إرهاب القبور.. يعيثون في الأرض فسادا من العالم الآخر
الأحد، 31 ديسمبر 2017 09:00 ص
"جماعة الإخوان هي أول من حرّضت ضد الأقباط في مصر، وكل جماعات العنف في مصر وخارجها مثل تنظيم داعش سارت على دربها وانتهجت نفس طريقها في تكفير المختلفين معهم في العقيدة من أبناء الوطن الواحد"..كانت هذا أول تعليق رسمى من هيئة دينية على عملية أمس الإرهابية التى اسفرت عن استشهاد واصابة 14 شخصا فى حادث كنيسة حلوان التى هاجمها مسلحون .
وفي الحقيقة أن ظاهرة التكفير أصبحت الخطر الأكبر الذى يهدد العالم الإسلامي، بحيث لا تجد دولة إسلامية فى الوقت الراهن إلا وأصابها الوهن بسبب مسألة التكفير التى شغلت عقول الشباب الضالة، ما يساهم بشكل كبير فى فرقة المجتمعات وتمزيقها.
دراسات بحثية لإيجاد حلول
الدراسات البحثية لازالت تعكف للوصول إلى أسباب ظاهرة التكفير والخروج من الأزمة عن طريق، وضع حلول جذرية عن طريق الإعتماد على فقهاء وعلماء المسلمين المعتدلين، فضلاَ عن خبراء الحركات الإسلامية والأطباء النفسيين، لدحض الملاذ الوحيد للتكفيريين الذى يستخدمونه لمصادرة افكار العلماء والفقهاء .
بداية الإرهاب والتكفير
والواقع يؤكد أن مسألة التكفير فى الأمة الإسلامية بدأ منذ الوهلة الأولى لقيام الدولة على يد "الخوارج" بقيادة عبدالله بن سبأ اليهودى، عقب مرور ربع قرن من وفاة النبى، حينما كفروا "عثمان" رضى الله عنه فى بادئ الأمر حتى وصل بهم المطاف إلى تكفير الإمام "على" بعد قيام الحجة والبرهان والدليل العلمى والشرعى عليهم، فلم يكن السبيل للخروج من المأزق الذى وضعوا انفسهم فيه سوى "التكفير"، فأنتهى الأمر بمقتل الإمامين، ودخلت الأمة الإسلامية على أثرها في فتنة كبرى لم تنتهى اثارها حتى كتابة تلك السطور .
ظل التكفير ودعاته يتربصون بالأمة الإسلامية من كل جانب، نتيجة ما حدث من تحريف للسنة النبوية أو ما يُعرف عملياَ بـ"الموضوع" و "المنكر"، وكانت هى الشباك التى جعلت قطاع عريض من المسلمين يشككون فى السنة النبوية، ليكون الإعتماد على القرآن الكريم فقط لا غير دون الرجوع إلى علماء الأمة وفقهائها، واطلق هؤلاء على أنفسهم بـ"القرآنيين" لتحقيق أغراضهم.
هذه الأحداث المتعاقبة خلقت حالة من اللغط فى مسألة "التكفير" الذى ترونه الجماعات المتطرفة أن الكفر فى كتاب الله والسنة النبوية، الغرض منه الخروج من الدين أو ما يسمى بـ"الكفر الأكبر" دون النظر إلى أن هناك معانى أخرى للكلمة مثل الكفر بالنعم وهو الأصغر، كل هذا أدى إلى التوسع فى مسألة التكفير مع غياب العلماء والفقهاء من خلال تشكيك الأمة فيهم على يد المتطرفين أو التكفيريين.
تراجع دور العلماء
وفى تلك الأثناء تراجع دور علماء الأمة ومؤسساتها نتيجة عملية التشكيك فيهم، ما أتاح اعتماد قطاع عريض من الأمة الإسلامية بالأفكار المتطرفة، فكانت تكوين وتشكيل الجماعات هي النواة والقاعدة التى ينطلق منها هذا المنهج المتطرف على يد الإخواني، والمنظر الأول لمسألة التكفير سيد قطب وتلميذه في المنهج أبو الأعلى المودودي خلال النصف الثاني من القرن الماضي اللذين تبنيا تكفير المسلمين بإسم مسألة التحكيم وجاهلية المجتمع، ليكون إهدار دماء المسلمين وغير المسلمين هو السبيل الأول للوصول لأغراضهم الدنيئة.
ساهمت أفكار سيد قطب بشكل كبير في تكوين الجماعات المعروفة بالإسلامية على الرغم من كونها بعيده كل البعد عن الإسلام، فظهرت التظيمات الجهادية مثل "تنظيم القاعدة، وتنظيم الجهاد، والجماعة الإسلامية، و أنصار بيت المقدس، تنظيم الدولة الإسلامية - داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
أشهر زعماء التكفير
عبدالله بن سبأ اليهودى
عبدالله بن سبأ اليهودي، المؤسس الأول لفكرة التكفير في الأمة الإسلامية من خلال تكوين جماعة أطلق عليها علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة بـ"جماعة الخوارج"، والذين حاولوا تأليب الأمة على عثمان بن عفان، فى باديء الأمر ومن ثم على الإمام على بن أبي طالب، عن طريق إشعال الاضطرابات ضد الخلفاء الراشدين، وأول من سبوا وطعنوا فى صحابة النبى وزوجته عائشة رضى الله عنهم.
محمد بن عبد الوهاب
بينما يأتى فى المرتبة الثانية، محمد بن عبد الوهاب، الذى ساهم بشكل كبير فى عودة واحياء الفكر التكفيرى من خلال التأصيل للتشدد الفكرى والمنهجى، حيث كان يعقد المواثيق مع القبائل لتبنى أفكاره ومن يخالفه يكون كافراَ ويدعو اتباعه لقتاله، ويصف من يتبعه بأنه موحد.
حسن البنا
كان لـ"حسن البنا" الدور الأبرز والأقوى فى التأصيل لمسألة التكفير من خلال تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، التي دعت إلى الإصلاح فى الظاهر بينما كان التكفير والعنف فى باطنها عن طريق تبنى المنهج السياسى لتحقيق اغراضه ليكون بداية خلط الدين بالسياسة فى مصر.
سيد قطب
يُعتبر سيد قطب هو المنظر الأول لكل الجماعات الإسلامية فى مسألة التكفير والعنف، ذلك الرجل الذى كشف نوايا جماعة الإخوان فى كتبه "معالم فى الطريق"، ليصبح هو الدستور والقرأن لأعضاء الجماعة، الأمر الذى عرضه للحبس أكثر من مرة حتى وصل به الأمر فى نهاية المطاف إلى إعدامه بتهمة محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما أدى إلى دخول الأمة الإسلامية فى دومة الإرهاب التى لم تخرج منها حتى يوم أمس حيث استهداف كنيسة حلوان.
أسامة بن لادن
أسامة بن لادن "10 مارس 1957 - 2 مايو 2011"، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة السابق، تنظيم أنشأ في أفغانستان سنة 1988، قامت القاعدة في إطار حربها على ما يصفهم باليهود والصليبين بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان أبرزها هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات لندن 7 يوليو 2005 وتفجيرات مدريد 2004.
قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر الإثنين 2 مايو 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة.