"جئت بخفي حنين".. الطمع يقل ما جمع
الأحد، 14 يناير 2018 05:00 م
وراء كل مثل شعبى حكاية، لكن على الرغم من استخدامنا لهذه الأمثلة فى مناسبات عديدة، للتدليل على أمور شتى، قد نجهل أصلها، والموقف الحقيقى الذى قيلت فيه.
"صوت الأمة" ترصد قصة أحد الأمثال الشعبية، الذى يردده البعض خلال أحاديثهم، ويدل على الطمع وعاقبته، وهو" جيئت بخفى حنين "، فما قصة هذا المثل الشعبى الذى يؤكد أن " الطمع يقل ما جمع"؟
كان هناك رجل يدعى "حنين"، ويعمل بصناعة الأحذية ويعرضها في الدكان الخاص به، وفي يوم من صباح الأيام جاءه أعرابي ليشتري منه خفين، ولكن نشأ بينهم خلاف طفيف حول أجر الأحذية، حيث لم يقبل الأعرابي المبلغ الذي عرض ثمنا للخفين وطالبه بتخفيضه،وبعد مناقشة طويلة رفض حنين، وذهب الأعرابي دون أن يشتري الخفين.
غضب "حنين" بشدة وأراد أن يعلم "الأعرابي"درسًا لا ينساه، وفكر له في خدعة يخدعه بها ويسخر منه، فخرج الأعرابي من الدكان وركب الجمل الخاص به، واستعد للعودة إلى قبيلته، وأسرع حنين إلى المكان الذي سيمر منه ووضع أحد الخفين في وسط الطريق وسار مسافة صغيره ثم ألقى الخف الآخر.
وبينما كان يمر "الأعرابي" من طريقه وهو عائد، وجد الخف ملقى على الأرض فأوقف جمله ونزل وأمسك الخف ونظر إليه متعجبا، وقال "ما أشبه الخف بخف حنين، يا خسارة! ماذا يفيد هذا لو كان معه الخف الآخر لأخذتهما"، فترك الخف وركب جمله واستمر في طريقه حتى وصل إلى الخف الثاني، فأمسك به وقال يا لسوء الحظ، لماذا تركت الخف الأول لو أخذته معي لنفع الخفان واستفدت منهما، فقرر أن يرجع ويأتي بالآخر، وكان حنين يقف بعيدًا يراقب ما يحدث، من خلف تل قريب لينظر ماذا سيفعل فلما رآه قد مشى ليحضر الخف الأول أسرع حنين وأخذ جمل الأعرابي بما عليه من بضاعة واختفى.
رجع الأعرابي يحمل الخف الأول فوجد الخف الثاني على الأرض ولم يجد جمله، فحمل الخفين وعاد إلى قبيلته، فتعجب القوم عندما رأوا الأعرابي يرجع إليهم ماشيًا على رجليه وليس راكبًا جمله، وسألوا بماذا رجعت من السفر، فقال "جئت بخفي حنين".