3 سيناريوهات تحدد مستقبل الربيع الإيراني والمنطقة على أنغام هتافات "الموت للمرشد"
الخميس، 04 يناير 2018 03:43 م
"الموت للمرشد.. يسقط روحاني" هتافات لم تطرق مسامع القابعين على عرش الحكم في إيران، منذ مجيئهم إلى طهران على أسنة رماح الثورة الإسلامية المزعومة التي أسس لها المخادع الأكبر.
آية الله الخميني عام 1979.
وبعد ما يربو على 37 عاما، عاث فيها رجال الملالي فسادا داخل بلادهم، حتى تجاوز هذا الفساد حدودهم، ونشروا فتنهم فيما حولهم من مجتمعات، فأسقطوا بعضها، وما زالوا يقاتلون لإسقاط بعضها الآخر، إذا بهم يفاجأوا بالهتافات الرافضة لبقائهم، تدوي في آذانهم، وتضرب رؤوسهم بكل قوة، فما مستقبل إيران على أنغام الهتافات المناوئة لبقاء عصابة المرشد؟ وما أثر ذلك على مستقبل المنطقة؟
المراقبون السياسيون يرون أن مستقبل إيران تحكمه 3 سيناريوهات لن تخرج عنها النتيجة النهائية لما يجري، ميشرين إلى أن لكل سيناريو منها أثر مختلف على مستقبل المنطقة.
أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة الزقازيق، الدكتور أحمد النادي، يرى أن من أهم السيناريوهات المتوقعة في ظل التصاعد اليومي للأحداث، هو أن تنجح الانتفاضة الحالية، في إحداث الأثر المطلوب، وإسقاط حكم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق السياسية، والأيدولوجية في المنطقة بالكامل.
وقال لـ"صوت الأمة": "انهيار نظام الملالي، سيكون له أثر مباشر، وسريع على المنطقة، فهو سيؤدي إلى توقف الدعم المالي، والعسكري، الذي تتلقاه الميليشات التابعة لإيران في سوريا، والعراق، ولبنان، وكذلك في اليمن، وهو ما يعني فقدان هذه الميليشيات لبوصلة التوجيه".
وأضاف: "فقدان هذه الميليشات التي تعيش على إمدادات الملالي، لما تتلقاه من دعم، سيكون له أثر كبير على تراجع ما تمارسه هذه الميليشات من إرهاب في الدول التي تتمركز بها، فإذا أضفنا إلى ذلك المقاطعة التي كفت أيدي قطر عن مساندة هذه الميليشات بشكل مباشر، ستكون النتجية هي القضاء عليها، واستعادة الهدوء في مختلف البؤر الساخنة في المنطقة.
في المقابل، حذر الدكتور ناجي هدهود، الأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الآسيوية، أن التفاؤل المفرط، في ملف إيران، وترسيخ الاعتقاد بأن نظام الملالي أصبح على وشك الانهيار؛ لأن ذلك سيؤدي إلى تراخي المواجهة، مما يمكن هذا النظام من توجيه ضربات قوية للدول المجاورة، إذا أفلت من الانتفاضة الحالية.
وقال لـ"صوت الأمة": "ما زال النظام الإيراني يمتلك أوراقا للإفلات من الانتفاضة الشعبية الحالية، فهو لم يلق بأتباعه والمأجورين من مرتزقته لمواجهة الشعب الثائر، سواء كانوا مدنيين، أو عسكريين من التابعين للحرس الثوري".
وتابع: "من المحتمل أيضا أن يحاول النظام الإيراني، الإفلات من التداعيات الداخلية بإشعال حرب إقليمية، أو على الأقل إطلاق موجة إرهابية شديدة؛ للانتقام من الدول المجاورة، لا سيما بعد أن اتهم المرشد خامنئي دول المنطقة بشكل صريح بالمسؤولية عما يجري، دون أن يعترف بخطايا نظامه".
السيناريو الأخير، الذي ألقى الضوء عليه، "هدهود"، هو الوصول إلى حل وسط، يقدم فيه النظام تنازلات مرضية للشعب، وللمعارضة، مقابل أن يبقى على رأس الحكم، موضحا أن هذا لن يكون له تأثير كبير؛ لأن المعارضة ضعيفة، ولن تستطيع أن تحقق مكاسب سوى التي سيتنازل عنها النظام، كما أنها لا تختلف في حقيقة توجهاتها القومية، والأيدولوجية، نحو الدول المجاورة، الأمر الذي سيجعل الأمور لا تراوح مكانها كثيرا، داعيا إلى مزيد من الصبر، والترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة.