دون رادع أو تحرير محاضر رسمية.. العشوائية تحكم أهم «ميادين العريش»
الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 10:00 ممحمد الحر (نقلا عن العدد الورقى)
لقب ميدان «العشوائيات»، أصبح يستحقه ميدان «الرفاعى» الرئيسى بمدينة العريش، فبعدما كان واحدا من أهم الميادين المتميزة وسط المدينة، باتت إشغالات الباعة الجائلين والأسواق العشوائية تتمدد كل يوم، من ساحة الميدان إلى أرصفة الشوارع الرئيسية، دون رادع أو تحرير محاضر رسمية ومصادرة بضائع الباعة المخالفين.
وتحول الميدان الشهير بالعريش إلى أسواق عشوائية لا تجد من يردعها بقوة القانون، بدءا من الجهاز التنفيذى والمحليات والأحياء وحتى مجلس المدينة عجز عن مواجهة تلك العشوائيات بعدما قام مؤخرا بحملة إزالات لعربات الخضار، وبعد نحو ساعة من انتهاء الحملة عاد الباعة بعرباتهم وحميرهم مرة أخرى لاحتلال ساحة وشوارع الميدان.
المهندس حسام الكاشف قال إن التعديات على ميدان الرفاعى الرئيسى وسط مدينة العريش باتت قنبلة موقوتة، نظرا لأن شوادر وعربات الخضار والسمك والملابس باتت تغلق الطريق، وتتسبب فى تعطيل الحركة المرورية تماما فى منطقة حيوية وتمثل قلب المدينة، مطالبا بإعادة تواجد الشرطة بصفة دائمة فى الميدان كما كانت من قبل.
فيما قال محمد حسين سلمى من سكان العريش إن الأسواق العشوائية باتت كارثة تهدد المظهر الجمالى لميدان الرفاعى الذى كان يمثل مظهرا حضاريا ومتنفسا لأهالى العريش، وأصبح اليوم سوقا عشوائيا والميدان الرئيسى أصبح مربطا للحمير ومخلفاتها، وتحيط بالمنطقة القاذورات ومخلفات الباعة من الخضار والكراتين وغيرها.
وأشار إلى أن الأهالى تقدموا بطلب إلى محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، والعميد أسامة الغندور، رئيس مدينة العريش، بخصوص إغلاق ميدان الرفاعى بسبب الباعة الجائلين والسوق العشوائية، إلا أن المحافظ وجه مجلس المدينة لتسيير حملات لرفع الاشغالات، ولكن موظفي المجلس والباعة يلعبون معا لعبة «القط والفأر» يذهب الموظفون فيعود الباعة وهكذا.
وشدد على ضرورة وضع حل جذرى، بإعادة تنظيم الميدان وإغلاقه وتحويله لمتنزه كما كان بالسابق، بصورة لا تسمح بتواجد الباعة، لأن المجلس لم يعد أحد قادرا على مواجهة الباعة الجائلين.
وأعرب أحمد الأزعر، أعمال حرة، عن استيائه جراء انتشار اشغالات ميدان الرفاعى، قائلاً: «تعبنا من الشكاوى المستمرة بسبب السوق العشوائية، التى استولت على الميدان والطرق المار منه وحرم الطريق الرئيسى لشارع 23 يوليو، وباتت العشوائية تميز المدينة، دون أى تدخل من قبل مجلس المدينة الذى لا يملك أى سلطات ولا حلول جذرية لمشكلة الميدان التى باتت تصيب منطقة وسط المدينة بالشلل التام بصفة يومية.
وأكدت السيدة أميرة خالد أن «غياب دور الدولة فى مواجهة التعديات والإشغالات كان سببا مباشرا فى انتشارها بكل مناطق المدينة وخاصة بميدان الرفاعى، لأن الباعة لا يجدون رادعا لهم طالما مجلس المدينة لا يحرر لهم محاضر ولا يصادر موازينهم وبضاعتهم وعربات الكارو التى حولت المكان لمنطقة غير صحية تنبعث منها الروائح الكريهة والذباب، لأن «من أمن العقاب أساء الأدب». وفى المقابل، أكد فيصل أبو هاشم، مدير المركز الإعلامى بمجلس مدينة العريش أن هناك حملات مكثفة تشنها إدارة المرافق لإزالة الإشغالات من ميدان الرفاعى وشارع 23 يوليو الرئيسى، ونظرا للظروف الأمنية لا يتم تحرير محاضر رسمية للباعة الجائلين وربما هذا يشجعهم للعودة مرة أخرى لإشغال ساحة الميدان بعد مغادرة القائمين على الحملات. وأشار أبو هاشم إلى ضرورة مساعدة المواطنين، بعدم تشجيعهم للباعة على التواجد والشراء منهم بمقاطعتهم.