.
يشير المنشق إلى أن الهدف من إذاعة ولاية سيناء للحظة إعدام "زماط" كان إرسال رسالة إلى حركة حماس بأنها بات مغضوب عليها من قبل التنظيم، إضافة إلى محاولة استقطاب العناصر التي تريد الانشقاق عنها من غزة.
حادث سيارات الأسمنت بوسط سيناء
في 11 نوفمبر الماضي استهدفت مجموعة إرهابية تسعة سائقين في محافظة شمال سيناء، وأشعلت النيران في شاحناتهم المحملة بالأسمنت، تقول مواقع إلعامية إن مصادر قبلية قالت إن مسلحين وضعوا حواجز في طريق "الحسنة – بغداد" في وسط سيناء، وأوقفوا 5 شاحنات تعمل لمصلحة أحد مصانع الإسمنت الكبرى في المنطقة، وأجبروا السائقين على النزول تحت تهديد السلاح، وبدأوا في إشعال النيران بالسيارات، ولما حاول السائقون منعهم، باغتتهم العناصر الإرهابية بإطلاق الرصاص صوبهم فقتلوا جميعاً، وأشعلوا النيران بالسيارات ولاذوا بالفرار.
تنظيم داعش تبنى الحادث، يحكي المنشق عن التناول الداعشي: "جانا خبر غير اللى هما نشروه على وكالة أعماق، وأنهم استهدفوا مقدم جيش وصفوا 10 اشخاص يقودون سيارات نقل محملة بالأسمنت، غير أن ما نشر في أعماق يقول أنهم عناصر بالجيش المصري".
داعش المسؤول عن مذبحة الروضة
في 25 نوفمبر الماضي، وقع حادث مسجد الروضة وأسفر عن استشهاد ما يزيد عن 300 مواطنا وإصابة العشرات، ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها، غير أن المنشق المنضم حديثًا لتنظيم "جند الإسلام" أكد مسؤولية ولاية سيناء عن الحادث.
يقول: "لم يعلنوا صراحة ولكن جاءت تسريبات من قطاع العريش، لقطاع الفتات في الشيخ زويد، أن الأخوة الانغماسيين استهدفوا مسجد للصوفية، وقتلوا 305 شخصا بحجة أنهم من المشركين وعباد قبور، وتداول الخبر في مناطق الولاية".
يضيف بعدها بأيام أذاعوا ما أسموه بشريات داخل الولاية عن أن 10 انغماسيين، هجموا على مسجد الروضة وقتلوا 305 واغتنموا أسلحة خفيفة ومتوسطة، وهو الأمر الذي لم يصدقه أحد لأن المصليين عزل ولا يحمولون السلاح.
يتابع الحادث لقى ترحيبا من القيادات منهم أبو هاني الشرعي وسليم الحمدين أبو عماد وأبو صلاح كانوا فرحين بما حدث، معتبرين أنه نصرة للإسلام.
طبيعة المعيشة والتعامل بين القادة والجنود
يحكي المنشق عن طبيعة التعامل التقني داخل التنظيم في سيناء، قائلًا إن لا توجد أي وسائل تواصل إعلامية "لا تليفزيون ولا انترنت"، وفي حال طلب أحد العناصر الدخول على شبكة الانترنت يكون بصحبته أحد عناصر المفارز الأمنية.
يضيف أن الإطلاع على الإصدارات والتسجيلات الصوتية التي يبثها التنظيم يكون عبر مجموعة الإعلاميين.
وعن طبيعة التعامل بين القادة والجنود يقول إن هناك انعدام للمشاورة بينهم، فالجندي لا يعلم موعد تنفيذ العملية إلا قبل دقائق من التنفيذ.
مجلس الشورى والوالي
المشورة منحصرة في مجلس الشورى، والذي يتكون من 10 أشخاص هم المسيطرون على الولاية، أغلبهم أشخاص دون خبرة فقهية أو عسكرية، بدليل ما حدث في كمين "العجرة" تركوا 22 شخصا على ساتر الكمين.
يضيف المنشق، أن السيطرة أيضًا للوالي المدعو أبو سهل، وأبو صالح نائبه ومسؤول القضاء أبو حمزة القاضي، اسمه الحقيقي محمد سعد الصعيدي، من رأس سدر تم تعيينه قاضيًا شرعيًا وهو من أفتى بقتل المصلين في مسجد الروضة، وهو من كلف عنصرًا من غزة بقتل موسى أبو زماط.
الانفلات الأخلاقي
هناك حالة من الانفلات الأخلاقي المسيطرة على عناصر التنظيم، منها ما اتضح في حادث أسمنت العريش، حينما نفى رؤوساء القطاعات ما تم الإعلان عنه في منصات التنظيم "أعماق"، كذلك الانفلات بين من أسماهم الأخوة.
تكفير الترابين
يعتبر تنظيم داعش الإرهابي عناصر قبيلة الترابين في حكم "الكفار"، بحجة أنهم "صحوات" - عناصر معاونة لقوات الأمن- غير أن الحكم تغير من آن لآخر، لكن المستقر عليه أن أتباع موسى الدلح أحد شيوخ القبيلة أهدافا مشروعة لعناصر داعش، كفرهم أبو هادي أحد شرعي التنظيم.