حصاد 2017 الأيام السمان.. الأزهر يضمد جراح مسلمي بورما
الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 11:00 ممحمد أبو ليلة
كانت للأزهر الشريف خطة واضحة لمحاولة إنقاذ ما تبقى من مسلمي الروهينجا الذين أُجبر ما يقرب من 700 ألف شخص منهم على الفرار إلى دولة بنجلاديش منذ أكتوبر العام الماضي، فالأزهر الشريف أرسل بعثات لتفقد الأوضاع هناك وتقديم المساعدات الغذائية والطبية لهم.
ففي أواخر شهر نوفمبر الماضي زار وفد كبير من مؤسسة الأزهر مُسلمي الروهينغا، وكانت هذه الزيارة استكمالاً لدور الأزهر الشريف ومكانته في العالم، حيث وجه الإمام أحمد الطيب رسالة إلى العالم أجمع من أجل انقاذ مسلمي الروهجينا من التمييز العنصري الذي يتعرضون له.
وقال: إننا نطلق من هنا من مصر قلب العروبة والإسلام ومن الأزهر الشريف، صرخة إنسانية مدوية للمطالبة بتحرك فورى من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، لكي يبذلوا أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسى واقتصادى يُعيد السلطات الحاكمة فى ميانمار إلى الرشد والصواب، والتوقُّف عن سياسة التمييز العنصرى والدينى بين المواطنين.
وحسب منظمة الامم المتحدة فإن مسلمي الروهينجا يعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة، وشهدت بعثة الأزهر التفات من المواطنين وفرحة على وجوه الأطفال لتواجد العلماء معهم وكذلك تعقد جلسات ذكر وتلاوة قرآن يحضرها الكثيرون.
احتضان البعثة الأزهرية
وأثناء زيارة وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان والبعثة المصرية لمسلمي الروهينجا استقبله أحد المواطنين هناك بالبكاء الشديد، واحتضن الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، وأخبره بأن أبنائه الأربعة تم ذبحهم أمام عينيه من قبل الجيش البورمى.
وعانق وكيل الأزهر الرجل متأثرا بما تحدث به البعض عن مأساته، وطالب شومان في تصريحات صحفية العالم بالتحرك لإنهاء الأزمة، كاشفًا أنه عقب عودته للقاهرة ولقاء الإمام الأكبر سيطلعه على الأمر، متوقعا أن تستمر مساعدات الأزهر للورهينجا، نظرا للظروف الصعبة التى يمر بها المسلمون هناك.
كما وصف شومان أن ما يتعرض له مسلمى الروهينجا بأنه وضع مأسوى فتلك كلمة ترفيهية لا تعبر عن حجم الأزمة الحقيقى، قائلا:" نحن هنا شهود على موت الضمير الإنسانى لترك هؤلاء للوصول لهذا المستوى المتدنى فغاية هؤلاء أن يسكنوا آلام الجوع، فهؤلاء أصبحت أمانيهم ليست حياة كريمة بل أقصاها أن يظلوا على قيد الحياة.
زيارة شيخ الأزهر لنيجيريا
في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها كان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، زار مخيم اللاجئين بالعاصمة النيجيرية أبوجا وهي الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لشيخ الأزهر، حيث استُقبل بحفاوة بالغة.
وجاءت زيارة الأمام الأكبر تضامنا من الأزهر الشريف مع النازحين جراء الأعمال الإرهابية التي تقف خلفها جماعة بوكو حرام.
واستصرخ الإمام الأكبر حينها الضمير العالمي والمنظمات الدولية والإقليمية، وشعوب العالم أجمع إلى التحرك العاجل لمساعدة هؤلاء اللاجئين وتوفير أبسط مقومات الحياة الإنسانية لهم.
كما أعلن الطيب وقتها عن إرسال الأزهر الشريف لقافلة مساعدات طبية وغذائية عاجلة خلال إسبوعين على الأكثر لتخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين.