8 مشاهد ترصد حكاية "غريق ستانلي".. تنبأ بقصة موته قبل عام على الفيس بوك (صور)

الثلاثاء، 09 يناير 2018 02:01 م

ماجيسكو ضحية حادث كوبري استانلي

الإسكندرية - محمد صابر

هل تنتهي جميع مشاكل الإنسان بالموت؟ أم يترك خلفه لغزا، يتحول إلى قصص وتنبؤات تصبح حديثًا للجدل لفترة طويلة، هذا ما حدث مع الطالب محمد حسن الشهير بـ "ماجيسكو"، التي انتشرت قصة وفاته على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع.

وأثارت قصة غريق استانلي كما أطلق عليه، جدلًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدما ظهرت نبوءه له قبل عام على الفيس بوك، توقع فيها قصة موته على كوبري استانلى قبل فترة، وأنه سوف يصبح حديث المجتمع وهذا ماحدث بالفعل، وقد رصد " صوت الأمة" القصة الكاملة في بعض من المشاهد.

المشهد الأول : ثلاث أصدقاء يحتفلون برأس السنة بالإسكندرية

محمد حسن " ماجيسكو " ومحمد الحوفى " الحوفى " وأشرف زين العابدين " بيكو " ثلاث أصدقاء جمعهم القدر وفرقهم الموت، تعهدوا أن يقضوا ليلة رأس السنة في الإسكندرية، ويحتفلون على كورنيش استانلى بقدوم عام جديد عليهم، عام يحمل الخير لهم جميعا، ولكنه على عكس ما حدث كان غير متوقع فقد فرق بينهم الموت في لحظات سريعة وكاد الثلاثة ان يفقدون حياتهم ولكن القدر تدخل وتم إنقاذ اثنين.
المشهد الثانى : لحظات فارقة بين الموت والحياه

الموت يأتي في لحظة لم يدرك الأصدقاء الثلاثة، أن هذه الليلة الأخيرة التي تجمعهم بزميلهم " محمد حسن "، التي انتهت حياته على كوبري استانلى، وبالرغم من أن الكوبري يتقابل عليه الأحباب، كما يلتقط عليه العروسين الصور التذكارية، ولكن في هذه الليلة كانت رائحة الموت تفوح من أسفله والبحر ينادى على صاحب النهاية الحزينة.

المشهد الثالث : سيارة طائشة وشاب مخمور يقضي على حياة " ماجيسكو

وأثناء قيام " بيكو " بتفريغ محتويات كارت الميمورى لالتقاط بعض الصور هو وأصدقاءه، لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثناء تبادل الحديث أتت سيارة مسرعة يوجد بداخلها شاب غير متزن تلعب به السيارة، ووفقا لمعاينة رجال المباحث، انحرف "ي.ج.و" 19 عامًا، طالب بكلية التجارة جامعة المنوفية، بسيارته يمين الطريق وصعد أعلى الرصيف، لتصطدم بالحاجز الحديدي كوبري ستانلي ويطيح بكل من "محمد الحوفي" طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، و"محمد حسن" ماجيسكو، 21 عاما، طالب بكلية التجارة جامعة طنطا، و"أشرف زين العابدين" بيكو 22 عامًا، طالب بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية.

ثواني معدودة وتحول المشهد إلى درامى بشكل سريعة من فرح واحتفال إلى حزن وصريخ، حيث اصطدمت السيارة بـ "ماجيسكو والحوفى"، مما أدت إلى سقوطهم في البحر أسفل الكوبري.

المشهد الرابع : إنقاذ الحوفي والشرطة تلقى القبض على السائق

مازال "بيكو " يصرخ أنقذوا أصدقائي، وعلى الفور تحرك الجميع لإنقاذ الشباب والجميع أعلى الكوبري في حالة ذهول مما حدث، تسارعت أجهزة إنذار الشرطة وعربات الحماية المدنية والإنقاذ البحرى، وعلى الفور تم فرض كردون أمنى مكان الحادث لإنقاذ " الحوفي " من الموت، حيث نجحت الشرطة في القبض على سائق السيارة، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا أنهم لم يعثروا على "محمد حسن" الماجسيكو.

المشهد الخامس : اختفاء " ماجيسكو " وسر تنبؤاته على على الفيس بوك

الجميع يتحرك بسرعة كبيرة تم خروج شخص والأخر مازال في المياه ولكن لا أثر له، وبدأت التكهنات .. هل مات أو وسط الصخور أو الموج سحبه جوه البحر؟.. ولكن الحقيقة لا أحد يعلمها، وفى نفس اللحظة تتكاتف جميع الأجهزة التنفيذية في المحافظة والشرطة للعثور على الشاب محمد حسن، وأصدر الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية أوامره بالتحرك الفوري لجميع الجهات المسئولة للبحث عن الشاب المفقود، وتحويل المصاب إلى المستشفى الأميري على الفور، ومتابعة استقرار حالة الطالب بنفسه أولا بأول، وذلك عقب تلقيه بلاغا من غرفة عمليات المحافظة.

و بالبحث عن الشخصية المفقودة على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك للتعرف علية تجد انه كتب الكثير من العبارات التي تداولها رواد الفيس بوك بشكل عجيب ليؤكدوا أن محمد حسن كان يدرك نهايته، وقد كتب " أنا فقط ابحث عن موته مشرفه " و" حسنا اسبح عكس التيار " و" 3 أشخاص واحد يقف على الشاطئ والآخر يسبح في البحر والأخير يغطس تحت الماء .. من منهم يشعر بالحزن ومن منهم يشعر بالفشل ومن منهم لا يشعر بشيء ".

ويقول "محمد يوسف" أحد شهود العيان على الحادث أنه أثناء توقف الإشارة بمنطقة ستانلي فوجئوا بسير سيارة بشكل سريع بعد فتح الإشارة لتسابق السيارات الأخرى بشكل جنوني، حيث قائم سائقها بجعلها تنحرف يميناً ويساراً حتى فقد السيطرة على عجلة القيادة لتندفع أعلى رصيف المشاة وتدفع 3 شباب إلى البحر.

المشهد السادس أمن إسكندرية: لم نقصر في حادث كوبري ستانلي وتم حبس السائق

أكد مصدر أمنى بمديرية أمن الإسكندرية، إنه لم يحدث أي تقصير من الشرطة "قسم الإنقاذ بالحماية المدنية أدى دوره دون أى تقصير، وهناك أجهزة رقابية داخل وزارة الداخلية لا تجامل أحدا في أي تقصير فما بالكم بالأرواح.

وأضاف أن النجدة، والمرور، وقسم أول الرمل، وإدارة البحث الجنائي، والرقابة الجنائية، وإدارة الإعلام والعلاقات تعاملوا بجد مع الواقعة، موضحاً أن هناك متابعة ومباشرة من النيابة العامة للحادث، وتم تفريغ الكاميرات وتحويل الشاب المتهم للكشف الطبي عليه لبيان حالته، وإذا كان في حالة سكر بمعرفة مأمور القسم وبمتابعة من النيابة العامة .

وأوضح أن مديرية أمن الإسكندرية بقيادة اللواء مصطفى النمر مساعد وزير الداخلية، تهيب بالمواطنين تحري الدقة لما يثار من شائعات في هذا الشأن، وأن النيابة العامة هي صاحبة الاختصاص الأصيل في التحقيق ومن لديه معلومات في هذا الشأن فليتوجه لرئيس النيابة، وقد قرر المستشار مصطفى زكى، المحامى العام لنيابات شرق الكلية بالإسكندرية، حبس الطالب المتسبب في حادث ستانلي 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد اتهامه بالقتل والإصابة الخطأ والقيادة برعونة والقيادة تحت تأثير المخدرات وتعاطي الكحول والإتلاف العمدى للمنشآت العامة.

المشهد السابع : استمرار البحث والأم تناشد المسؤولين بسرعة استخراج جثة ابنها

جاءهم خبر وفاة ابنهم كالصاعقة، فالابن ذهب ليحتفل مع أصدقائه، إلا أنه لم يعد هو ولا جثته لكي يتم دفنها، وناشدت والدة محمد حسن المسئولين توفير غطاسين لاستخراج جثة نجلها من البحر، عبر فيديو متداول على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أثار تعاطف عدد كبير من المستخدمين.

المشهد الثامن والأخير: العثور على جثة مجهولة وتجديد حبس السائق

تم العثور على جثة الشاب المتوفي لتسليمه إلى أهله لكي يتم دفنه، وقد كشف مصدر أمنى بمديرية أمن الإسكندرية، في سابع يوم بحث أنه تم العثور على جثة الشاب بمنطقة كوبري ستانلي، وجارى اتخاذ الإجراءات المتبعة والعرض على النيابة.

وبالفعل استخرجت الحماية المدنية بالإسكندرية الجثة العالقة بين الصخور بمنطقة ستانلي بالإسكندرية، وقال والد الشاب محمد حسن، إنهم لم يتعرفوا على ابنهم لعدم وجود ملامح واضحة بسبب تحلل الجثة تماماً بعد استخراجها، وتم وضعها بمشرحة كوم الدكة، وجار إجراء الفحوصات والتحاليل التي تثبت إن كان هو هذا الشاب ابنهم أم لا.

ومن جانب أخر قرر المستشار مصطفى زكى، المحامي العام لنيابات شرق الكلية بالإسكندرية، تجديد حبس الطالب المتهم في حادث "كوبري ستانلي" لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات بعد اتهامه بالقتل والإصابة الخطأ، وقيادة السيارة برعونة تحت تأثير المخدرات، وتعاطي الكحول، والإتلاف العمدي للمنشآت العامة.

وفى النهاية هل سيزال البحث مستمر أم سيحدد الطب الشرعي ما إذا كانت الجثة التي تم العثور عليها متحللة هي جثة محمد حسن لكي تهدأ النيران المشتعلة داخل قلوب عائلته.