"خده الغراب وطار".. أين ذهب مشروع تطوير القاهرة الفاطمية والتاريخية؟
الأربعاء، 10 يناير 2018 10:00 ص
فى إحدى الجولات الميدانية للمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، عام 2014 بمنطقة الدرب الأحمر، وبالتحديد فى شهر رمضان الكريم، وبعد افتتاح مسجد "الجامع الأزرق" الواقع بحى وسط القاهرة بشارع باب الوزير بعد تطويره، أصر أن يخرج من الباب الثانى للمسجد، وهو باب مغلق بإحكام يُخفى ما خلفه تماماً، فطلب من مسئولى المسجد أن يفتحوا له الباب، وأكدوا له أنه لا يمكن فتحه، ولكنه أمرهم بفتحه مهما كانت النتائج.
استجاب مسئولى المسجد لطلب رئيس الوزراء، وبعد لحظات من فتحه، وجد رئيس الوزراء السابق، شارع طويل يسمى بشارع درب شُغلان، تكسوه القمامة بامتداده بالكامل، والغريب فى الأمر أنه شارع يضم مجموعة من المبانى التاريخية والآثرية، ويسكنه الكثير من السكان، فقرر المشى فى الشارع لتفقد حاله وحال سكانه ومبانيه، وبعد ما يقرب من 50 مترا من الجامع الأزرق، استدعى الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة السابق، وبصوت خافت قال له بعد أن اقترب من أذنه: "رئيس حى وسط يروح بيتهم، مش عاوزه يمسك حاجة تاني".
أدرك محلب فى تلك اللحظات أن هذه المنطقة التى تضم أكبر كم من الآثار الإسلامية، تحتاج إلى رعاية واهتمام وحماية من الإهمال، فاقترح مشروع على محافظ القاهرة ووزير الآثار، يندرج تحت مسمى "مشروع تطوير القاهرة الفاطمية والتاريخية، وهو مشروع يهتم بالمقام الأول بإحياء قيمة وأهمية هذه الأماكن والمساجد والأسبلة والقصور، وبالفعل بدأ العمل بهذه المناطق، وشهدت اهتماما من قبل وزارة الآثار ومحافظة القاهرة معاً، ودخلت وزارات الأوقاف والثقافة معهما لتنفيذ المشروع.
استمر هذا المشروع فى التنفيذ، حتى جاء التعديل الوزارى، وترك الدكتور جلال السعيد منصب المحافظ ليتولى منصب وزير النقل، وجاء مكانه اللواء أحمد تيمور، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، ليكون قائما بأعمال المحافظ، والذى استمر فى منصبه لمدة 6 أشهر، إلا أنه وبعد شهرين فقط من توليه المنصب توقف المشروع تماما، ولم يعد هناك اهتمام بهذا المشروع نهائيا، إلا من خلال حملات النظافة التى يشنها رؤساء الأحياء لتنظيف محيط المساجد فقط.
وبعد تولى المهندس عاطف عبد الحميد، المحافظ الحالى للعاصمة المنصب، أطلق الوعود بالاهتمام بهذا الكم من الآثار الموجود بقلب العاصمة، وبالتحديد القاهرة الفاطمية، باعتبارها أكثر المناطق التى تضم كم هائل من المساجد والقصور والأسبلة الآثرية التى يعود تاريخ إنشاءها إلى أكثر من 700 عام، فبعضها يعود للعصر المملوكى والبعض الأخر يعود للعصر الفاطمى.
إلا أنه وعلى الرغم من هذه التصريحات، لم يفكر المحافظ الحالى فى مخاطبة رئاسة مجلس الوزراء أو حتى وزارة الآثار لإحياء المشروع، الذى يمكن من خلال جعل القاهرة متحف مفتوح للآثار، خاصة مع بدء تواجد وفود سياحية بمناطق الحسين والآزهر فى الآونة الأخيرة.