تحليل شخصية الشعب في تعامله مع الإرهاب.. وقت الأزمات قلبهم ميت
السبت، 30 ديسمبر 2017 04:00 مأمنية فايد
جينات الأصالة والشهامة لدي المصريين دائما ما تظهر وقت الأزمات وفي مواجهة الأخطار، وهذا ما وضح خلال الحادث الارهابي الأخير الذي استهدف كنيسة مارمينا بحلوان أمس والمصريين عامة، ولكن ما شهده العالم أثناء الحادث من شهامة وجرأة الشعب يقول أن الارهاب لن يستطيع أن ينال من المصريين وعزيمتهم ولا من تكاتف نسيجهم الواحد
فالإرهاب من القصص المتجددة، التي تظهر في مختلف بقاع الأرض دون عطف أو رحمة، ليتصدر المشهد العام ليس في مصر فقط بل العالم بأكمله.
كان هدف الإرهابيين من حادث الأمس قتل أكبر عدد ممكن من المسلمين والمسيحيين، إلا أن المصريين فاجئوا العالم بأجمل صورة يمكن أن تتصدر الصفوف الأولى من بين مشاهد عام 2017، وهو تكاتف الجميع للهجوم على الإرهابيين ليقل عدد الضحايا ويتم الإمساك بأحدهم لتسليمه للشرطة.
وفى هذا السياق، يعلق الدكتور مينا جورج، أخصائى طب المخ والأعصاب والطب النفسى وعلاج الإدمان قائلا: "ما قام به المواطن "صلاح الموجى" بهجومه على الإرهابى من الأشياء المثيرة للجدل، فلم يظن أحد من المسئولين أو المنظمين للهجوم الإرهابى تكاتف الشعب وعدم الخوف منه أو من الأسلحة الرشاشة و الحزام الناسف والهجوم عليه وعدم قتله ليقدموه إلى الشرطة حى ليحاسب ويتعرفوا منه على باقى أعضاء الخلية".
وأضاف: "التفسير الوحيد لهذا المشهد الحضارى هو زيادة وعى الشعب المصرى ورفضه للتطرف وانجذابه مرة أخرى للطبيعة الوسطية ورفض أي فكر متطرف أو متعصب يمكن أن يقسم المجتمع او يتسبب في جرح مواطنين أبرياء ذاهبين لأداء الصلاة سواء داخل الكنيسة أو المسجد".
وتابع "جورج"، "زادت نسبة الوعى المجتمع ضد التطرف والإرهاب بعد حادث جامع الروضة، وكان ذلك واضحا في ردود الأفعال التي تناقلتها قنوات الإعلام والسوشيال ميديا، ورغم الصورة الرائعة التي ظهرت بالأمثل أمام كنيسة حلوان، إلا أن هذا الوعى المجتمعى خطر لأنه غير منظم وهو ما يشكل خطر كبير في المستقبل على المجتمع، لذلك يجب أن يقوم الإعلام بالتعاون مع وزارة الداخلية في تنظيم هذا الوعى ودعمه للجانب الإيجابى حتى يحدث سيطرة على الإرهاب من الأفراد والحكومة معا ويتم القضاء عليه.