اختارى رجلاً ..لا ذكراً !!
السبت، 20 يناير 2018 12:23 م
الرجولة تختلف كثيراً عن الذكورة، فكل رجل ذكراً، وليس كل ذكر رجلاً، فالرجولة لها صفات كثيرة تُعطِى للذكر قيمة وقدر ومكانة، أما الذكورة فهي لا تتعدى كونها تصنيف للجنس أو النوع لا أكثر، ولها أيضاً صفات ترتبط بها كالتحرش والتحكم والسيطرة والتمييز ضد المرأة وإنكار حقوقها، والافتخار بكونه ذكر وكفى، وما أكثر الذكور في مجتمعنا وما أقل الرجال!!
وأضع لكم في مقالي هذا بعض الصفات التي ترتبط ارتباط وثيق بمصطلح الرجولة والتي من الأفضل أن تحكُم اختياراتِك كأنثى في علاقة الزواج.
أولها: رجل يعرف كيف يحبك!! نعم، أعنى ما أقول!! رجل يعرف كيف يحقق لكِ السعادة والاكتفاء، يقدم لكِ كل معانى الحب و الاحتواء، يُشبعكِ حناناً حتى الارتواء، يكونُ لكِ كالماء والهواء، لا يخون أو يتأثر بأي إطراءٍ أو إغراءٍ أو إغواء، وإذا مرضتِ يكونُ لكِ كالدواء، لا يرضى بكِ ضعيفة أو جريحة بل يحبُ أن يراكِ من الأقوياء، يراكِ كشعاع الشمس وما به من نورٍ وضياء، لا يبخل عليكِ بمشاعره واهتمامه ووقته فكلهم ملكك، بلا أي استثناء، اختارى رجلاً من الأوفياء، هو السند وعليكِ من الأمناء، وعلى نفسك وكرامتك من الأوصياء، إن أغضبكِ يوماً أو سبّب لكِ حزناً أسرع ليُرضيكِ بلا استحياء، رجل يتحمل أي شيء في سبيل ألاّ يرى في عينيكِ البكاء.
رجل يراكِ كَنزه الثمين الذى يستحق الاقتناء، يَنسى وهو معكِ زَخَمَ الدنيا وكل الأحياء، يُضحى من أجل أن يرى تلك الفرحة في عينيكِ والابتسامة تعلو شفتيكِ، الاثنين، على حد السواء، يُسامحك ويتغاضى عن صغائر أخطائك ولا يراها بعين الكبرياء، رجل لا يرى في حبهِ لكِ أىّ ضعفٍ أو انحناء، يساعدكِ كلما طلبتِ بلا تأخيرٍ أو استياء، رجل يفرح بنجاحك ولا يُقلل منه باستهزاء.
رجل معطاء يُتقن فن الاحتواء، مستمع جيد حد الإصغاء، لا يراكِ فقط بعين الاشتهاء، أو وسيلة للتناسل فقط أو مجرد وعاء، بل يراكِ كحواء، نصف المجتمع وسيدة النساء، وهذه الصفات لا يملكها سوى الرجال العظماء والنبلاء.
ثانيها: رجل يؤمن بالقيم والمبادئ، نعم، رجل يمتلك منظومة قِيمية يُؤمن بها ويعتقد فيها، وتحكم سلوكياته وتصرفاته، فإن كانت القيم جزء من بناءِهِ المعرفي، فستجديه صادقاً ليس مضطراً للكذب أو الغش أو الغدر والخيانة، سيكون أميناً عليكِ، فلن يُخلف وعدهُ لكِ أو يُسبب لك أي إهانة، لن يُعبِر لك عن مشاعر مزيفة أو يتلاعب بكِ باستهانة، لن يجرحك أبداً ولو حتى على سبيل الدعابة، يحافظ عليكِ ويخشى عليكِ كلام الناس، ولن يسمح لأحد أن يمسّكِ ولو بكلمة قيلت بخباثة، لا يؤذيكِ أو يسبب لكِ أىّ ضررٍ أو إساءة، لن يطمع فيما عندك أو يتعامل معكِ بلغة المصالح والمادة أو يُعدِّد ما سيعودُ عليه منكِ من مزايا، لن يظلمك حتى وإن كرهك ولن يُضمرَ لكِ الشر أو القساوة، إن اختلفتم أو تنازعتم لن تُسيطِر عليه مشاعر الانتقام أو الغضب أو العداوة، لن يُذيع أسرارك ولن يُشوه صورتك للعامة، وسيُعطيكِ جميع حقوقك حتى إن استحالت العشرة وانتهت العلاقة، الخلاصة يعاملك كأمانة.
ثالثها: رجل ذو عقلية مُستنيرة، نعم رجل ناضج ذو فكر رشيد وعقل مُستنير، يرى الأمور بمنظور عقلي وبعينِ خبير، يُحلل ويُقيم وفقاً لتجارب وخبرات خرج منها بضرورة استخدام المنطق في التفكير، يشاركك تحقيق أحلامك وأهدافك وفرحة نجاحك بعظيم الامتنان والتقدير، يحترم عقلك ويراه بالاهتمام جدير، مستعد بأن يقتنع برأيك إن رآه مناسباً ولا يرى في ذلك أمراً غريباً يستحق التبرير، يساعدك في حل المشكلات بلا أي هوادة أو تقصير، رجل له هدف في الحياه ويحاول أن يترك أثرا في دنياه، وهو بذلك يستحق عظيم التوقير.
رابعها: رجل صاحب شخصية مستقلة حرة غير تابعة، يملك القدرة على اتخاذ القرارات بنفسه دون وصاية أو أمر من أحد، مستقل فكرياً واثق في نفسه وعقله، يُفكر خارج نطاق ما أطلِق عليه من وجهة نظري، العُرف المُجتمعي المَعيب ولا يؤمن به، وهى مجموعة المعتقدات الخاطئة الظالمة للمرأة، والتي ترسخت في عمق الشخصية المصرية من قديم الأزل وحتى الآن.
مثلاً كرجل يتقبل فكرة مساعدة زوجته في أعمال المنزل وتربية الأبناء بلا أي انفعال أو تحقير.
رجل يأبى فرض رأيه على زوجته بالقوة، بل يناقشها بالمنطق، وليس مثل غيره الكثير، والذين يدّعون أن عقلها صغير وليس له أي تأثير.
رجل لا يقنع بفكر من يقولون له أنه إن قسوت عليها وصرخت في وجهها وعنفتها باستمرار، فبذلك ستفرض عليها رجولتك وستُعلى من كلمتك، فيرى هذا الكلام من الأساطير ولا يُلحِق به أي تغيير، بل يرى أن المودة والرحمة هما سر السعادة الخطير.
رجل يرى أن الحياة قائمة على مبدأ المشاركة بين الجنسين، رجل وامرأة، فكل منهما له دوره المؤثر الكبير، ولا يفخر بكونه ذكرا، كالذين يرون أن هذا شرف عظيم يستحق التقدير، أما أنتِ فأنثى!! وما بين الاثنين فرقٌ كبير.
اختارى رجلاً، يُفكر ويتصرف برجولة، أفعاله متسقة لحد كبير مع أقواله، يؤمن بنفسه وبكِ، ويرى الحياة لا تستقيم إلا بوجودكما معاً.
اختارىِ رجلاً لا ذكراً، وإلا فتحمّلي مسئولية اختيارك!!!!