تفاصيل إحباط أكبر عملية للمخابرات التركية في المنطقة.. العمال الكردستاني يكشف
الأربعاء، 03 يناير 2018 09:56 مالسيد عبد الفتاح
حزب العمال الكردستاني يحصل على معلومات تفصيلية عن جهاز المخابرات التركي وعملاؤه
ضباط كبار في "الميت": تلقينا الأمر بالعملية من أردوغان مباشرة
ضباط كبار في "الميت": تلقينا الأمر بالعملية من أردوغان مباشرة
كشف حزب العمال الكردستاني، النقاب عن تفاصيل إحباطه أكبر عملية مخابراتية تركية ضد الحزب، كانت تستهدف خطف قيادات كبيرة في الحزب في مقدمتهم "جميل بايك" الرجل الثاني في الحزب بعد زعيمه عبد الله أوجلان.
الحزب كشف النقاب عن هوية الضابطين الكبيرين في جهاز المخابرات التركية المعتقلين لديه، المكلفان بقيادة العملية، وقال إنهما "أرهان بكجتين" و"آدين جونل"، وأنهما شغلا مواقع كبيرة بالجهاز ونفذا عمليات عديدة بمناطق مختلفة من كردستان وتركيا لمدة 20 عاما، بعدها شغلا مناصب في جهاز الأمن القومي التركي. حيث شغل "أرهان بكجتين" منصب رئيس شئون الأنشطة الانفصالية العرقية المحلية. أما "آيدن جونل" فهو مسئول كبير عن عمل عناصر وعملاء الجهاز، ما أتاح للرجلين علاقة مع كافة دوائر جهاز المخابرات التركي الأخرى، وكانوا على علم بكافة مخططاته بشكل مباشر أو غير مباشر لهم علم بكافة الخطط والعلميات.
أرهان وآيدن أدليا باعترافات تفصيلية حول العملية وتوقيتها وهدفها، وكذلك معلومات مهمة للغاية عن جهاز المخابرات التركي المعروف اختصارا" الميت" من حيث كيفية التنظيم، والعاملين فيه ومراكزه وعلاقاته الخارجية والداخلية، وعملائه في تركيا وخارجها، والكثير من أنشطته الاستخبارية في العالم، وكشفا أيضًا عن هوية عملاء الجهاز في أوروبا والعراق وسوريا. واعترف الضباط بأنهم تلقوا التعليمات بالعملية مباشرة من الرئيس التركي أردوغان، وهاكان فيدان رئيس الجهاز، واللذين كانا يتابعان كل مراحلها خطوة بخطوة.
وخلال التحقيقات معهما ذكر الضابطان أنهما كانا مكلفين بقيادة فريق من العملاء ووحدة عسكرية من القوات الخاصة نظراً لحجم العملية الكبير، ومسرحها وهو جبال قنديل معقل الحزب الحصين على الحدود التركية العراقية الإيرانية. وأنهم قبل شهر أغسطس الماضي توجهوا إلى مدينة السليمانية في شمال العراق، وبالتحديد في منطقة قريبة من سد دوكان القريبة من جبل قنديل، وهناك التقوا بعدد من عملائهم المحليين وبدأوا في رسم الخطة اللازمة، إلا أن حزب العمال الكردستاني كان لديه معلومات حول وجودهم بالمنطقة فنفذ عملية نوعية تمكن بها من القبض على كل الفريق المكلف بالعملية.
وفي الوقت الذي كان أردوغان ينتظر فيه "الخبر السار" بنجاح العملية، إلا أن خبر اعتقال رجاله نزل عليه كالصاعقة، ليبدأ على الفور ضغوطه على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ـ الذي وقعت العملية في المنطقة التي يسيطر عليها ـ للقيام بوساطة يتم من خلالها استعادة الضباط المقبوض عليهم، إلا أن محاولات الحزب ـ الذي لم يكن لديه علم بالعملية نهائيا ـ باءت بالفشل مع اصرار حزب العمال الكردستاني على عدم تسليم رجال المخابرات التركية . ليعاقب أردوغان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بإغلاق مكتب الحزب في أنقرة الموجود منذ حوالي عشرين عاما، وطرد ممثله "بهروز جلالي" الذي يحظى بعلاقات قوية للغاية مع أردوغان وأركان نظامه.
الحكومة التركية من جانبها قالت إن حزب العمال الكردستاني اختطف دبلوماسيين أتراك في إقليم كردستان العراق، وطالبت بالإفراج عنهم، ومقابل ذلك التزم حزب العمال بالصمت مع موقف رافض لكل محاولات الوساطة للإفراج عن الضباط الأتراك. وواصل التحقيقيات مع الضباط والعملاء المقبوض عليهم، والتي توصل من خلالها الحزب إلى معلومات تفصيلية حول العملاء السريين للمخابرات التركية في كردستان وأوروبا، والشبكات التي شكلها الجهاز لملاحقة أعضاء الحزب وتنظيماته في أوروبا. وتمكن الحزب من خلال هذه التحقيقات والاعترافات من التوصل إلى معلومات مؤكدة بوقوف جهاز المخابرات التركي وراء عملية اغتيال ثلاث قيادات نسائية لحزب العمال في باريس قبل نحو عامين.
وكشف قياديون بالحزب أنه بهذه الاعترافات تمكنوا من احباط عدد من العمليات التي كانت المخابرات التركية تخطط لتنفيذها ضد الحزب وقياداته وعناصره.
وبهذه العملية تلقى أردوغان وجهاز مخابراته صفعة قوية للغاية ليس فقط باعتقال ضباط كبار في الجهاز وإنما في خطورة المعلومات التي كشفوها لحزب العمال، والتي ستوجه العديد من الضربات للمخابرات التركية في الأيام المقبلة.
ضابط مخابرات تركي
ضباط مخابرات أتراك