عهد التميمي.. أول فلسطينية تصفع إسرائيل
الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 06:00 ممصطفى الجمل (نقلا عن العدد الورقى)
طفلة لم تتجاوز الـ17 عاما، جميلة كمدينتها التى تدافع عنها، قوية كقضيتها التى تتشبث بها، هى «عهد» اسما ونهجا، عهد على النضال والمقاومة والتمسك بالأرض المقدسة، تنتمى إلى عائلة «التميمى» بقرية النبى صالح فى رام الله بالضفة الغربية، تصدر اسمها على مدار اليومين الماضيين صفحات الجرائد والمواقع، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى، بعدما وقفت فى وجه الاحتلال الصهيونى وصفعت جنوده، وطردتهم من ساحة منزلها، قبل أن تقوم قوات الاحتلال باعتقالها من منزلها فجر الثلاثاء الماضى، لتتوالى بعد ذلك عمليات القبض على أفراد أسرتها.
تصدى الجميلة عهد لقوات الاحتلال الإسرائيلى، أمر ليس بالجديد عليها، ففى بدايات 2012، وقفت تصرخ فى وجه أحد جنود الاحتلال الإسرائيلى، ممسكة بيد أخيها الأصغر، قائلة: «وين أخويا.. لماذا تعتقل الأطفال الصغار؟»، رغم فارق السن والبنيان، ورهبة الموقف تحت تهديد السلاح، لم تيأس عهد ولم تجزع، وفى برهة من الزمن، قررت أن تغامر بما تبقى لها من أدوات قد تساعدها فى تحرير شقيقها، فقامت بعض الجندى، وكان لها ما استهدفت، فترك الجندى شقيقها الصغير، وفازت عهد بشقيقها وبجائزة «حنظلة» للشجاعة عام 2012، من قِبل بلدية باشاك شهير فى العاصمة، اسطنبول، اعترافًا بشجاعتها فى تحدى الجيش الإسرائيلى.
بعد مرور 5 سنوات، عادت الطفلة، التى كبرت شيئا ما لتكشف ملامح العهد الجديد، الذى قطعه الأطفال الفلسطينيون على أنفسهم، فظهرت عهد فى صباح الثلاثاء فى فيديو، يكشف وقوفها أمام جنود الاحتلال الإسرائيلى، وطردهم من ساحة منزل عائلتها، قائلة: «امشى من عندنا، اطلع من هون».
باسم التميمى، والد عهد قال، إنها طلبت تغيير ملابسها قبل الاعتقال، فدخلت معها مجندتان إلى الغرفة، مضيفًا أن الجيش صادر كل الإلكترونيات فى البيت من كاميرات وأجهزة كمبيوتر وهواتف، موضحا أن والدتها ناريمان، ذهبت لتسأل عنها فاعتقلت، وكتب فجر الثلاثاء على صفحته: «الأصدقاء الأعزاء.. اقتحم الجيش الإسرائيلى بيتنا، وتم اعتقال ابنتى عهد التميمى، ومصادرة كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير، بالإضافة إلى أجهزة الاتصال الخاصة فينا والاعتداء بالضرب على الجميع، وتفتيش البيت وقلب محتوياته».
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى فجر الأربعاء، 17 فلسطينيًا من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، بينهم نور ناجى التميمى، ابنة عم عهد، بتهمة الاعتداء على أحد الجنود الإسرائيليين.
الطفلة التى لم تتخط الـ 17 ربيعا، أكدت فى مقابلة لها أُجريت مع برنامج «دنيا» عام 2014، أنها لا تخف مما تفلعه من تصد لقوات الاحتلال الإسرائيلى، وقالت نصًا: «إذا بنضل نشوف الأخبار فى التليفزيون، مين بيحرر الأرض، صلاح الدين»؟!.
وعندما سألتها المذيعة عن اعتقال بعض أقاربها، قالت، دون تردد: «بحزن عليهم، لكن كل شىء فداء فلسطين، بيشرفنّا نموت شهداء لفلسطين، هنكمل شو ما صار، رحّ نضل مكملين».
صفعة عهد لجنود الاحتلال الإسرائيلى، هزت مسئولين كباراً بنظام الاحتلال، فقال الوزير الإسرائيلى نفتالى بينيت، فى مقابلة تليفزيونية: « إن عليها أن تقضى حياتها فى السجن»، أما ليبرمان، وزير أمن إسرائيل، فقال: «حتى أهل وأقارب الفتاة عهد التميمى، لن يفلتوا من العقاب لطردهم جنود إسرائيليين من قرية رام الله، من يعتدى بالنهار يعتقل بالليل».
أفيخاى أدرعى، المتحدث باسم جيش الاحتلال، قال: « تخيلوا ماذا كان ليحدث لهذه المستفزة لو تصرفت بهذا الشكل مع ضباط أو جنود عندكم، من التحقيق الأول الذى أجراه قائد الكتيبة، يتضح أن قائد السرية وصل بنفسه إلى المنزل لمنع دخول المشاغبين، وتعامل بمهنية عندما لم ينجر إلى العنف، وذلك مع التأكيد أنه كان يحق له اعتقال الفلسطينيات فى الميدان على خلفية استخدامهن العنف إلى جانب محاولتهن اعتراض مهمة الجنود».