رغم الحرب لم تنضب أرحام اليمنيات من الولادة .. 3 ملايين طفل ولدوا من 2015
الأربعاء، 17 يناير 2018 07:30 ص
رغم الآلام وتوتر الأوضاع، لم تكف أرحام الأمهات في اليمن عن الحمل والولادة، عساهم يعوضن من ماتوا، ما أسفر عن ميلاد 3 ملايين طفل خلال عامين فقط، الأمر يتشابه في بؤر الصراع والنزاع المسلح في الوطن العربي على مدار التاريخ.
أمس الثلاثاء، صدر تقرير عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، يقول إن أكثر من ثلاثة ملايين طفل في اليمن ولدوا، منذ تصاعد الأحداث في مارس عام 2015.
وقت الحروب، عادة ما يتراجع عدد المواليد، وهذا أمر طبيعي، فالجنس يصبح ثانويًا أمام صوت المدافع ورائحة الموت، يصبح البقاء على قيد الحياة هو الأهمّ، فالرجال يحاربون أو يبحثون عن الأمان لعائلتهم والنساء يصلّين ويسهرن ليلًا ونهارًا، خوفًا من أن يخطف الظلام أحباءهنّ على غفلة، غير أن اليمن تظل سعيد بعيدًا عن بطش الحوثي الحزين.
السبب الأبرز لهذا العدد حسب التقرير، هو أن ثلاثة أرباع من فتيات اليمن تزوجن قبل سن الثامنة عشرة، حسب "يونسيف"، تقول ميريتشل ميركادو ممثلة اليونيسف في اليمن: "إن جيلا كاملا من الأطفال يكبرون وهم لا يعرفون سوى العنف، الأطفال في اليمن يعانون من العواقب المدمرة لحرب ليست من صنعهم."
أستاذ علم الوراثة في جامعة أكسفورد، البروفيسور بريان سايكس، في كتابه الشهير لعنة آدم ص 246- 247، فند أسباب كثرة ولادة الأطفال خلال الحرب، يقول: "الناس يمارسون الجنس أكثر أثناء وبعد الحروب". ومن المؤكد حقًا أنه تحدث أثناء الحروب زيجات أكثر مما في أي وقت آخر. ومن المعروف على نطاق واسع أن نسبة ولادة الأولاد ترتفع. لأن زيادة ممارسة الجنس ترفع مستوى التيستوستيرون عند الرجال وهذا ما يرفع عدد الأبناء الذكور.
ويبدو أن ارتفاع مستوى التيستوستيرون يأتي مضطردًا مع ازدياد احتماليات الموت وتعدد أشكاله، ومع تهديد الحياة بالفناء يأتي هذا الهرمون كدافع لاستمرارية الحياة.
وتسببت أحداث العنف في اليمن والتي تسببت فيها مليشيات أنصار الله الحوثي المدعومة إيرانيًا، وفق التقرير، في قتل وإصابة أكثر من 5000 طفل بسبب العنف، أي نحو خمسة أطفال كل يوم، منذ مارس 2015.
وضمن التقرير عدة إحصائيات تقول إن أكثر من 11 مليون طفل يحتاجون للمساعدة الإنسانية، أي كل أطفال اليمن تقريبا، وأن أكثر من نصف الأطفال يفتقروا إلى مياه الشرب الآمنة أو خدمات الصرف الصحي الكافية.
يضيف التقرير أن حوالي 1.8 مليون طفل أصيبوا بسوء التغذية الحاد، منهم 400 ألف طفل يكافحون للبقاء على قيد الحياة، كذلك 2 مليون حرموا من التعليم، منهم حوالي 500 ألف تسربوا من المدارس منذ تصاعد الصراع.
يتابع التقرير أن أكثر من مليون شخص أصيبوا بالكوليرا والإسهال المائي، يمثل الأطفال تحت سن الخامسة ربع هذا العدد.