"الجثث راحت فين".. في الأسكندرية لا حرمة للموتى ( صور )

لا حرمة للموتى ولا قداسة لمن هم بين يد الله في الأسكندرية، حيث تم نبش القبور لأكثر من مرة، الأمر أشبه بمافيا تعبث بمن ينتظرون حساب الآخرة.

عن طريق الصدفة، اكتشف أهالي الأسكندرية كارثة جديدة داخل مقابر سيدى بشر بحري شرق الإسكندرية، حيث تم نبش وسرقة  26 مقبرة، وتم تحويلها إلى أوكار تجارة المخدرات وبيع ما بداخلها إن كان صالحا للبيع، بل وبيعها هي أيضًا بمبلغ 100 ألف جنيها للواحدة.

 

"ذهبت للمشاركة فى دفن أحد الجيران برفقه بعض أفراد عائلته من أبناء عمه، وبعد الإنتهاء من الدفن، ذهبت إلى زيارة مقابر العائلة وقراءة الفاتحة لهم".. بدأ إسلام محارب، طالب فى كلية الحقوق جامعة الاسكندرية، حديثه لصوت "صوت الأمة"، قائلًا: "إن العائلة تملك مقبرتين واحدة في خط 2 والأخرى في خد 6".

وأضاف " محارب"، أنه عند وصولنا للمقبرة في خط 2 بداخل مقابر سيدي بشر بحري وجدنا أن المقبرة "منبوشة"، وكانت هناك محاولة لإزالة اليافطة الموجودة عليها، يكمل: "ذهبنا للمقبرة الأخرى في خط 6 فوجدنا أن سقف المقبرة مهدود واللافتة تم إزالتها بالفعل، وعند سؤال حراس المقبرة قال إن هذه اليافطة ليست ملككم وهي تابعة لأحد الأشخاص يدعى "ناصر. ص"، فأنكرت بأن هذه المقبرة لعائلتنا ونعلمها جيدًا، حتى إذا كنا لم نتردد عليها لفترات".

أكد " محارب " أن ملكية المقبرتين لهم، وتابعة للحي من خلال الأوراق الرسمية، ولكن عند الثورة حرقت كل المستندات، وطريقة إثبات الملكية كانت باللافتات الموضوعة على المقابر، وبعد ذلك تم اللجوء لحي منتزة أول لعمل الشكوى، فوجدنا أن رئيس الحي مسموح بزيارته فقط يوم الأثنين، وأمن الحي أبلغني بأن هناك حالة واحدة فقط لمقابلتك، وهي أن يكون هناك عقار ينهار غير ذلك فسوف تنتظر اليوم الأثنين.

يتابع: "عندما إعتراضت على ماقيل لي نزلت لي مهندسة أبلغها الأمن عن وقوفنا، قائلًا " لا دول ملهمش حاجة هنا" و بإبلاغي لها بالأمر، قالت لي مهندسة الحي "أنا مليش دعوة متدخلنيش في مشاكل"، وكان ردي عليها " حضرتك كدة بتضيعي حقي"، فقالت لي مهندسة الحي "روح أعمل محضر في القسم ".

واستكمل: "ذهبت لقسم المنتزة بالأمس لأخذ الإجراءات اللازمة وعمل المحضر والذي حرر برقم 2045 لسنه 2018 جنح المنتزة، بسبب قيام المسئولين عن المقابر بهدمها، واستخراج الجثث منها وعرضها للبيع، وتم النزول برفقة النقيب أبو الدهب، وحينها تم القبض على بعضهم وهرب آخر".   

قال محارب، إنني خرجت من داخل المقابر أثناء تصوير هذه الصور الموثقة للأمر باعجوبة، فحاولوا أن ياخذوا مني الهاتف، وتم تهديدي بدفني في المقبرة، فهناك عدد من التهديدات جاءت لي من ابناء المقبوض عليهم.

وأوضح بأن هناك بعض الشهادات جاءت لي من بعض جيران المقابر كانوا يخشون الحديث من قبل، فأحدهم قال لي أن المقبرة الخاصة بكم والتي حدث النزاع حولها كانت معروضة للبيع بـ 100 الف جنيه من ما يقرب من إسبوع مضى، وشهادة أخرى أن هناك جثث يأخذون الجماجم منها ويقومون بطحنها وتحويلها إلى بودرة، وشهادة غيرها تقول أن الجثة فور دفنها وإنصراف أهلها تفتح المقبرة مره أخرى لأخذ الجثة وبيعها بعد ذلك، ووجدت أنهم أثناء إبلاغي بمثل هذه الشهادات يخشون ذكر اسماءهم خوفًا على أنفسهم وعائلاتهم من الخطر فهم يعلمون أنهم مافيا.

أضاف محارب، أنه أثناء تواجدي في المقابر بالصدفة وجدنا عدد من المقابر مهدودة وشاهدنا عظام لبعض الجثث خارج المقبرة، و بالحصر وجدنا 26 مقبرة تقريبًا في هذه الحالة ما بين فحت وتضييق وهدم، وعند ذهابي للنيابة وأخذ أقوالي وعند خروجي تم الإحتكاك معي من ذوي المقبوض عليهم، واتهامي بأني ألفق لهم هذه التهم.

وأكد شاهد العيان أنه عند القبض على المتهمين كانوا بالفعل يقومون بحفر إحدى المقابر، وعند سؤال الضابط لهم أين قرار الترميم؟، أبلغوه بأن هذه المقبرة لناس معارف، و قمنا بترميمها لحين صدور قرار الترميم من الحي، ولهذا تمت هذه الأيامم إخراج تصاريح رسمية من الأحياء بعدم المساس بأي مقبرة سوى بتصريح رسمي.

أكمل محارب، أن أبناء المقبوض عليهم أبلغوني بأن هذه المقبرة بالفعل ملك لكم ونرجو أن يحل الموضوع ودي، وخروج أهالينا المقبوض عليهم من السجن.