الأزهر ومشاريع القوانين الغربية

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 01:55 م
الأزهر ومشاريع القوانين الغربية
عبدالمنعم فؤاد

استغرب لماذا كلما زاد نشاط الأزهر وتحركه في المحافظة على عقول أبنائنا والدفاع عن مقدساتنا، ونصرة المسلمين في العالم من أمثال مسلمي بورما والصومال ومد يد العون لهم بالمساعدات المادية والمعنوية وإرسال البعثات والوفود لتفقد أحوال المسلمين مثلما رأينا من وفود أزهرية مؤخرا لتايلند واليونان وغيرهما، وتحركات إمام الأزهر لأوربا وأفريقيا وآسيا وشرحه للإسلام وتبرئة ساحته من اتهامات لا أساس لها مثل التطرف والإرهاب وغيرهما واهتمامه باستقرار السلام مثلما رأينا دعوته لبابا الفاتيكان في قلب الأزهرواستعداده لمؤتمر القدس القريب وتحديه لقرارات ترامب ورفض الإمام مقابلة نائب ترامب وهذا الرفض لا يستطيع أن يفعله سوى الأزهر وإمامه لمكانته ومكانة مصر العريقة بين المسلمين في العالم بالإضافة إلى تحدي الأزهر للإرهاب وذهاب إمامه الأكبر وعلماء الأمة رجالا ونساء لقلب الأحداث في سيناء ومسجد الروضة، والوقوف مع أبناء بثر العبد معنويا وماديا وتعليميا الخ الخ الخ.
 
لماذا كلما زاد الأزهر في أنشطته وتحركاته والقيام بمسؤلياته قيل عنه إنه في حالة ركود، ورأينا من يطل علينا بمشاريع وقوانين يدعي أنها لتطوير الأزهر لأنه غافل نائم ولا يساير قضايا العصر، ولا يقوم بواجباته الخ ؟؟.!!
 
عجيب أمر البعض من إخواننا الأفاضل المحترمين في مجلس النواب الموقر الذي نجل له كل تقدير واحترام، حيث رأينا الأستاذ الفاضل ( محمد أبو حامد ) ينتقل بالأمس القريب في الفضائيات بنسخة من هذا القانون، وتم رد أهل مصر جميعا عليه ردا أدبيا صفع به مشروعه وحدد إقامته، بل رأينا الأفاضل من زملائه الكرام يسدلون الستار على هذه القصة وصفق المجلس للإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف احتراما وتقديرا بقيادة رئيسه الفاضل الدكتور علي عبد العال، وهكذا دائما يقدر الكبار الكبار.
 
واليوم نرى من يقول سأقدم مشروعا آخر يحرك الأزهر ويخرجه من خموله ونومه وغفلته!
 
والسؤال هل الأفاضل الذين يخرجون الآن مشروع الأستاذ محمد أبو حامد من قبره ليقدموه بصورة جديدة كما يقولون هل انتهوا من مشاريعهم المفيدة التي يحتاجها المجتمع وتفتح فرص عمل للشباب ،وتراعي الحفاظ على البلاد، والعباد وقدموها واثمرت ،وانتجت ، وأفادت قد حصل منها ذلك وانتهت ثم لم يبق لهم سوى أمر واحد هو أمر الأزهرالغافل الراكد اللا واعي لمسؤلياته المنوطة به كا يعلنون ويصرحون؟!
 
هل هؤلاء الأفاضل رأوا أن الأزهر الآن ( وهو في أوج نشاطه كما نرى ونشاهد ) صار عبئا الآن على الأمة،ومشكلة كبرى من مشاكلها ، والشعب منه في ضيق شديد والوطن يعاني من خموله فجاء هؤلاء قادة مشاريع القوانيين الجديدة لينفخوا بقانونهم فيه الروح ويأخذوا بيده للحياة ،والتحرك والعمل والنشاط؟ ما هذاالذي يجري ؟ وما الذي جرى لنا وللبعض من إخواننا الذين نحسن الظن بهم ، ونعتب عليهم عتاب الأحباب ؟!
 
إن الأزهر يا سادة ليس خامدا ولا متكاسلا، ولا غافلا ولا نائما بل هو كما يشهد الجميع خاصة في الأشهر القليلة الماضية في عام 2017م نراه ويراه الجميع هو في أوج شبابه وقوته ، و يعي مسؤلياته ويقوم بواجباته خير قيام ولا يدعي الكمال بل ينظر دائما أنه مقصر ،ويحتاج إلى المزيد من العمل والتطوير، ومتابعة قضايا الأمة ،وما نسمع به من مشروعات لوضع قوانين لإخراجه من غفلته المزعومة لن ينظر إليها ولا يمكن أن توقف مسيرته والحكم في النهاية لمن يبصرون ولا يستخفون وبالحق سينطقون بل سنرى الرد من أبناء مصر المحروسة والأمة بوجه عام لمن يريد إشغال الأزهر بأمور جانبيه ردا مناسبا ،يليق بمكانة الأزهر في قلوب أبناء مصر كما رأينا بالأمس القريب.
 
والله غالب على أمره

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق