في ذكرى ميلاده.. كيف أعاد فاروق شوشة "الشحرورة" إلى مصر بأغنية عامية؟
الثلاثاء، 09 يناير 2018 03:01 محسن شرف
احتفى محرك البحث الشهير جوجل، اليوم الثلاثاء، بالذكرى الـ82 لميلاد الشاعر فاروق شوشة، الذي رحل عن عالمنا في 14 أكتوبر عام 2016، تاركا وراءه كنوزا لا تنضب، حيث إنه قدم برنامجه الإذاعي الأشهر "لغتنا الجميلة" منذ عام 1967 وعلى مدى أربعين عاما، وعني في برنامجه بمناقشة قضايا اللغة العربية، وكان يقدم فيه نماذجا شعرية من الشعر القديم أو الحديث يلقيها بصوته وبأداء متميز.
ولد شوشة في قرية الشعراء بمحافظة دمياط بشمال مصر في العام 1936 وأتم حفظ القرآن الكريم ليكمل دراسته ويتخرج من كلية دار العلوم في العام 1956 ومن كلية التربية في عام 1957، وعمل معلما لمدة عام قبل أن يبدأ مسيرة إذاعية وأدبية طويلة.
وكان قد التحق بالإذاعة المصرية في 1958 وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا لها في 1994 كما حظي بعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة وعمل في عدد من اللجان الثقافية ورأس بعضها كلجنتي النصوص في الاذاعة والتليفزيون ولجنة المؤلفين والملحنين.
ولم يهتم شوشة فقط باللغة العربية، بل كان عاشقا أيضا للغة العامية، حيث كتب الكثير من القصائد الغنائية لبعض المطربين.
وأشار الكاتب الصحفي عادل السنهوري، رئيس تحرير "صوت الأمة"، في مقال سابق، نشره في جريدة اليوم السابع، بعد أيام من وفاته، إلى بعضا من أسرار الشاعر الراحل، حيث قال:"حكى لى فى مثل هذه الأيام من العام الماضى عندما التقيته فى مطار دبى فى لقاء العودة إلى القاهرة بعد حضور مهرجان الشارقة للكتاب قصة أشهر أغنية بالعامية أعادت الشحرورة صباح إلى مصر عام 74 بعد فترة غياب طويلة واستقرارها فى بيروت، بسبب غضبها من مطالبة الضرائب المصرية مبالغ كبيرة منها، وانتشرت شائعات كثيرة حول خروجها من مصر".
وأضاف السنهوري في مقاله: "غياب صباح كان مثار تساؤلات كثيرة، كما حكى لى شاعرنا الراحل، وفى مكتب الإذاعى جلال معوض وفى حضور الموسيقار الكبير محمد الموجى اتصل بها معوض للعودة والمشاركة فى حفلة أضواء المدينة.. وأمسك الموجى السماعة وبكى بشدة وهو يرجوها العودة، وكانت هى الأخرى تبكى على الجانب الآخر.. كان فاروق شوشة حاضرا الحوار وفكر فى كيفية رجوع الشحرورة. وعقب خروجه من الإذاعة وقيادته للسيارة لزيارة أحد أصدقائه فى مصر الجديدة، وفجأة توقف ووجد نفسه يكتب «والله واتجمعنا تانى يا قمر.. والله واتجمعنا واحلو السهر»، وفى اليوم التالى أعطى الأغنية لجلال معوض الذى فرح بها وصرخ بأن هذه الأغنية ستغنيها صباح، وسأله من كتب الأغنية فقال شوشة، إنه أحد الأصدقاء.. وأمام إصرار جلال معوض لصرف مكافأة للمؤلف والملحن والمغنية، حسب اعتراف شوشة بأنه صاحب الكلمات، فاندهش معوض، لأنه يعرف أنه يكتب بالفصحى، وكانت الأغنية سببا فى عودة صباح وغنتها فى حفلة أضواء المدينة عام 74".