لا بد من ربط النظرية بالممارسة ..

من وثائق عبد الناصر : الاشتراكية ليست مذهبا بل دليل للعمل

الإثنين، 15 يناير 2018 04:00 ص
من وثائق عبد الناصر : الاشتراكية ليست مذهبا بل دليل للعمل
جمال عبد الناصر

- المهمة الحقيقية للمعرفة هى بلوغ الفكرة

- المعرفة العقلية تختلف عن الحسية

 

أول نوفمبر 1962
ما هى المذهبية؟ 
ما هى العقيدة؟ 
تكرر الكلام عن المذهب وعن العقيدة، وإنى أرى أن نتكلم عن تجربة الثورة المصرية. 
كل ما يسمى بالعقيدة ليس إلا دليلا للعمل. 
المبادئ الستة دليل للعمل. 
الاشتراكية ليست مذهبا، بل هى دليل للعمل، يجب أن تستند على ما تعلمناه من ثورتنا المصرية؛ فأكبر خطأ هو خداع الشعب بكلمات وعبارات منعزلة، تنتزع من نصوص الكتب الاشتراكية. 
وهناك خطأ آخر، وهو إتباع «المذهب التجريبى»، وهؤلاء يلتصقون بتجربتهم الجزئية الخاصة، ولا يفهمون أهمية النظرية بالنسبة إلى العمل الثورى.
لقد أخفق هؤلاء فى فهم حالة الثورة، على اعتبارها كلا واحدا؛ فيعملون بصورة عمياء، رغم أنهم يبذلون مجهودا كبيرا. 
ونتيجة كل ذلك خلق ضرر كبير.. 
ضرر المذهبيين. 
وضرر التجريبية. 
يجـب أن نعرف الأخطاء الشخصية للمذهبية وللتجريبية.
الذاتية المذهبية تقلل من قيمة الممارسة أو العمل الثورى.
إن طبيعة الإنسان الاجتماعية والتطور التاريخى، تستدعى منا أن نوضح علاقة المعرفة بالممارسة الاجتماعية، وعلاقتها بالإنتاج، وعلاقتها بالنضال الطبقى. 
فى المجتمع الطبقى ينتهى أعضاء المجتمع المنتمين إلى مختلف الطبقات.. بصور متنوعة، إلى علاقات إنتاج معينة مع بعضهم بعضا. 
كلهم يساهمون فى الإنتاج كى يحلوا المشكلة عينها.  وليس الإنتاج هو الشكل الوحيد لممارسة الإنسان الاجتماعية، بل هناك أشكال أخرى.. 
النضال الطبقى.
الحياة السياسية.
العمل العلمى.
العمل الفنى.
وبالاختصار.. فالإنسان يشارك باعتباره كائنا اجتماعيا فى كل دائرة من دوائر المجتمع الراهنة. 
وهكذا يتوصل الإنسان، إلى جانب معرفته لأمور الحياة المادية، إلى أن يعرف على درجات مختلفة، الأنواع المختلفة للعلاقات البشرية؛ بواسطة حياته الثقافية الشديدة الصلة بحياته المادية. 
معرفة الإنسان بالمجتمع وبالإنتاج تتطور خطوة خطوة؛ من المعرفة البدائية إلى المعرفة الراقية، من المعرفة الوحيدة الجانب إلى المتعددة الجوانب.
يجب أن تربط النظرية بالممارسة؛ على اعتبار أن الممارسة هى أساس النظرية، التى تخدم الممارسة بدورها. 
يرى الإنسان، بادئ ذى بدء، فى عملية الممارسة ظواهر الأشياء فقط؛ مظاهرها الفردية وعلاقاتها الخارجية ببعضها بعضا.
وباستمرار ممارسة الإنسان الاجتماعية، تتكرر احساسات الشىء وصوره؛ وعندئذ يحدث فى رأيه تغيير فجائى فى عملية المعرفة، ينتهى إلى تشكيل المفاهيم التى لم تعد تمثل ظواهر الأشياء ومظاهرها الفردية أو علاقاتها الخارجية. 
إن المهمة الحقيقية للمعرفة هى بلوغ الفكرة بواسطة الإدراك، بل تفهم تدريجى للتناقضات الباطنة الخاصة بالأشياء الموضوعية وقـواعدها، والعلاقات الباطنة بيـن هـذه العملية..
والمعرفة العقلية تختلف عن المعرفة الحسية.. فالمعرفة الحسية هى معرفة الشىء فى مظاهره الفردية، فى ظاهره وفى علاقاته الخارجية.
بينما المعرفة العقلية تؤلف خطوة كبيرة إلى الأمام.
هى معرفة الشىء فى جوهره وفى علاقاته الباطنة.
 
11
 

 

15
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق