ألا يستحق أطفالنا قناة هادفة ؟!
السبت، 20 يناير 2018 12:24 م
إذا كانت خطتك لعام واحد فأزرع الأرز، واذا كانت خطتك لـ ١٠ اعوام فازرع الاشجار ، واذا كانت خطتك لـ ١٠٠ عام فقـُم بتعليم الاطفال.. " كونفوشيوس" .
في زحام القنوات الفضائية في مصر ، وتكرار محتواها بشكل يبعث على الملل ، لم ينتبه أحد لضرورة تخصيص قناة هادفة للأطفال ..
فالتلفاز يعتبر من أهم الوسائل التكنولوجية الموجِهة ، ولا يخلو منزل منه مهما كانت امكانياته المادية ، لذا ينبغي علينا الاهتمام بإيجاد قناة تقدم ما يناسب أطفالنا ، ويؤثر في سلوكهم بشكل إيجابي و يساعد في تنمية مهاراتهم السلوكية والإدراكية .
إن أطفال اليوم هم أمل الغد وقادة المستقبل ، أفلا يستحقون قناة قوية تربوية توجههم وتعدل من نمط سلوكهم ؟ قناة تركز في محتواها على التنشئة السليمة في وقت نفتقد فيه التعليم الجيد في المدارس أو اهتمام الآباء بتربية أبنائهم كما ينبغي ، قناة تعلمهم مفاهيم الدين الصحيح حتى لا ينجذبوا في الكبر للأفكار المتطرفة .
أتصور أن قناة قوية مخصصة للأطفال تحتوي على برامج متنوعة وأفلام ومسلسلات وأوبريتات تخاطب الطفل بما يتناسب وثقافة مجتمعنا ستساعد بشدة في خلق جيل واع وسوي .
لقد نشأ جيلي والأجيال السابقة على مشاهدة برامج الأطفال المحترمة والبسيطة في ذات الوقت في التليفزيون المصري ، وكنا نتعلم من خلالها آداب التعامل والسلوك القويم ، وحب الوطن والانتماء .
لا أدري لماذا يحجم القائمون على الإعلام عن مثل هذه الفكرة ، فإذا كان المال دائما يتحدث ، فهي فكرة أيضا استثمارية وبالتأكيد ستكون جاذبة للإعلانات بشكل كبير ، فمنتجات الأطفال من الأطعمة والملابس والألعاب وغيرها لا تنتهي ، وإذا كان إنتاج القناة بالقوة التي تجعل نسبة المشاهدة كبيرة بالتالي ستكون الإعلانات كثيرة .
حقيقة نحن نكتفي بهذا القدر من المسلسلات والبرامج الحوارية التي تتمحور حول نفس المواضيع وبرامج المرأة ذات نفس الطابع مع اختلاف الوجوه المقدمة ، حتى أنها تعرض في نفس التوقيت ، ولم نعد نجد جديدا أو مفيدا أو جاذبا حقيقيا .
لو أن بيدي زمام الأمور لأمرت بتخصيص قناة أطفال شاملة ، تحتوي على دراما وبرامج حوارية مناسبة للفئات العمرية المختلفة ، وبرامج سياسية تنمي روح الولاء للوطن وكيفية المشاركة البناءة في المستقبل، وبرامج دينية مبسطة ، مع تنويهات وفواصل موجهة لتعليم النظافة والنظام واحترام القانون ودرء الفساد وووو الخ ، بالإضافة للترفيه الهادف ، مع وجود برامج تعليمية تساعد الطلبة على التحصيل الدراسي بأسلوب حديث .
إن الأفكار لمثل هذه القناة لا تنتهي كما إن الأهداف والنتيجة المرجوة من قناة كهذه تستحق أن نحارب من أجل وجودها ، فبأيدينا نستطيع ان نجذب أطفالنا ونوجههم بشكل غير مباشر لما نريد ، وأن نخلصهم من إدمان الهواتف والألعاب الإلكترونية ومواقع الانترنت التي لا تمت لثقافتنا ولا مجتمعنا بصلة .
رسالة إلى الدولة وإلى أصحاب القنوات الفضائية تذكروا جيدا أن الإعلام يجب أن يكون له غاية أخرى مختلفة عن جني الأموال وهي المساعدة في تثقيف العامة والنهوض بالمجتمع ، ويا حبذا لو بدأنا الاهتمام بأطفالنا ، وجعلنا الإعلام عاملا مساعدا في بناء الإنسان بشكل قويم منذ الطفولة ، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر .