"يوسف زيدان" عايز أيه ؟
الأحد، 31 ديسمبر 2017 06:50 م
أؤكد أن الكاتب الروائى "يوسف زيدان" الذى بدأ السير على ذات شطط "نوال السعداوى، وسيد القمنى" وغيرهم ممن اختاروا طريق "خالف تعرف" ليس بـ "العبيط" وأنه يعى تماما ما يطرح من أفكار"مغلوطة" تساند الأطروحات والخرفات التى يروج له "الصهاينة" وأن الأمر لا يزيد عن انه يسعى لـ "جائزة عالمية" ضخمة، قد يحصدها قريبا بمساندة من يدعهم.
ولعل ما يدعو للأسف هنا، ليس موقف "زيدان" فقط، ولكن موقف أجهزة الإعلام التى جعلت منه ضيفا دائما يطرح من خلالها خرفاته وأفكاره المستفذه والمشككة، لدرجة جعلت سفارة "العدو الصيونى" فى مصر، تتقدم له بالشكر عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" تقديرا لأفكاره المساندة لـ "بنى صهيون" وتبنيه لذات الخطاب الذى يروج له العشرات من المفكرين الصهاينة.
فمنذ أيام خرج علينا "زيدان" مدعيا (أن المسجد الأقصى كان عبارة عن قطعة أرض مليئة بالقمامة وروث البهائم، ولم يكن يوجد بها سوى قطعة آثار متبقية من التراث اليهودي القديم، وأن المسيحيين في القدس كانوا يهينون تلك القطعة من الأرض، حتي أتى عمر بن الخطاب ونظف المكان وصلى فيه) محاولا طمس كل ما ذكره القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والتاريخ الإسلامى، عن أول القبلتين وثالث الحرمين، وفى توقيت يخوض العرب المسلمين معركة دولة فى مواجهة أمريكا وإسرائيل للحفاظ على عروبة وإسلامية "القدس".
كما خرج علينا "زيدان" أيضا واصفا البطل العربى ومحرر القدس "صلاح الدين الأيوبى" بـ "أحقر زعماء التاريخ" وأن الفنان"أحمد مظهر" هو من جعل منه بطلا تاريخيا من خلال فيلم "الناصر صلاح الدين" مؤكدا أنه " كان نصيراً لليهود من قبل وعد بلفور بمئات السنين، وأنه خالف عهد عمر بن الخطاب وأدخل اليهود فى أواخر القرن السادس الهجرى لأورشليم، مما جعل اليهود يطمحون بعد ذلك فى إقامة الهيكل السليمانى على أطراف المسجد الأقصى، وأنه قتل من المسلمين أضعاف ما قتله من الصليبيين، وأمّن الحاخام اليهودي الشهير "موسى بن ميمون" وعينه طبيبا ومستشارا خاصا له".
كما وصف "زيدان" الزعيم الراحل "أحمد عرابى" بـ "الفاشل" وأنه كان السبب فى الاحتلال البريطانى لمصر، وأنه أمر جنوده باستباحة الإسكندرية وحرقها، مخالف كل الروايات التاريخية التى اعتبرت "عرابى" بطلا شعبيا، و"الثورة العرابية" من أهم وانبل الثورات فى تاريخ مصر، حيث قامت على أكتاف ابناء الشعب من عمال وفلاحين، لدرجة أن المعتمد البريطانى فى مصر فى ذلك الوقت "اللورد كرومر" كتب عنها قائلا: "لقد قامت فى مصر ثورة عظيمة فى عام 1881" واعتبرها المؤرخون جزءً من الحركة الوطنية المصرية.
وإمعاناً فى الشطط أكد "زيدان" أن "شرب "النبيذ" عند الأحناف "حلال" وعند الشافعية "حرام" وأن مذهب مصر الرسمي هو الحنفية، والفعلي هو الشافعية، ومن ثم فإن شرب النبيذ "حلال".. كما أكد أن "عمر بن الخطاب" أوقف نص قرآني وحكم شرعى، حتى ينقذ الناس من الدماء، وأنه لم يتورط فى حروب مثل خالد بن الوليد، مع اليهود لعدم دفع الجزية.
كما وصف "عبدالملك بن مروان بـ"السافل" وقام بهدم "الكعبة" مرتين، وقام ببناء "مسجد قبة الصخرة" من أجل توجيه المسلمين للصلاة فيه كبديل عن "الحج" مدعيا أن الصحابة، ومعهم ابن تيمية اعتبروه "كلام فاضي".
للأسف إن "زيدان" يحمل درجة الدكتوراة فى "الفلسفة" وليس "التاريخ" وأن كل إدعاءاته بعيدة عن التخصص، ولاتخرج عن مجرد "الشطط" الذى يفتقد لـ "المنهح العلمى" وكل ما يسعى إليه هو مجد شخصى، على حساب تاريخ ورموز الأمة، وقد يكافأ دولياً فى القريب العاجل على الدور الذى يلعبه، بمساندة من يدعمهم ويروح لأفكارهم.