"المصلحة تحكم".. الموساد يوصي الكنيست بالحفاظ على السلطة الفلسطينية

الكثير من المواقف المثيرة للاستغراب صدرت من قبل جهاز الاسخبارات الإسرائيلية (الموساد) على عكس ما تتجه سياسة الاحتلال العنصرية تجاه القضية الفلسطينية، التي تشهد تسارع في الأحداث خلال الفترة الأخيرة، بداية من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وصولًا إلى تهديد الولايات المتحدة بقطع المساعدات عن فلسطين، حيث دعا رئيس الشاباك الإسرائيلي صراحة بضرورة الحفاظ على السلطة الفلسطينية، الأمر الذي طرح سؤالًا مهمًا لماذا يتخذ الموساد موقف رافض للتوجه الذي يدعو لتضييق الخناق على الفلسطينيين؟.

وعلى الرغم من أن التوجه الإسرائيلي العام في هذه المرحلة هو إحراز أكثر مكاسب في صراعهم مع العرب في ظل إدارة أمريكية جديدة تتماشى مع سياسات اليمين المتطرف الإسرائيلي، إلا أن  بقراءة تعليقات الموساد على الاحداث المتسارعة في فلسطين سيتضح أن رؤيته هو عدم التسرع في جلب المكاسب خوفًا من الاصطدام بمشاكل وأزمات وإيقاد نيران فلسطينية لم يقدر الإحتلال الإسرائيلي على إطفائها.

وكان أبرز المواقف المثيرة الصادرة من قبل الموساد تجاه الوضع الفلسطيني هو الرافض للقانون الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي أمس بالقراءة التمهيدية وهو  الرامي لتطبيق عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث  حذر جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، على المستوى السياسي من تداعيات قانون كهذا على اشتعال الوضع الفلسطيني بأكمله، وقال أنه يعتقد أن تطبيق هذا القانون المثير للجدل، من شأنه أن يتسبب في تصعيد من جانب المقاومة الفلسطينية، يتمثل في عمليات اختطاف واسعة، بغية مساومة الحكومة الإسرائيلية على إطلاق سراح الأسرى الذين يفترض أن يواجهوا مستقبلاً تلك العقوبة.

وفيما يخص التهديد الأمريكي بقطع المساعدات الأمريكية عن السلطة الفلسطينية، في حال عدم القبول بالوضع القائم، قدم الموساد تقريرًا إلي الكنيست أشار فيه إلى أهمية الحفاظ علي السلطة الفلسطينية و عدم الانجرار وراء فكرة الضغط عليها لإسقاطها لاسيما وأنها امام المجتمع الدولي هي الخيار الشرعي المسؤول عن أية احداث يمكن أن تضرب العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية، حيث يمكن الرجوع إليها وتحميلها مسؤولية أية أضرار أمنية، إضافة إلي توصية الكنيست بالتواصل مع واشنطن لعدم قطع التمويل عن المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن تمويل الموقف الفلسطيني بأعتبار قطع المعونه سيكرس المسؤلية الاسرائيلية عن قطاع غزة و أراضي السلطة.

وكان التلفزيون الإسرائيلي نشر تقريرًا عن تقييم الشاباك للسياسات الخانقة للسلطة الفلسطينية، حيث قال رئيس الشاباك "أن السلطة الفلسطينية يجب عدم الضغط عليها لأن أي هزة في الحكم فان حركة حماس سوف تستلم الحكم بكل سهولة وسيكون استبدال الحكم لصالح حماس واوصى بمواصلة التنسيق الامني مع الاجهزة الامنية الفلسطينية وقال ان الوضع مضلل جدا وغير مستقر، ناصحًا رئيس الشاباك باخذ الحيطة والحذر لاسيما ان العام الماضي تم منع 400 عملية نوعية كانت ستقع داخل الاحتلال الإسرائيلي.