قلق بدول دعم الإرهاب.. إيران على خطى تركيا وقطر بعد اشتعال مظاهرات الفقراء
الأحد، 31 ديسمبر 2017 08:00 م
تعيش دول إيران وسبقها تركيا وقطر، وهي الرؤس الثلاث الداعمة للارهاب في المنطقة العربية، حالة من القلق بعد الاندفاع الجماهيري نحو الشوارع للمطالبة باسقاط أنظمتها.
مظاهرات في إيران
منذ 4 أيام تندلع مظاهرات عنيفة في إيران عقب صدور قرار برفع أسعار الوقود بنسبة 50 % ، نتج عنها صدام بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفر عن مصرع اثنين من المتظاهرين، علاوة علي إصابة العشرات إلي جانب اعتقال عشرات المواطنين من المعترضين علي القرارات الجديدة .
كان القرار الذى اتخذته حكومة الرئيس حسن روحانى، برفع أسعار الوقود بنسبة وصلت إلى 50 % فى موازنة العام المالى الجديد، فضلا عن استبعاد أكثر من 30 مليون شخص من الدعم النقدى الذى تقدمه الحكومة، بمثابة الشرارة الاولي لخروج المواطنين الغاضبين للتعبير عن رفضهم لتلك القرارات، حيث زحف المواطنون الفقراء تحت شعار " لا للغلاء " فى عدة مدن منددين بسياسات طهران فى إنفاق أموال طائلة فى سوريا والعراق ولبنان لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما أدي الي افقار المواطنين .
واندلعت المظاهرات الاولي في مدينة مشهد ، وخرج الالاف مرددين عبارات " الموت لروحانى" و"الموت للدكتاتور" " اتركوا سوريا وانظروا لحالنا، كما خرجت احتجاجات فى مدينتين آخريين شمال شرق البلاد، وامتدت إلى مدن كرمانشاه التى تضم المئات ممن يعيشون ظروف صعبة عقب تهدم منازلهم فى الزلزال الأخير، إضافة إلى شيراز الجنوبية.
كما قام المتظاهرون بالهجوم على المباني الحكومية في طهران، وهو ما قابلته قوات الامن بقتل اثنين من المتظاهرين ، كما قام وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فاضل م باتهام من يتحدثون عن الاحتجاجات على وسائل التواصل التواصل الاجتماعي بمحاولة نشر الخوف والعنف.
الغريب أن السلطات الإيرانية ألقت بتهمة مقتل متظاهرين على عملاء أجانب ومحرضين مندسين بين المتظاهرين، نافية أن تكون قوات الأمن قد اطلقت النار علي المتظاهرين، كما قامت وزارة الاتصالات بإصدار قرار بحظر تطبيق إرسال الرسائل النصية في الهواتف المحمولة " تلجرام" والتي تطالب بخروج المواطنين للاعتراض علي القرارات الاخيرة .
كما انتشرت مقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، لاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في مدينة شيراز بعد أن رفع المحتجون شعارات مثل: "الحرية أو الموت"، "اذهب أيها الشرطي وألقِي القبض على السارقين".
وأعلن مسئول في الأمن الإيراني بمدينة مشهد عن اعتقال 52 متظاهرا في شوارع المدينة الأكبر بعد العاصمة طهران بعد أن هتف المحتجون بشعارات ضد الرئيس حسن روحاني والمرشد علي خامنئي.
وتفنن النظام الايراني فى كيفية دعم المنظمات والميليشيات المسلحة الشيعية فى المنطقة، وبالفعل تحرك عبر محورين، الأول هو محور "حزب الله" الشيعى اللبنانى، الذى كان سببا قبل نحو 10 سنوات فى تدمير البنية الأساسية اللبنانية بمشاركته فى حرب غير متكافئة وغير محسوبة، باعتراف حسن نصر الله نفسه، علاوة علي دعم الحوثيين في اليمن، وهو ما أدي إلي اشتعال الأوضاع في اليمن بعد وصول أفراد من الحرس الثوري الايراني إلي اليمن والمشاركة في خوض معارك ضد النظام ، كما ساهموا في اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ولم يكتفي الحوثيين بذلك بل وجهوا ارهابهم إلي المنطقة العربية ، حيث يقوم الحوثيين وبدعم من ايران بإطلاق صواريخ علي المدن السعودية، وهو ما ادي الي تكوين خلف عربي ضد الحوثيين وايران في اليمن .
وكشفت أحد التقارير السرية لخبراء في الأمم المتحدة تم رفعه إلى مجلس الأمن الدولي أن إيران تقدم أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن منذ عام 2009 على الأقل.
وجاء في التقرير، أنه بعد تحقيق أجراه الخبراء ثبت أن السلطات اليمنية عندما اقتادت عام 2013 سفينة جيهان الإيرانية كانت تنقل أسلحة إلى الحوثيين.
وتفيد المعلومات، التي تم الحصول عليها بأن "هذه السفينة سبقتها عمليات تسليح أخرى في اليمن تعود إلى عام 2009" .
مظاهرات ايران
توتر في تركيا
تعيش تركيا منذ تعرض رجب طيب أردغان لانقلاب حالة من القلق والتوتر، وقد حاول أردوغان فرض قبضته الأمنية علي البلاد ، وهو ما أدي إلى اشتعال المظاهرات الغاضبة في كل مكان قابلها سلسلة من الاعتقالات لمعارضيه، حيث وصلت قائمة الاعتقالات الي اكثر من 60 الف معتقل علاوة علي فصل الالاف من وظائفهم بدعوي التآمر عليه والاتصال والانتماء لجماعات وكيانات إرهابية تعمل ضد الأمن القومي التركي، وقد وصلت قرارات الإقالة أو الايقاف عن العمل لنحو 150 ألف شخص ما بين جنود وأفراد في الشرطة ومعلمون وموظفون حكوميون .
في المقابل احتشد الآلاف من الأتراك في مسيرات "من أجل العدالة " بقيادة زعيم حزب المعارضة كمال أوغلو بعد سجن أحد نواب حزبه، وانضم عدد من المواطنين الساخطين على حكم اردوغان إلى أوغلو ، ولا تزال الاعتراضات والمظاهرات مستمرة ولا تزال عمليات الاعتقال التي يقوم بها أردوغان مستمرة أيضا مع حالة سخط ومظاهرات تندلع بين الحين والاخر .
تركيا
أزمة تميم في قطر
الأوضاع في قطر تشبه إلى حد كبير الأوضاع في تركيا وايران، حيث تشهد الدوحة مظاهرات حالة من الغليان منذ أكثر من عام، علاوة على اجتماع العائلات القطرية الكبري .
وشهدت شوارع العاصمة القطرية حالة من الاستنفار الأمنى، تزامنًا مع الدعوات التى أعلن عنها العديد من المعارضين القطريين ضد النظام القطرى، تحت شعار "جمعة الغضب" في 13 أكتوبر الماضي ضد الأمير تميم بن حمد، تحولت المظاهرة إلى حملة لتوعية القطريين عبر " تويتر" لكشف الأكاذيب التى يدعيها نظام تميم.
واستخدم المعارضون القطريون موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، لكشف تورط تميم مع إسرائيل وعقد تحالفات بمئات الآلاف من الدولارات من جيوب الشعب القطرى، بالإضافة إلى الترحيب بهم فى مونديال الكرة الشاطئية على حساب الشعب القطرى.
كما اجتمع سلطان بن سحيم آل ثاني، أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر، مع عائلة "آل ثاني" من أجل إنقاذ الدوحة، بالتزامن مع احتفالها باليوم الوطني، وقد طالب الحاضرون بضرورة العمل علي اعادة الهدوء إلي قطر مستنكرين إجراءات تميم التي اتخذها ضد المعارضين وأهمها سحب الجنسية، والذي اعتبروه أمراً مرفوضاً لأي مواطن قطري .
في قطر