ضربات الجيش واستهداف المدنيين أسباب انقسامات أنصار بيت المقدس في سيناء
الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 05:30 م
نجحت أجهزة إنفاذ القانون "الجيش والشرطة" بشمال سيناء في إنهاك عناصر تنظيم أنصار المقدس الموالي لداعش، والقضاء على عدد كبير من البؤر الإجرامية، في إطار عملياتها لتطهير سيناء.
الضربات المكثفة كان لها تأثير على هيكلة التنظيم الإرهابي، حيث شهد التنظيم في الأيام الماضية انشقاقات في صفوف عناصره، كشف عنها مركز السكينة البحثي المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية.
40 عنصرًا هي جملة الانشقاقات الأخيرة في صفوف التنظيم، وذلك لعدة أسباب فندها المركز البحثي، أهمها سيطرة "التيار الحازمي" على مقاليد الأمور بداخله، وهو ما يعكسه توسع التنظيم في تنفيذ العمليات المسلحة ضد المدنيين، والدخول في صراع قوي مع قبائل شمال سيناء.
"تيار الحازمي" تيار أكثر غلوا في التكفير، ظهر في شكل معارضة للمفتي العام لتنظيم داعش تركي البنعلي، الذي يقول بعدم تكفير الجاهل، لكن ابن عمر الحازمي، يقول "تكفير الجاهل والغافل وكل من وقع في الشرك بقصد أو بدون قصد"، بما يعني تكفير عموم المسلمين.
كذلك التوسع في التكفير، واستهداف المدنيين، وإصدار الفتاوى لاقتحام منازل أهالي سيناء، وانتهاك حرمة النساء، وسرقة مصاغهم، لتمويل عملياته، في ظل التضييقات التي تفرضها الأجهزة الأمنية على شمال سيناء.
لم تكن الانشقاقات في صفوف العناصر فقط، بل شملت المراكز القيادية بالتنظيم، حيث عمد الجهاز الأمني بالتنظيم، بادر بتصفية القيادي التكفيري أبو مريم الروسي، بسبب قراره بترك التنظيم، وانتقاده لقياداته، إلى جانب تعذيب القيادي التكفيري الآخر مهاجر جزاروي، والمكنى بأبو عواد الجزراوي.
المركز أشار إلى أن جماعة جند الإسلام التابعة لتنظيم القاعدة تعمل على ضم المنشقين من تنظيم داعش، انشقت هي الأخرى عن التنظيم في نوفمبر الماضي، وأعلنت عودتها إلى أحضان تنظيم القاعدة، وهو ما أسماه متخصصون "جماعة المنشقين عن داعش".
وتحدث متخصصون أن انشقاق جند الإسلام عن بيت المقدس، جاء بعد تفاقم خسائر التنظيم في العراق وسوريا وضعف الموارد المالية للتنظيم.
ورغم تهديدات متخصصون باتخاذ العمليات الإرهابية في سيناء منحنى جديد، إلا أن فريق آخر يؤكد وقع معارك بين التنظيم ومنشقيه، وذلك مع إعلان جند الإسلام شن عملية ضد التنظيم في سيناء، أسفرت عن مقتل عدد من عناصره، وإصابة آخرين.
عقب انشقاق جند الإسلام، نشرت صحيفة الشرق الأوسط، رسالة نسبتها إلى زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، اعترف فيها بهروب عناصر أنصار بيت المقدس من سيناء إلى ليبيا، لافتة إلى أن تاريخ الرسالة يعود إلى أواخر العام الماضي. ما يعني أن الانشقاقات تضرب التتنظيم من زمن.
بحسب التقرير، قال "البغدادي": "لقد بلغني أن سلوكاً غير سوي انتشر بينكم. نشره فيكم القادمون من سرايا بيت المقدس، وهو سلوك أربك صورة الجهاد لديكم، هذا الخلل أصابكم في مقتل، وعليكم تداركه".
وأضاف: "معركة بيت المقدس في مصر ليست في معزل منا، ولكن عليكم الانتباه إلى أن أفكار إخوتنا في بيت المقدس تتناقض في بعض منها مع أفكارنا، وهي قد لا تكون صالحة في ليبيا، فهم لم يتموا معركتهم في مصر، وقدومهم إلينا ليس بروح جهاد كاملة، ولكن هروبًا من حرب أشعلوها، وفشلوا في كسبها، إذن هم عُصبة تحمل بداخلها بوادر هزيمة وَرِدَّة. نساعدهم في العودة إلى ساحتهم، لهم ذلك، لكن أن يزرعوا بينكم روح الهزيمة، فيجب أن يُعاملوا كالعدو الواجب قتاله".