"اللي على راسه بطحة".. وراء كل مثل قصة وحكاية
الإثنين، 15 يناير 2018 06:00 مإسراء سرحان
"اللي على راسه بطحة".. تعد هذه العبارة أحد أشهر الأمثال الشعبية التي لا يغفل عنها أحد، فله دلالات وعلامات متمثلة في أن المذنب مهما كان ذنبه طفيفًا أو عظيمًا يأخذ الكلام على نفسه حتى ولو كانت كلمة صغيرة، فهو دائمًا يشعر نفسه في دائرة الخطر، ودائمًا ما يعود ليدور حول فعلته.
وترصد "صوت الأمة" جميع القصص وراء الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول قصة إحداها الذي حاز على شهرة واسعة، وهو"اللي على راسه بطحة"، والذي تردد على ألسنة الكثيرين خلال أحاديثهم.
كان هناك رجل بسيط، يعمل في فلاحة الأراضي، ولم يبعد منزله كثيرًا عن مكان عمله، وفي بيته يوجد قن دجاج دائمًا ما يرعاه، ويبدأ يوم هذا الفلاح منذ الصباح الباكر، يطعم دجاجاته عند استيقاظه، ثم يذهب إلى عمله ويعود إلى منزله في وقت الظهيرة.
وفي صباح أحد الأيام استيقظ الرجل ليداوم يومه كالمعتاد، وأثناء عودته من عمله لم يجد القن كما تركه صباحًا، حيث تم سرقة بعض دجاجاته، فهرع الرجل، وذهب إلى مختار القرية شاكيًا له سرقة القن، فما كان من مختار القرية إلا أن جمع أهل القرية وأخبرهم أن هناك واحدا من أبناء القرية، سرقت دجاجاته والسارق معروف ويجب عليه أن يعيد الدجاجات قبل أن يتم فضحه على الملأ.
استنفر أهالى القرية جميعًا من هذا الفعل وصاحبه، وبدأ كل شخص يسأل عن السارق وينعته بأشد الألفاظ، وكان من ضمنهم السارق نفسه، فسأل أحد المتواجدين المختار "هل تعرف السارق"، فأجاب"نعم"، فتابع الرجل أسئلته التي قام بتوجيهها إلى المختار قائلًا له "هل يمكن أن توصفه لنا"، فتابع المختار بجملة واحدة "على رأسه ريشه"، فقالوا له أهل القرية كيف ذلك.
أجاب "المختار" على أسئلتهم، موضحًا أن هذا الرجل عندما دخل قن الدجاج علقت على رأسه ريشه من الطيور، فالذي كان في القن تحسس رأسه تلقائيًا، وعندئذ قال المختار هذا هو السارق، ومن هنا جرى استخدام التعبير وصارت له دلالات نفسية واجتماعية متمثلة في أن المذنب مهما كان ذنبه طفيفًا أو عظيمًا يأخذ الكلام على نفسه.