مدينة عالمية على أرض مصرية

السبت، 23 ديسمبر 2017 07:08 م
 مدينة عالمية على أرض مصرية
شيرين سيف الدين تكتب:

نبذة حول زيارتي التي انقضت الأسبوع الماضي لمدينة شرم الشيخ الساحرة التي تتطور وتتجمل من زيارة لأخرى بشكل ملفت ..

حقا تستحق مدينة شرم الشيخ أن تحظى بلقب مدينة عالمية ، فقد حباها الله بطبيعة خلابة ،  ومحميات طبيعية زاخرة بالشعاب المرجانية والأسماك النادرة  ، بالإضافة للاهتمام البشري بها وبتطويرها وتأمينها ، وخلق مناطق سياحية جديدة باستمرار ، وزائر شرم الشيخ لا يشعر في أي دقيقة بالملل ، ولكل توقيت في اليوم نشاطاته المختلفة ، فصباحا ورغم أننا في منتصف شهر ديسمبر ، إلا أن الشمس ساطعة والجو منعش ، ويستطيع السائح قضاء الوقت على الشاطئ والقيام بالرحلات البحرية والغطس والرياضات المختلفة ، في جو جميل مليئ بالترحاب من الجميع ، والقيام بزيارة الأماكن الأثرية والدينية المجاورة ، وفي المساء ما أكثر النشاطات والأماكن التي يمكن أن يقضي فيها لياليه ، بداية بممشى خليج نعمة المحبب للقلوب ، ومنطقة سوهو سكوير التي تتزين بإضاءات وديكورات الكريسماس في كل مكان في هذا الوقت من العام ، وتزخر بالمطاعم والمقاهي والمحال المتنوعة  ، وأيضا زيارة منطقة السوق القديم ، التي تم تطويرها مؤخرا وأصبحت مزارا تراثيا رائعا ، يتوسطه مسجد الصحابة الذي صمم بشكل بديع  ، وأيضا منطقة هوليوود الجديدة ، ومنطقة مركاتو التي بنيت على الطراز الروماني ، والهضبة ، بالإضافة لرحلات السفاري والسهرات البدوية  وغيرها من الأماكن التي لا تجعل للسائح دقيقة ضائعة أثناء رحلته.

ومن الملفت هذا العام تواجد أعداد جيدة من سياح دول الخليج ، وهو أمر مطلوب جدا لأن السائح الخليجي يعد سائحا سخيا ، ويقوم بالإنفاق الجيد أثناء الزيارة ، لذا تهتم بجذبه الدول الأوروبية والسياحية العالمية  ، المحزن فقط هو أن أعداد السياح في هذه الفترة بشكل عام يعتبر قليلا بالنسبة لأوقات سابقة، وإن كان لا بأس به ، ويشكو العاملون في مجال السياحة من أن الدولة تصب اهتمامها على السائح الروسي وكأنه السائح الوحيد في العالم ، فلا يعقل أن تعتمد دولة على سياح يأتون من بلد واحدة ، ولا تهتم بجذب باقي سياح العالم ، فعند حدوث أزمة مع تلك الدولة يحدث معها توقف شبه كامل للسياحة ، فنتمنى من مكاتبنا السياحية في الخارج العمل بشكل أكبر في تسويق المنتج السياحي المصري .

وللإنصاف فجميع العاملين بالفندق أو بأي مكان مرحبون جدا بالمصريين ، وليس كما يروج البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ، وربما سوء التفاهم كان بسبب عدم التزام بعض المصريين بالقواعد والضوابط والأسلوب الجيد أثناء تواجدهم .

وقد لفت نظري أيضا أثناء رحلتي على متن مصر للطيران من القاهرة لشرم الشيخ الخدمة الممتازة ، وقيام طاقم الطائرة بدورهم على أكمل وجه  ،  إلا أن الغريب هو أن الفيلم الدعائي المعروض على الشاشة الرئيسية كان لأهم المزارات في الأقصر وأسوان وليس في شرم الشيخ وجنوب سيناء !
ولا أدري لماذا لم يتم اختيار فيلم حول المناطق السياحية ، والمزارات و النشاطات التي يمكن القيام بها في المدينة المتجه إليها السائح ، كما أنه من الممكن أن تكون هناك إعلانات مدفوعة لبعض المطاعم والفنادق وغيرها ، والتي تعد دخلا إضافيا للشركة الوطنية للطيران ، فمن الأوقع أن يتعرف السائح بشكل أكبر على ما يمكن أن يقوم به أثناء زيارته، وكيفية قضاء رحلته ،وأهم المناطق الموجودة والقريبة منه ، لا أن تُعْرَض عليه آثار ومزارات في مدينة أخرى تبعد كثيرا عن وجهته الأساسية .


وأخيرا أتمنى من كل مصري وطني يعيش خارج مصر أن يقوم بدور إيجابي بجانب وزارة السياحة ، وأن يكون سفيرا للسياحة المصرية ، وأن يدعو كل أجنبي لزيارة مصر وخاصة مدينة شرم الشيخ ، مع الاحتفاظ على هاتفه ببعض الصور والفيديوهات التي تبرز روعة هذه المدينة  كي يعرضها على جميع من يعرفهم ، فسياحتنا ، مبهرة ومتنوعة ، وجديرة بالزيارة ، بالإضافة إلى أنها تعتبر رخيصة جدا بالنسبة لدول العالم الأخرى ، ويتميز هذا الوقت من العام بطقس دافئ ، يساعد على ارتياد الشاطئ والتمتع بالشمس والتنزه في وقت تكتسي فيه أوروبا بالثلوج .
وعمار يا مصر .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق