الشرطة اليوم في عيد !!
الخميس، 25 يناير 2018 07:51 م
الشعور بالأمن والأمان هو أكبر نعمة يمنحها المولى تبارك وتعالى لعباده ولذلك يقول الرسول الكريم في ختام حديثه الشريف "من بات آمنا في بيته فكأنما ملك الدنيا وما عليها" ولا يعرف نعمة الأمن إلا من فقدها ونحن في مصر فقدناه لمدة ثلاث سنوات ونصف، كنا نخرج من منازلنا ولا نعرف هل نعود إليها مرة أخرى أم لا، ونتناوب على حراسة أنفسنا طوال الليل.
نسير في الطريق ونتوقع أن يخرج علينا البلطجية والمجرمون من أي اتجاه، ولا نعرف مصيرنا، وهذا هو الوضع حاليا في كثير من الدول العربية بل وصل بهم الحال أنني سمعت مواطنا من دولة شقيقة يقول إنه يحمل شهادة وفاته في جيبه أي أنه يتوقع الموت في أي لحظة.
الحمد الله الذي نجا مصر من هذا المصير المجهول بفضل جيشها العظيم وشرطتها الباسلة التي نحتفل بعيدها اليوم، والتي تعافت من كبوتها في 25 يناير 2011 ونجت من المؤامرة التي دُبرت لها، الشرطة المصرية في 25 يناير 1952 قدمت ملحمة وطنية للدفاع عن مصر ضد الاحتلال الإنجليزي وفي نفس اليوم من عام 2011 تعرضت لمؤامرة ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن وهي تقدم يوميا شهداء من رجالها الأبطال يموتون من اجل أن نحيا.
الرئيس السيسي قام أمس بتكريم أبطال وشهداء الشرطة في يوم عيدهم وهو لا يترك أي مناسبة ويفعل ذلك ويجب علينا أيضا كمصريين أن نكرمهم يوميا، الشرطة المصرية التي فقدت مئات الشهداء منذ 2011 وما زالت تقدم التضحيات حتى الآن حيث تخوض حرب شرسة لتطهير البلاد من الإرهاب ونجحت في ذلك، ليس فقط في القبض على الجناة بل في الوقاية من الجريمة ومنع وقوعها، وتحارب على كل الاتجاهات في مكافحة الإرهاب والجريمة الجنائية وحفظ الأمن في مليون كيلو متر مربع بل ومطلوب منها أيضا تأمين مباريات كرة القدم والحفلات الغنائية والمناسبات القومية والإصلاح بين الزوجين والأبناء والآباء وتأمين المنشآت الكبرى والمائة مليون مواطن والأجانب.
الشرطة المصرية أيضا تتحمل عبء وتقصير كل الوزارات والمصالح والهيئات الحكومية فمشاكل مكتب التنسيق تتحمله الشرطة، وعدم صرف مستحقات الموظفين تتحمله الشرطة، وانقطاع المياه والكهرباء تتحمله الشرطة، نقص أنبوبة البوتاجاز وأزمة السولار والبنزين تتحمله الشرطة، وأصبح الشعور العام لدى المواطنين أن رجال الأمن هم فقط من يعملون في البلد وأن الجيش والشرطة يعملان بكفاءة واقتدار وأنهما لا يدافعان فقط عن مصر وأمنها بل نيابة عن العالم كله بتصديهما للإرهاب.
بفضل جهود رجال الشرطة عادت الحياة إلى مصر 24 ساعة يوميا وأصبحنا نرى فتيات يقودن سيارتهن حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي دون خوف والشوارع لا تخلو من المواطنين طوال الليل بعد أن كنا رجالا قبل النساء نغلق أبواب منازلنا علينا عقب أذان المغرب.
كل عام والشرطة المصرية في تقدم وصلابة وقوة تحقق لمصر وشعبها الأمن والأمان، كل عام ورجال الشرطة الأوفياء بخير ومتحملين مسئولية الدفاع عن هذا البلد العظيم.
رحم الله شهداء الشرطة وأسكنهم فسيح جناته والهم أسرهم الصبر والسلوان، المجد والعزة لرجال وزارة الداخلية والهلاك للإرهابيين الذين يستهدفون مصر ورجالها البواسل وتحيا مصر.