هل تورطت بريطانيا في مقتل ريجيني؟ مصادرة أجهزة مها عزام تكشف الحقيقة

جددت وسائل الإعلام الإيطالية اتهاماتها لبريطانيا وجامعة كامبريدج والدكتورة مها عبد الرحمن عزام في حادثة مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، بالقاهرة الذي عثرت الشرطة المصرية على جثته في فبراير من العام قبل الماضي في ظروف غامضة، الأمر الذي طرح علامات استفهام كثيرة حول شخصية دكتورة الجامعة البريطانية، وهل بريطانيا متورطة في حادثة ريجيني بالفعل أم لا؟

 

وبقراءة الصحف الإيطالية في الفترة الأخيرة، سيتضح قرب توصل روما إلى الجاني الحقيقي، فبعد وصول فريق من الادعاء العام الإيطالي إلى لندن والتحقيق مع مها عبد الرحمن عزام، قالت صحيفة "إنتريس" الإيطالية: إن بريطانيا متورطة فى قتل ريجينى داخل مصر، مشيرة إلى تصريحات لرئيس اتحاد النقابة المستقلة للباعة الجائلين محمد عبد الله التى قال فيها "هناك مسار بريطانى فى قضية ريجينى، فالدكتورة مها عبدالرحمن معارضة للحكومة ومؤيدة لجماعة الإخوان، وقابلت ريجينى عدة مرات وساعدته فى أبحاثه ، ولكن عندما وصلت القصة إلى المال، لم أشعر بالراحة».

 

وفتش فريقا من المحققين وفقًا للصحف الإيطالية مكتب ومنزل مها عبد الرحمن عزام، وتمت مصادرة أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة وهواتف محمولة، قبل أن ترضخ وتمثل أمام جهات التحقيق بعد تهربها من هذا الأمر عدة مرات، مشيرة إلى تورط الجامعة وبريطانيا في مقتل ريجينى، حيث أكدت صحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية، أن الباحث الإيطالي كان قد سلم مها ملفًا مكون من 10 تقارير بحثية عن النقابات المستقلة في 7 يناير 2016، أي قبل ثمانية عشر يومًا من  اختطافه.

 

ربما تحمل الساعات القليلة القادمة مفاجآت في القضية، فمنذ أيام وهناك مستجدات متسارعة طرأت على الساحة الدولية في تحقيقات ريجيني، حيث عثرت أجهزة النيابة الإيطالية قبل شهرين على وثائق ومستندات خاصة القضية تكشف تورط مها عزام، التي اتهمت بالعمل مع المخابرات الأمريكية والإنجليزية وفق تصريحات الخبير العسكري الإيطالى «كارلو جان» لصحيفة «السوسيس دياريو» الإيطالية، حيث قال إن «قضية ريجينى تخفى حقيقة غير مريحة للعديد من البلدان، وبدا ذلك واضحا بعد توجيه أصابع الاتهام إلى الدكتورة المسئولة الأولى فى إرسال ريجينى إلى مصر لعمل البحث عن النقابات العمالية المستقلة».

 

ورغم أن هناك بعض اللبس في اسم الشخصية المتورطة في حادثة مقتل الشاب الإيطالي، حيث كثر الاختلاط بين مها عزام الإخوانية رئيسة ما يسمى بـ «المجلس الثورى المصرى»، ومها محفوظ عبدالرحمن، ابنة الكاتب والسيناريست الراحل محفوظ عبدالرحمن؟، إلا أن الصحافة الإيطالية أكدت أن المتهمة في الحادث تعمل أستاذة بجامعة كامبريدج، وكانت مشرفة على بحث الطالب الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر، حيث بدأت علاقتها به فى فبراير 2016 ما دعا النائب العام الإيطالى «سيرجيو كوليكو» لأن يطلب التحقيق معها أمام النيابة العامة في روما، لكنها لم تمتثل لذلك، ما دعا رئيس الحكومة الإيطالية السابق، ماتيو رينزى، بالمطالبة بإصدار قرار توقيف دولي بحق مها عبد الرحمن عزام، قائلًا: «نحن لا نطلب إلا الحقيقة، وأستاذة كامبريدج تخفى شيئا فى قضية ريجينى»، باعتبارها المسؤولة عن رسالة دكتوراه جوليو ريجيني.

 

مها عزام الإخوانية، هى حفيدة عبد الرحمن عزام، أول أمين عام لجامعة الدول العربية، الذي تولى المنصب عام 1945، ويتردد اسمها في جريمة ريجيني منذ فترة، وبعيدًا عن القضية قادت البريطانية من أصل مصري، حملات قوية لتشويه الدولة المصرية في الخارج، ووفق تقارير دولية، فهي على علاقة قوية بالحكومة البريطانية، عبر الدكتور طارق رمضان، حفيد حسن البنا، ومستشار ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا للشؤون الدينية.

 

وتربط عزام علاقة قوية بقيادات التنظيم الدولي للإخوان في لندن، وعلى رأسهم إبراهيم منير ومحمد سودان وعزام التميمي وأنس التكريتي، حيث عبر عدد من المحامين الأجانب، تحركت مها  لتأسيس عدة كيانات تشن حملات على مصر وتشويه صورتها بالخارج، فهي المنسق العام لحركة «مصريين من أجل الديمقراطية» القريبة من جماعة الإخوان.