هنا شلاتين .."أبرق والجاهلية".. حكايات من وراء الجبال لعميد الصحراء الغربية
الجمعة، 29 ديسمبر 2017 10:00 صهناء قنديل
فى قلب الجنوب بحلايب وشلاتين، يشهد كل بقعة من أرضها حكايات من وراء الجبال، تشهد على عصور وعادات وتقاليد وحياة غير قابلة للتقليد ، يحياها أصحابها وينعمون بعطايا الطبيعة البكر، لهم قانونهم وعاداتهم وتفاصيلهم التى تميزهم بين الجميع إنها قرية "أبرق والجاهلية".
على بعد أميال وفى قلب الجبل قرية تبعد عن أقرب الطرق المأهولة نحو 200 كيلو مترات، وتضم تضاريس وعرة تجمع بين الجبال والسهول والمنخفضات والآبار، تضم عدة قرى أقيمت أعلى الجبل منها "وادى سعفة، جاهل، وادى ديف، قنبيط، وادي صليب، سكانها يعيشون على الرعي.
وتحتضن المنطقة محميات طبيعية وآبار وعيون متفجرة، وفي قلب كل ذلك تقف المباني الحكومية مثل: مدرسة أبرق والوحدة المحلية، فضلا عن مساكن للتوطين على شكل قباب لتتحمل درجة الحرارة المرتفعة، لكن بمحاذاتها مساكن الصفيح والقماش والخيط والكرتون والعشش الخشبية، وتعتبر هذه المنطقة مملكة خاصة، وهبها الناس بالحب، والاحترام والهيبة إلى الشيخ حامد، كبير العبابدة، الذي رحل عن عمر ناهز 105 سنوات.
عمل الشيخ حامد دليلا لحرس الحدود، وكان عالما بدروب الصحراء، حتى لقب بعميد الصحراء الشرقية، إذ كان من كبار قصاصي الأثر، وكان يفرق بين أبناء القبائب من بصمة القدم.
أما وريث الشيخ حامد حاليا فهو نجله، الذي لا بد أن ترد عليه حتى يسمح لك بدخول قرية الجاهلية، لتجده جالسا على حصيرة يستقبل الضيوف عليها، الذين لا بد من إطعامهم بلحم الماعز، وفطيرة قبوريت.
وعتاد نجل الشيخ حامد أن يجلس إلى جوار مقام الشيخ حميد، الذي يجد احتراما وتبجيلا كبيرين من أهالي القرية، الذين يعلمون أن نسب الشيخ المعمر ينتهي إلى الصحابي الجليل الزبير بن العوام، فهم يحتفلون بيوم بمولد الشيخ، حيث تتجمع القبائل، للذبح والاحتفال، ثم عقد مجلس لحل المشكلات عرفيا.
ويقول وابن الشيخ حامد: "الدولة اهتمت بنا، أصبحت تتخذ الإجراءا لإثبات هويتنا واستخراج مستندات رسمية من مكتب شئون القبائل التابع للقوات المسلحة.
ورغم اهتمام الدولة بتلك المنطقة، فإن أهلها ما زالوا محرومون من الكثير من الخدمات بحكم العادات الموروثة رغم وجود المدارس، والمياه، التي يعاني الأهالي الأمرين للحصول عليها، في جراكن كبيرة تحضر اليهم من خلال سيارات الوحدة المحلية، كما تنتشر العديد من الأمراض بين الأهالي بسبب عدم الاستفادة من حملات التطعيم. والدولة انشئت خلايا شمسية لسكان القرية لتوفير الكهرباء اللازمة للإنارة.