عنان راجع
الثلاثاء، 23 يناير 2018 04:40 م
يذكرني موقف جماعة الإخوان وأنصارها من سامي عنان الآن بعد التحفظ عليه للتحقيق معه في جريمة التزوير في محررات رسمية وأعلن ترشحه دون الموافقات اللازمة، وحاول الوقيعة بين الجيش والشعب، بقصة خفي حنين.
حُنَين كان إسكافيا من أهل الحِيرة، أراد أعرابي أن يشتري منه خُفَّين، ساومه فاختلفا حتى غضب حنين وأراد الأخير أن يغيظ الأعرابي.. فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق ثم ألقى الآخر في موضع آخر ولما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال: "ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته”، ومضى. ولما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ. وقد اختفى حنينٌ يراقبه. وعندما عاد الأعرابي ليأخذ الأول، سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ فقال: "جئتكم بخفي حنين".
منذ البداية انكشفت الصفقة الحرام بين عنان والإخوان؛ الأدلة كانت واضحة، فقد مثل عنان للجماعة وقياداتها متنفسا آخر لهدم الدولة، أيمن نور لعب دور البطولة فقد كان الصديق المقرب من مطبخ صنع القرار فى تركيا وقطر.
المعركة الشرسة بين أيمن نور وعمرو عبدالهادى، عضو ما يسمى بجبهة الضمير الموالية لجماعة الإخوان، فى مارس 2017 احتجاجا على قيام الأول بإضافة سامى عنان لجروب سرى على « الواتس آب» ويحمل اسم«جروب ميثاق الشرف» يضم قيادات الجماعة والمتعاطفين معهم، ومهامه مناقشة كل الخطط وإصدار البيانات المحرضة ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى الفضيحة المدوية، والكاشفة بما لا يدع مجالا لأى شك، عن تواصل سامى عنان وجماعة الإخوان.
حاول أيمن نور، رئيس قناة الشرق الموالية للإخوان حينها، تجميل صورته بعد اكتشاف الواقعة، وأصدر بيانًا حمل كلمة «توضيح» نشره فى حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، قائلًا «عندما دعونا لميثاق الشرف، أرسلنا الرابط لكل الإعلاميين والأحزاب، ومن بينهم سامى عنان وحزبه».
ناهيك عن إعلان صفحات إخوانية دعمها للفريق فى انتخابات الرئاسة، معتبرة أن دعم "عنان" فى الانتخابات فرصة للخروج من الأزمة التى تعيشها الجماعة منذ الإطاحة بحكم المرشد عقب ثورة 30 يونيو.
أغرقت الصفحة الإخوانية التى تعبر عن موقف الجماعة الداخلى، الفريق سامى عنان بأوصاف المدح والتفخيم، حيث قالت عنه: "مصرى من طين هذه الأرض، وقاتل فى حرب الكرامة والشرف، وفلاح متدين يعرف قيمة النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، كما أنه رفض قتل المصريين، يتمتع بعلاقات محترمة مع الدول الإقليمية والدولية"، واختتمت الصفحة بيانها بقول :" لندعم سامى عنان للخروج من الكارثة التى نعيشها"، فى إشارة منهم إلى أحوال الجماعة فى الفترة الحالية والأزمات التى لحقت بها، والرفض الشعبى للمصالحة معهم.
ولا تنس دعوة عبد الموجود الدرديرى، القيادى الإخوانى والوجه البارز فى حزب الحرية والعدالة المنحل، جاءت فى تصريحات لأحد المواقع الموالية لجماعة الإخوان، وأشار فيها إلى أن الفريق سامى عنان سيكون منافسا قويًا فى الانتخابات الرئاسية، ولهذا على الإسلاميين دعمه.
إذن كان هذا واضحا بما لا يدع مجالا للشك في أن جماعة الإخوان بدأت تمهد لعناصرها بفكرة المشاركة فى انتخابات الرئاسة، بعدما كانت متمسكة بالشرعية المزعومة لمرسي.
يبدو أن الجماعة رجعت بخفي حُنين وليس أمامها الآن غير موقفها الدائم، البكاء على اللبن المسكوب، مناحة على ما حدث مع عنان، خطة أخرى لهدم مصر، مع تغيير الشعار إلى "عنان راجع".