في تركيا.. تحرش جنسي وحمل سفاح
الأربعاء، 24 يناير 2018 03:00 ص
منذ انقلاب مصطفى كمال اتاتورك على الخلافة العثمانية في 1922، في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وتأسيسه جمهورية تركيا، وإلغاء الخلافة الإسلامية وإعلان علمانية الدولة، حرص على تأصيل مبادئ العلمانية في كل أركان الدولة، واعتبر الحجاب تخلف تشكل عقبة أمام علمنة الدولة، ومنذ ذلك الوقت وإلى الأن تعيش تركيا دائرة نقاشات حادة بشأن الحجاب ومنعه، أسفرت عن نشأة صراع بين المؤيدين للمبادئ العلمانية للدولة مثل الجيش التركي والإسلاميين.
المبادئ الدستورية العلمانية في تركيا، تحظر دخول النساء المحجبات لأماكن العمل بالقطاع العام، فكان أول قرار بحظر الحجاب في الجامعات في 1984، وطبق على نطاق واسع شمل المعلمين والمحامين والبرلمانيين وغيرهم ممن يعملون بوظائف حكومية، ومع توسع علمانية الدولة التركية، عملت على تحرير اقتصادها واتخاذ بعض الإجراءات الصارمة تنفيذا لرغبتها الملحة في الإنضمام للاتحاد الأوروبي، فتوسعت في حظر ارتداء الحجاب في الخدمة المدنية والمؤسسات التربوية والسياسية الغير تابعة للدولة، حتى أن الحكومة التركية طردت المحاميات والصحفيات الرافضين لقرارات الحظر المفروض من المؤسسات الصحفية وقاعات المحاكم والجامعاتو المؤسسات الحكومية الرسمية والغير رسمية.
خلال حملة ترشح أردوغان، للانتخابات الرئاسية التركية في 2007، وعد برفع الحظر على ارتداء الحجاب داخل المؤسسات العامة، وفي فبراير 2008 أصدر البرلمان التركي تعديلات دستورية تسمح للنساء بارتداء الحجاب داخل الجامعات، إلا أنه في يونيو 2008، ألغت المحكمة الدستورية التركية تعديلات البرلمان.
ونتيجة لحالة الصراعات الدائرة داخل تركيا بشأن ارتداء الحجاب أو حظره بسبب سعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي واعتمادها على علمانية الدولة، أثارت تقارير إعلامية تركية، موجة غضب حادة، بسبب ارتفاع نسبة حالات الحمل دون السن القانونية في تركيا، وذكرت التقارير إستقبال إحدى مستشفيات اسطنبول 115 حالة حمل لفتيات دون السن القانونية، الذي يحدده القانون التركي بسن 18 عاما.
التقارير الإعلامية عن حالات الاعتداء على الأطفال، اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي التركية الرافضة، وأعربت عن حزنها لتعرض الفتيات الصغيرات لسوء المعاملة والانتهاك والتحرش الجنسي، ودارت نقاشات حول حقوق المرأة، وانتشر هاشتاج «لا يمكنك التستر على الانتهاكات بحق 115 طفلة»، وتم تداوله أكثر من 78 ألف مرة منذ يوم الأربعاء الماضي.
وسلط المغردون عبر موقع تويتر، الضوء على مشاكل الفتيات السوريات في تركيا، والتي استقبلت أكثر من مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الحرب السورية في 2011، كما دعى أحد المغردين إلى ضرورة التزام النساء بالملابس المحتشمة، كما طالبهم بضرورة التزام الضحك بصوت منخفض في الأماكن العامة والشوارع، إلا أن فريق آخر من المغردين دعى إلى تسليط الضوء على حماية المرأة التركية، وعدم التركيز على إجبارها على اتباع سلوك محدد وكتب قائلا: بدلا من التدخل في طريقة ضحك الفتيات أو طريقة ملابسهن.. علينا تعلم كيفية حمايتهن، وأعيد نشر هذه التغريدة لأكثر من 7700 مرة.