حصاد 2017 الأيام العجاف.. ثلاثاء ديسمبر الحزين عهد التميمي في قبضة الاحتلال
الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 12:00 صمصطفى الجمل
"شهر فلسطين"، هكذا سمى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي شهر ديسمبر، الذي شهد انتفاضة جديدة للدول العربية والعالمية ضد الكيان المحتل والرئيس الأمريكي الداعم للاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، فجر الثلاثاء الموافق 16 ديسمبر كان أحد الأيام الحزينة التي لن ننساها في 2017، يوماً حزيناً على فلسطين والأمة العربية بأسرها، فقد قامت قوات الاحتلال باعتقال الطفلة الثائرة عهد التميمي.
طفلة لم تتجاوز الـ17 عاماً، جميلة كمدينتها التي تدافع عنها، قوية كقضيتها التي تتشبث بها، هي "عهد" اسماً ونهجاً، عهد على النضال والمقاومة والتمسك بالأرض المقدسة، تنمتي إلى عائلة "التميمي" بقرية النبي صالح في رام الله بالضفة الغربية، تصدر اسمها على مدار اليومين الماضيين صدر الجرائد والمواقع وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وقفت في وجه الاحتلال الصهيوني وصفعت جنوده، وطردتهم من ساحة منزلهت ، قبل أن تقوم قوات الاحتلال باعتقالها من منزلها فجر الثلاثاء الموافق 16 ديسمبر الجاري، لتتوالى بعد ذلك عمليات القبض على أفراد أسرتها.
عهد-التميمي
تصدي الجميلة عهد لقوات الاحتلال الاسرائيلي، أمر ليس بالجديد عليها، ففي بدايات 2012، وقفت تصرخ في وجه أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي، ممسكة بيد أخيها الأصغر، قائلة: "وين أخويا"، لماذا تعتقل الأطفال الصغار"، رغم فارق السن والبنيان، ورهبة الموقف تحد تهديد السلاح، لم تيأس عهد ولم تجزع، وفي برهة من الزمن قررت أن تغامر بما تبقى لها من أدوات قد تساعدها في تحرير شقيها، فقامت بعض الجندي، وكان لها ما استهدفت، فترك الجندي شقيقها الصغير، وفازت عهد بشقيقها وبجائزة «حنظلة» للشجاعة عام 2012، من قِبل بلدية باشاك شهير في العاصمة، إسطنبول، اعترافًا بشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي.
عهد التميمى
بعد مرور 5 سنوات، عادت الطفلة التي كبرت شيء ما لتكشف ملامح العهد الجديد الذي قطعه الأطفال الفلسطينوين على أنفسهم، فظهرت عهد في صباح الثلاثاء في فيديو، يكشف وقوفها أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي، وطردهم من ساحة منزل عائلتها، قائلة: "امشي من عندنا، اطلع من هون".
باسم التميمي، والد عهد قال، إنها طلبت تغيير ملابسها قبل الاعتقال، فدخلت معها مجندتان إلى الغرفة، مضيفًا أن الجيش صادر كل الإلكترونيات في البيت من كاميرات وأجهزة كمبيوتر وهواتف، موضحاً أن والدتها ناريمان ذهبت لتسأل عنها فاعتقلت، وكتب فجر الثلاثاء على صفحته : " الأصدقاء الأعزاء.. اقتحم الجيش الإسرائيلي بيتنا، وتم اعتقال ابنتي عهد التميمي ومصادرة كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير، بالإضافة إلى أجهزة الاتصال الخاصة فينا والاعتداء بالضرب على الجميع وتفتيش البيت وقلب محتوياته".
كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر الأربعاء، 17 فلسطينيًا من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، بينهم نور ناجي التميمي، بنت عم عهد، بتهمة الاعتداء على أحد الجنود الإسرائيليين.
الطفلة التي تتخط الـ 17 ربيعاً، أكجت في مقابلة لها أُجريت مع برنامج «دنيا» عام 2014، أنها لا تخف مما تفلعه من تصد لقوات الاحتلال الاسرائيلي، وقالت نصاً: "إذا بنضل نشوف الأخبار في التلفزيون، مين بيحرر الأرض، صلاح الدين".
وعندما سألتها المذيعة عن اعتقال بعض أقاربها، قالت، دون تردد: «بحزن عليهم لكن كل شىء فداء فلسطين، بيشرفنّا نموت شهداء لفلسطين، هنكمل شو ما صار، رحّ نضل مكملين".
صفعة عهد لجنود الاحتلال الاسرائيلي، هزت مسئولين كبار بنظام الاحتلال، فقال الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت، في مقابلة تليفيزيونية : " إن عليها أن تقضي حياتها في السجن"، أما ليبرمان، وزير أمن إسرائيل فقال:" حتى أهل وأقارب الفتاة عهد التميمي لن يفلتوا من العقاب لطردهم جنود إسرائيليين من قرىة رام الله، من يعتدي بالنهار يعتقل بالليل".
أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال قال: " تخيلوا ماذا كان ليحدث لهذة المستفزة لو تصرفت بهذا الشكل مع ضباط أو جنود عندكم، من التحقيق الأول الذي أجراه قائد الكتيبة يتضح أن قائد السرية وصل بنفسه إلى المنزل لمنع دخول المشاغبين، وتعامل بمهنية عندما لم ينجر إلى العنف وذلك مع التاكيد أنه كان يحق له اعتقال الفلسطينيات في الميدان على خلفية استخدامهن العنف إلى جانب محاولتهن اعتراض مهمة الجنود".
ومع بداية أولى جلسات الاستماع في محاكمتها انطلقت حملة شبابية عربية بمختلف لغات العالم لجمع مليون توقيع من جميع أنحاء العالم، للمطالبة بإطلاق سراحها وجميع أطفال فلسطين الأسرى في سجون الاحتلال.
وجاء في عريضة التوقيع: "نحن الموقعون أدناه، مواطنون من كافة أنحاء العالم، نطالب بإطلاق سراح عهد التميمي وكافة الأطفال الأسرى من سجون الاحتلال.. ونقول لعهد أننا نقف معها وبجانبها وأنها ليست وحدها. ونقول للاحتلال أننا لن نسمح له بإذلال أطفالنا بعد اليوم كما نؤكد على وجوب قيام قادة العالم جميعهم ووضع حد لاعتقال وتعذيب الأطفال الفلسطينيين!".