ياريتك ما بنيت بيتك.. المستفيدون "طفشوا" علشان الخدمات
الأحد، 31 ديسمبر 2017 07:00 م
مشروع ابنى بيتك من المشروعات التى تركت بصمة سلبية بمدينة السادس من أكتوبر، ويواجه المشروع أزمات متكررة منذ بدء العمل به عام 2008، وخاصة على مستوى الخدمات التى تكاد تكون معدومة، رغم وجود المئات من الأسر التى تعيش هناك منذ سنوات.
عامود كهرباء تالف
ويتسم مشروع إبنى بيتك بعدة عوامل تجعله مميزا عن المناطق الأخرى، منها الطرق غير الممهدة فى المحاور الرئيسية للمدينة، وعدم وجود وسائل مواصلات حتى السيارات الخاصة لا تسطيع المرور فى المدينة بسهولة، نظرا لعدم تنفيذ الخدمات بالمنطقة منذ 2007 وحتى الآن وفقا لمحمود حزمان أحد المستفيدين من المشروع بالمنطقة السابعة، حيث لا تتعدى نسبة التنفيذ حتى الآن 15% فقط، على مستوى المياه والكهرباء والصرف الصحى وشبكة الطرق وسائل المواصلات، كما أن بعض الخدمات تشهد أزمات متكررة لعدم جودة التنفيذ على المستوى المطلوب مثل خدمات الصرف التى تشهد حوادث انفجار بشكل مستمر.
المستفيدون طفشوا: 15 ألف مستفيد متبقى منهم 215 أسرة
الأزمات التى تشهدها أرض المشروع حتى الآن دفعت عدد كبير من المستفيدين على الهروب من المنطقة رغم إنتهاء بناء منازلهم، حيث يبلغ عدد الأسر الموجودة فى المنطقة السابعة وفقا لتقدير حزمان 215 أسرة فقط من أصل 15 ألف مستفيد تضمهم المنطقة وفقا للقرعة التى أجريت للمشروع، ويكمل أن انعدام الخدمات الأمنية فتح الباب للعرب لفرض اتاوات على المستفيدين من المشروع، وكان المشروع يحتوى على نقطة شرطة فى المنطقة الثانية ولكن تم إلغاؤها منذ فترة لأسباب غير معروفة، ومنذ ذلك الوقت والمشروع يشهد حوادث تتكرر يوميا وخاصة حوادث سرقة المنازل.
وينقسم مشروع إبنى بيتك إلى 7 مناطق سكنية، ويعتبر الحى السابع الأكثر كثافة سكانية بين المناطق، وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 134 ألف فدان، موزعين على 42 ألف مستفيد فى مدينة السادس من أكتوبر و20 ألف مستفيد بمدينة العاشر من رمضان.
كابينة كهرباء خارج الخدمة
120 محل تجارى و6 وحدات صحية تسكنها الأشباح
وتتحمل هيئة المجتمعات العمرانية مسؤولية عدم تنفيذ الخدمات بالمشروع منذ بدء تسليم الأهالى الأرض عام 2008 وحتى الآن، كما يؤكد خالد قمر أحد المقيمين بالمشروع، حيث الزمت الهيئة فى بداية المشروع بتنفيذ كافة بنود التعاقد على المستفيدين والتى اشترطت بناء الأراضى خلال عام، وسحبت الأراضى من غير الملتزمين، ولكن فى المقابل لم تلتزم الهيئة بشروط التعاقد مع المستفيدين حتى الآن، فلا توجد طرق ممهدة وعدم اكتمال خدمات المياه والصرف الصحى والكهرباء.
ويكمل خالد قمر، أنه تسلم قطعة الأرض الخاصة به فى 2009، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن غير قادر على دخول المنطقة والسكن فيها لأنها مازالت غير مؤهلة للسكن الآدمى، فضلا عن عدم استقرار خدمات المياه التى تنقطع لمدة شهرين أو ثلاث أشهر، لوجود أعطال مستمرة وأيضا الكهرباء.
وأوضح قمر، أن السكان الموجودين فى المشروع حتى الآن هم غير قادرين على ترك منازلهم بعد الصرف على بناءها وتحمل تكاليف الإيجار فى مناطق أخرى، مشيرا إلى أن هناك 6 مولات تجارية تم بناؤها تضم 120 محل منذ عامين ولم تعمل بالكامل حتى الآن، بالإضافة إلى 6 وحدات صحية أيضا غير مأهولة، و6 مدارس، ولا تعمل إلا مدرسة واحدة بدأت منذ شهر سبتمبر الماضى، ويعمل بها مدرسين متطوعين.
غياب خدمات الصرف الصحى
العرب يفرضون إتاوات وانتشار حوادث السرقة لغياب الأمن
أصبحت حوادث السرقة وضع طبيعى لغياب الأمن، ومنها سرقات يومية لمحتويات منازل مستفيدين كانوا يستعدون للسكن مع عائلاتهم، وبعد تجهيز محتوياتها يفاجأ صاحب المنزل بسرقة محتويات 3 طوابق كاملة بما فيها الأبواب، ومن الحوادث المشهورة أيضا 6 منازل تعرضت لسرقة فرشها بالكامل، وانتشرت تلك الحوادث بعد إلغاء نقطة الشرطة العام الماضى.
سيارات شفط مياه الصرف من الشوارع
ورغم المساؤى التى يعانى منها المشروع ينتشر سماسرة الأراضى بالمنطقة وبالقرب من مبنى جهاز المدينة لعرض شراء الأراضى من المستفيدين، كما يوضح خالد قمر، ويحصلوا على أرقام المستفيدين من الأوراق المسجلة لدى الجهاز لاقناعهم بالبيع.
ويصف محمد عسل أحد سكان المشروع، وضع السكان بأنهم "بيشحتوا الخدمات من الدولة" على حد وصفه، وقال "كنا سعداء عندما حصلنا على الأراضى، ولكن المجتمعات العمرانية لم تلتزم بتوصيل المرافق بالكامل، ففى عهد المهندس إبراهيم محلب فى وزارة الإسكان شهدت المناطق الخمس الأولى نشاط فى التزام الشركات بالتنفيذ وتوصيل الخدمات والآن لا يوجد حتى طريق ممهد يسهل دخول المواصلات أو سيارة مطافئ أو إسعاف فى الحالات الطارئة، والسيارات "السوزوكى" هى وسيلة التنقل الوحيدة للأهالى فى الدخول والخروج.
أحد الأهالى بجوار بالوعة صرف
وأعتبر محمد عسل، أن تصنيف المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للمدينة بأنها عشوائية فى اللقاءات الإعلامية بحضور الرئيس السيسى أعطى الفرصة للشركات المنفذه للخدمات عدم الاهتمام بالتنفيذ وترك الوضع كما هو عليه، علما بأن العشوائية فى المدينة هى عشوائية تنفيذ الشركات للمرافق والعمل فى المواقع.
وحذر عسل من خطورة الوضع الأمنى فى المشروع فى غياب الأمن، نظرا لأن المنطقة يحيط بها ظهير صحراوى من كل جانب مما يسهل انتشار الجرائم.