نيويورك "الفبركة" تايمز.. 5 نقاط تنسف التسجيل المزعوم
الإثنين، 08 يناير 2018 01:42 م
من الواضح الحرب الضروس على مصر، لن يتركوا بابا إلا وطرقوه، هدفهم نصب أعينهم هو النيل من الأمن القومي المصري، سينكشون عن الأزمات ما استطاعوا إليها سبيلا، جماعة الإخوان صديقهم الوفي، أو ربما يكون المحرك الأساسي، بالتأكيد هي غنيمة ثمينة لا يمكن تفويتها.
الأمر لم يكن جديدا على الصحيفة الأمريكية، تاريخها حافل بالفبركة، بالأمس القريب خرجت تقارير أثارت الجدل ذكرت أن حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق يشغل منصب مستشار لدى ولي العهد السعودي، في 16 نوفمبر الماضي، ورغم ذلك أصدرت السفارة السعودية في واشنطن تكذبا نسف مزاعم "نيويورك تايمز".
في يوليو 2012، حرف مراسل نيوريوك تايمز بالقاهرة ديفيد كيركباتريك، تصريحات على لسان المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا وقتها، حيث ذكر في تقريره الذي ثبت تحريفه، أنها قالت له إن "العسكريين كانوا يخططون مع واحد من أرفع القضاة للحفاظ على سلطتهم ومنع صعود الإسلاميين، وإنها نصحت المجلس العسكرى بعدم التنازل عن السلطة قبل كتابة الدستور الجديد"، لم تمر ساعات على التقرير "الكاذب" حتى خرجت المستشارة تهانى الجبالى ونفت تماما ما نشر وقالت "إنه انحراف صحفى وإن الجريدة تخدم الصهاينة، وإنها ستقاضى الجريدة والمراسل وإنه لم يحدث أي حوار أو تصريحات أو لقاء مع المراسل".
لسنا هنا بصدد إثبات علاقة نيويورك تايمز بجماعة الإخوان، فالأمر مفضوح منذ نهاية العام الماضي وتحديدا بعد فشل دعوات الإخوان المعروفة بـ ١١/١١، وقتها عقد إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي في أوروبا اجتماعا حضرته أطراف وقيادات المكاتب العالمية وهم إخوان أمريكا والاْردن وشمال أفريقيا وقرروا شراء مساحات في عدد من الإصدارات العالمية ومنها "نيويورك تايمز"، وتم الاتفاق على أن يتم النشر خلال ثلاث سنوات مدفوعة الأجر بقيمة ٥٠ مليون دولار على أن يقوم مكتب كريكلوود بإرسال المواد والمقترحات والفيديوهات للموقع، فتم وضع الملف المصري على قمة ثلاثة إصدارات صحفية عالمية منها النيويورك تايمز بتمويل كامل من التنظيم الدولي - والجارديان والإندبندنت بتمويل قطري.
ما فعلته الصحيفة الأمريكية هذا الأسبوع كان دربا آخر من دروب الفبركة واللعب الإخواني، تقرير صادر عن المراسل الدولى للصحيفة "، ادعى تسريبات لتسجيلات في حوزته لضابط مخابرات مصرى مزعوم، يقدم فيها توجيهات إلى عدد من مقدمى البرامج التليفزيونية "سعيد حساسين وعزمي مجاهد ومفيد فوزي والفنانة يسرا" فى مصر بشأن تناول موضوع "القدس" فى الإعلام المصري.
كما أن الأمر سيكون دربا من دروب الفبركة لو حاول أي شخص أو جهة إثبات أن مصر لم تحمل على عاتقها القضية الفلسطينية، فمنذ البداية كان التحرك على جميع المستويات، حتى المصالحة بين الأطراف الفلسطينية من قلب القاهرة.
5 نقاط هامة ستكون قادرة على وضع هذا التسجيل إلى جانب إخوته على رف الفبركة، لكن قبل سردها يجب أن نضع في أذهاننا سؤالا هاما.. لماذا هذا التوقيت؟. وضع في الخلفية صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي بجوار البابا تواضروس من داخل كاتدارئية العاصمة الإدارية في قداس عيد الميلاد، ومعها مشاريع أنفاق الإسماعيلية وعدد المشروعات التي تفتتحها مصر هذه الأيام.
أولا: التسجيل الذي ادعته الصحيفة الأمريكية لم تنشره هي، إنما كان حكرا على قنوات جماعة الإخوان "مكملين والجزيرة" وأخواتهم دون غيرهم، هذا بالطبع يكشف نوايا هذا التسريب، اللعبة كانت إخوانية منذ البداية وابتلعتها نيويورك تايمز.
ثانيا: التقرير المنشور يقول إن من قام بالاتصال هو نقيب من المخابرات العامة، دون أن يقدم للقراء أدنى دليل على أن هذا الشخص ينتمي إلى المخابرات المصرية أصلا، أو أن هذا الاسم موجود من الأساس، الأمر كان واضحا في استخدام اسم هذه المؤسسة من البداية "مجرد عملية لإرسال درجة من الشك لدى المواطن المصري بأن أجهزة الدولة مخترقة.
ثالثا: الشخص المتحدث في التسجيل كانت لديه صعوبة بالغة في إثبات أنه مصري، بينما فضحته أخطاء اللهجة التي وقع فيها، كان هذا واضحا لكل من استمع إلى صوته.
رابعا: ظهرت صور المذيعين سعيد حساسين ومفيد فوزي وعزمي مجاهد والفنانة يسرا في التسجيل دون ظهور صور الشخص في الطرف الآخر هذا يؤكد أن الأخير هو من يقوم بعملية التسجيل، إذا هو من أجرى الاتصال وسرب.
خامسا وهذا مهم جدا: إذا افترضنا صحة التسجيل، الذي جاء فيه طلب صريح وواضح من الشخص المجهول إلى الإعلاميين بالترويج للموافقة على إعلان الرئيس الأمريكي دولاند ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل، أتحدى أي شخص أن يأتي بفيديو واحد لهؤلاء الإعلاميين وهم يروجون لهذه الفكرة المزعومة، النتيجة لا شيء، لأن هذا لم يحدث، ثم أني أتعجب ما دخل الفنانة يسرا أصلا بهذه الأمور السياسية.
بعد كل هذا لن تجد من يولولون على الحريات، سيكونون "أوف لاين"، هل تذكرون ما حدث عندما خرجت تسريبات لعدد من النشطاء في الإعلام المصري؟!، قامت الدنيا ولم تقعد، بكاء ولطم على كافة الأصعدة، ناهيك عما فعلته المنظمات إياها وقتها... أين هم الآن؟