سؤال إلى علاء الأسواني.. اعطنا دليلا واحدا على أنك مصري غير بطاقة الرقم القومي وويكيبيديا؟
الأربعاء، 10 يناير 2018 03:20 م
أسوأ ما يمكن أن يحدث لمجتمع ما، أن ينتمي من يطلقون عليهم النخبة وصناع الرأي العام إلى سياسات "أبجني تجدني". التاريخ السياسي المصري حافل بأمثلة هؤلاء، كما أنه لا يرحم أحدا، سيفضحهم جميعا.
أتعجب كثيرا كيف لواحد مثل علاء الأسواني سيكتب سيرته الذاتية!؟. كلف نفسك دقيقة واحدة واكتب في خانة البحث على جوجل اسمه، ستجد مئات الفيديوهات والتصريحات المتناقضة والمتداخلة بطريقة يتوه فيها عقلك "يدعم الإخوان ومرسي، ثم ينقلب عليهم، ثم يدعم السيسي ويدعو للالتفاف حلوه، ثم القفز إلى شلة الإخوان في الخارج"، ستخرج بنتيجة واحدة "المصلحة تحكم يا مولانا".
في 2012 دعا الكاتب على صفحته الشخصية في موقع "تويتر" إلى دعم مرشح الإخوان محمد مرسي في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، وقال "واجبنا حماية الثورة يفرض علينا عمل جبهة وطنية واسعة لكى ندعم الإخوان"، كان هذا بعد اجتماع سري شهير مع قيادات الجماعة في فندق فيرمونت، تبع ذلك اجتماعات مع مرسي نفسه وآخرين داخل القصر الرئاسي، ربما لم تأت بثمارها كما توقع الأسواني، يبدو أن الكعكة ستؤول إلى آخرين قدموا فروض الطاعة أكثر.
بعدها قاد الأسواني سيلا من الهجمات على الجماعة والذين معها، كتب "52 شهيدا قتلتهم شرطة مرسي في بورسعيد، وخرج هو يشكر الضباط القتلة ويهدد البورسعيدية بمزيد من القتل، لماذا لا يذكر الإخوان جرائم رئيسهم؟"، وخاطبهم: "من عذب الشهيد الجندي حتى الموت، ومن منح طنطاوي وعنان قلادة النيل، ومن قتل 134 مصريا واعتقل وعذب الآلاف؟"، وأضاف: "اعترفوا بجرائمكم".
في حوار مع مجلة "لونوفيل أوبزيرفاتور"، بعد سقوط مرسي وجماعته، قال الكاتب والروائي الشهير إن مصر لم تشهد "انقلابًا عسكريًا"، وإن ما أطاح بمرسي هو 30 مليون مصري خرجوا في مظاهرات ضده، مؤكدا فيما يتعلق بأحداث "دار الحرس الجمهوري" أن القتلى والمصابين هم «ضحايا لقادتهم»، وحول تدخل القوات المسلحة، قال إنه "ليس انقلابًا عسكريًا"، وذلك "لأن (الانقلاب العسكري) يتطلب أن يستولى الجيش على السلطة بالقوة، وهو ما لم يحدث، فلولا خروج نحو 30 مليون مصرى طالبوا بالإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، لما أقدم الجيش على ما قام به، الذي تدخل من منطلق منع انزلاق البلاد نحو حرب أهلية".
في 2013 قامت مجموعات تابعة لجماعة الإخوان التي حُظرت في مصر وقتها، بالاعتداء علي الأسواني، خلال الندوة التي ينظمها معهد العالم العربي بباريس و حطموا القاعة. وقامت علي الفور الشرطة الفرنسية بالقبض علي المعتدين وإلغاء الندوة الثقافية. جاء ذلك بعد أن قال "الأسواني" خلال الندوة أن الفريق السيسي رجل وطني ومصر تحتاجه كقائد لها في الفترة القادمة، ودعا الحضور والمصريين جميعا بالالتفاف حوله.
فى مايو 2016 تعاقد الأسواني بمقابل مالى بعشرات الآلاف من اليوروهات، بعد اتصالات مع بعض مسؤولى "دويتش فيله" المعروفة بتوجهها من مصر وسياستها، شارك فيها أحد عناصر BND تحت غطاء إعلامى، للاتفاق على فلسفة المقالات ونوعية الموضوعات والعناوين التى تحتاج المؤسسة، ومن ثم وساطة DW بين الأسوانى ودور نشر إسرائيلية، لترجمة أعماله بشكل رسمى، وبعدما ثار فى 2010 عقب ترجمة «عمارة يعقوبيان» ترجمة محدودة وغير تجارية، وهدد بالشكوى لاتحاد الناشرين الدولى ومقاضاة الجهات الإسرائيلية التى تتداول أعماله، أقنعته المؤسسة بمنح حقوق نشر أعماله بشكل قانونى، مستغلة روابطها الإعلامية والأمنية بإسرائيل، وإمعانًا فى التضليل والتخفى تم اللجوء لدار نشر "توبى بريس" الأمريكية لتكون الوسيط، عبر شراء حقوق الطبعة العبرية، ثم بيعها لدار "كينيرت زمورا دفير" الإسرائيلية، لتصدرفى بدايات 2016 مشمولة بمباركة الأسوانى، الذى تجاهل التهديد بالشكاوى والقضايا، مقابل الاتفاق الثلاثى المتمثل فى الكتابة لـ"دويتش فيله" وتحصيل حقوق أعماله فى إسرائيل، لتشهد الشهور التالية تحقق باقى بنود الصفقة عبر التزام الأسوانى بالاشتباك مع السلطة والأوضاع السياسية والاجتماعية اشتباكا حادا، والنيل من سمعة مصر.
كتب الأسواني سلسلة من المقالات منها: متى ينجح الديكتاتور؟، وتقرير مسرب من جهاز أمنى، وفى هذه المقالات وغيرها ينتقد الأسوانى الأوضاع الاجتماعية والسياسية، والمؤسسة العسكرية والنظام السياسى، وهو نفسه من قال سابقًا للكاتب الصحفى البريطانى روبرت فيسك: «السيسى أعظم قائد عسكرى فى العالم بعد أيزنهاور»، وهو نفسه من حضر «اجتماع فيرمونت» مع جماعة الإخوان فى إطار الضغط لتمرير نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح مرشحها، وسربت معلومات عن اجتماع مشترك ضم الفريق سامى عنان ومحمد بديع وخيرت الشاطر، فى إطار التفاوض بعد تصعيد الجماعة لموقفها وحشد أتباعها فى الشوارع والتهديد بإشعال البلاد لو لم يفز مرشحها، وفى ضوء علاقات الأسوانى وقتها بجهات أمنية نافذة، منها داعمو «DW» نفسها، حضر الاجتماع الذى استضافه فندق «فيرمونت» على مدى 7 ساعات مساء الخميس 21 يونيو 2012.
الآن لا يترك الأسواني مناسبة إلا واستغلها للنيل من سمعة مصر أمام العالم، مجرد إجراءات تفتيشية في مطار القاهرة أثناء سفره سيولول عليها، سيفرد صفحات وتُدفع أموال، كيف لعظم الله أجره وسدد خطاه طويل العمر يطول عمره أن يعامل معاملة المصريين، لا أعرف لماذا يتركون هؤلاء يفعلون بنا ما يفعلون؟!.
مواقف الأسواني لن تصدمنا كثيرا، علمتنا السياسة هذه الألاعيب، استوينا منها، رأيناهم على كل الأحبال يرقصون، لكن أن تبيع الوطن وتزايد عليه بهذه الطريقة!!
(حين تخون الوطن لن تجد ترابا يحن عليك يوم موتك
لأنك ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت)