زيارة أثارت جدلا في الأوساط السياسية، بطلها دائما تتبعه علامات الاستفهام، اعتُقل سابقا بتهم تلقي أموال من الخارج والإساءة لصورة مصر والتجسس لحساب أمريكا.
مساء اليوم الثلاثاء، ألقى "سعد الدين إبراهيم" مدير مركز ابن خلدون للدراسات محاضرة عن ثورات الربيع العربي فى مصر والدول العربية بمركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب، تحت عنوان "الاضطرابات السياسية في مصر: إعادة النظر في التاريخ".
وتجري جامعة تل أبيب على مدار 3 أيام جلسات بمناسبة مرور 100 عام على ثورة 1919 وما تبعها من ثورات أخرى مرت بها مصر مثل ثورة 23 يوليو وثورات الربيع العربي في مصر ودول أخرى.
خطوة إبراهيم أثارت تساؤلات حول علاقة الرجل بتل أبيب، وما الهدف الفعلي من زيارة المفكر الشهير خاصة في هذا التوقيت؟، لماذا يضرب بمشاعر المصريين تجاه التطبيع مع إسرائيل عرض الحائط، أم أن المسألة تتعدى فكرة التطبيع أو حتى محاضرة عن الربيع العربي؟
ويشارك سعد الدين إبراهيم في إلقاء المحاضرات البروفيسور شيمون شامير، والذي عمل كسفير لإسرائيل في مصر والبروفيسور أفياد كلاينبرج والبروفيسور أوزي رابي والدكتورة ميرا تسوريف، وشلومو أفينيري أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية الذي عمل مديرا عاما في وزارة الخارجية الإسرائيلية في حكومة إسحق رابين، والذي سيحدد محاضرته عن المجتمع المدني في مصر وتراثها الفرعوني.
جانب من محاضرة سعد الدين إبراهيم في جامعة تل أبيب
فضيحة تركيا واللقاء مع قيادات الجماعة
وليست هذه المرة الأولى لسعد الدين إبراهيم والتي يثير فيها الشبهات بسبب زياراته الخارجية، ففي مارس 2016 أحيطت زيارة إلى تركيا بقدر كبير من الغموض بسبب تضارب التصريحات حول لقائه بعدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية ومعارضين مقربين منهم.
وقتها أطل الرجل على وسائل إعلام واعترف صراحة أنه سافر إلى تركيا لإلقاء محاضرات علمية، وأثناء وجوده التقى قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، وأيمن نور زعيم حزب غد الثورة.
وقال سعد الدين إبراهيم مبررا الزيارة إلى تركيا ولقائه بقيادات الإخوان، إن الأمين العام للجماعة طالبه بشكل – غير صريح- بحسب قوله، بتجديد طلب مصالحتهم مع الدولة، مشيرا إلى أنه توجه لاسطنبول منذ أيام والتقى أيمن نور، ومنصف المرزوقى، ومحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، وجميع الشخصيات التى دعته للمقابلة التقى بهم.
الخطوة أثارت جدلا واسعا، رأي قطاع عريض من المحللين السياسين، أن سعد الدين إبراهيم قدم نفسه للإدارة الأمريكية بأنه يمكن أن يكون جسرا للعلاقة بينهم وبين الإخوان، وهو سجن مع قياداتهم فى التسعينيات، وطلبوا منه القيام بتلك المهمة، ومن ثم فقد لعب دورا فى فتح حوار بين الإخوان وبين الأمريكان قبل 25 يناير، وقبول الأمريكان بمجئ الإسلاميين إلي السلطة وترشحهم لها إذا اختارهم الشعب وإذا لم لم تهدد المصالح الاستراتيجية الأمريكية والمصالح الإسرائيلية .
وأشار المحللون إلى أن إبراهيم لعب دورا من قبل في تأسيس ما أطلق عليه الجهاد الديموقراطي وهو التفاوض مع مجموعات من الجهاديين القدامى ومنهم نبيل نعيم وبعض أصدقائه لإعلان ماسمى بالجهاد الديموقراطي، وهى دعوة كان القصد منها مخاطبة الإدارة الأمريكية والمهتمين بالظاهرة في الغرب أنه يعمل من أجل احتواء الإسلاميين الجهاديين والإخوان بعيدا عن التيارات المتشددة القاعدة وداعش.
بعدها ظهر جليا مساعي وتحركات المفكر الديمقراطي للترويج لفكرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، فقد اتهم مباشرة بتلقي أوامر بالترويج لهوجة المصالحة تحت أى ظرف لتخفيف الضغوط الدولية على الجماعة الإرهابية ومحاولة غسيل سمعتها وتبييض وجهها.