البنات والشتاء: الحلم حضن دافي وهوت شوكلت.. والحقيقة "جريندايزر"
الأحد، 21 يناير 2018 05:00 ص
جرت مسرعة إلى شرفة منزلها لتجمع «الغسيل» من على الأحبال بعد تلقيها اتصالا من والدتها: «نهى الدنيا بتمطر.. الحقي لمي الغسيل بسرعة قبل ما يتبهدل من المطرة» ثم عادت تستلقي على كرسيها المفضل لتتصفح «الفيس بوك»، فتجد إحدى صديقاتها نشرت عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي صورة لإحدى الفتيات ترتدي ملابس بسيطة وأنيقة وقفت خلف الزجاج تشاهد حبات المطر وهي تتساقط على النافزة وتمسك في يدها كوبا بداخله مشروبا دافئا يتصاعد منه البخار، وكتبت أعلى الصورة: «هوت شوكليت وصوت فيروز مع المطر».
لم تصطدم نهى من الصورة التي نشرتها صديقتها فهى تعلم أن «الحال من بعضه»، فبحثت هى الأخرى عن صورة تنشرها تعبيرا عن سعادتها بالمطر، أو كما تحب أن تكون عليها إذا لم تتلقى إتصال والدتها، فوجدت صورة لفتاة ترقص وتجري تحت المطر وخصلات شعرها تنساب على وجناتها أعطتها مظهر جذاب، أسرعت بنشر الصورة وكتبت أسفلها: «ضحكة صافية ورقصة مجنونة وحضن دافي ..أخيرا مطر».
في موسم الشتاء يرتبط بذهن كل فتاة مشهد رومانسي حالم، يجمعها مع حبيبها أو خطيبها أو زوجها، وتحلم به يمسك يدها بدفء وحنان، يجري معها تحت المطر ويسابقها ليجمع لها من الحبات المتلئلئة كوبا، ويطلب منها أن تتمنى إحدى الأمنيات السعيدة قبل أن تشرب من كوب المطر، وفي مشهد أخر، تحلم الفتاة برجلها وهو يحتضنها ويقاسمها تناول الأيس كريم.
"بلاش شغل أفلام السينما الأمريكاني"
تعتقد الفتاة أن المطر عندما يبلل خصلات شعرها، سيجعلها أكثر جاذبية وسيضفي عليها لمحة رومانسية وستشبه نجوم السينما الأمريكيين، إلا أن حرص الفتيات على الذهاب للكوافير وكثرة تعرض شعرها لـ«المكواة والبيبيليس»، يضعف منه ويجعله يبدو في مظهرغريب مع تساقط أول حبة مطر عليه، وستبدو مثل «شيتا».
وترسم كل فتاة صورة في مخيلتها عن فتى أحلامها الذي يسير معها تحت المطر، ممسكا بيدها وهى تحمل في يدها مظلة بلوان الحب تتساقط عليها حبات المطر، وتتعالى ضحكاتهما معا، وهما يجريان في الشارع، إلا أنها تصطدم بالحقيقة المؤسفة، بعد أن تفيق على اتساخ ملابسها بالكامل، نتيجة لإمتلاء الشوارع والأرصفة والطرقات بمياه المطر، عدم وجود مظلة معها، وتسب السيارات التي تسير بجوارها مسرعة لتكتمل مأساتها، وهنا تتحطم ثاني أحلامها الرومانسية عن المطر.
جسدت الأفلام العالمية صورا رومانسية عن الحب تحت المطر، وتعلق الفتاة برقبة حبيبها، تعلو ملامحهما ابتسامة صافية وهو يقول لها «أحبك بعدد حبات المطر»، فتجد فتايات تتعلق أذهانهم بهذه الصورة وتتمنى أن تعيشها في الواقع، إلا أن الرجل المصري يختلف كثيرا عن الصورة الحالمة التي ترسمها الفتاة لحبيبها تحت المطر، فالرجل في هذه الحالة سيخلع الجاكيت الذي يرتديه وسيضعه فوق رأسه ليحمي نفسه من المطر، وإذا كان أكثر شهامة سيضطر لإستيقاف تاكسي لتوصيلهم إلى المنزل.
"اللبس الشتوي شياكة..كذب"
تختلف صور الشتاء التي تبحث الفتيات عن نشرها خلال الشتاء، والتي تعتمد في الغالب على الصورة الذهنية التي ترسمها في خيالها عن هذا الفصل، إلا أن أغلب الفتيات يميلن إلى الاعتقاد أن الملابس الشتوية هي الأكثر أناقة، وتعكس مدى رقيها في اختيارها، إلا أن تلك الصورة تتبدل سريعا بعد أن تلجأ الفتيات إلى ارتداء أكثر من طبقة ملابس لتشعر بدفء، وتكون غالبا عبارة عن اندر شيرت، وفوقه تيشيرت نص كم، ثم الطبقة قبل الأخيرة "بدي بكم"، وأخيرا بلوفر يعلوه معطف أو جاكت «بامب»، مما يجعلها تبدو مثل «جريندايزر» أو «هالك»، فتتحطم أولى صورها الرومانسية عن ملابس الشتاء على صخرة صورتها المنتفخة في المرأة.