"قرارات حاسمة لإنقاذ المنطقة".. مصر تدفع ثمن سيناريو مخطط التقسيم في الشرق الأوسط
السبت، 23 ديسمبر 2017 06:10 م
أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا ريس، حديثا صحفيا مع جريدة واشنطن بوست في مطلع شهر إبريل 2005، أفصحت فيه عن نية الولايات المتحدة الأمريكية، في نشر الديموقراطية بالعالم العربي، والبدء في تشكيل «الشرق الأوسط الكبير»، من خلال نشر مشروع «الفوضى الخلاقة» في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية.
وكشف حينها الكاتب والباحث الأمريكي «دان براون»، أن مصطلح الفوضى الخلاقة موجود في آدابيات الــ«ماسونية» القديمة، إلا أن حقيقة المصطلح لم يظهر فعليا على السطح إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق، في عهد الرئيس الأسبق «جورج دبليو بوش»، حيث انتشرت بعض فرق الموت وأدخلت منظمات إرهابية إلى الأراضي العراقية، والتي كانت من بينها شركة «بلاك ووتر الأمنية»، والتي تكشف دورها فيما بعد.
قبل سيطرة القوت الأمريكية على العراق، بدأ تنفيذ المخطط الجهنمي بتقسيم الشرق الأوسط الكبير، توجه رجب طيب أردوغان إلى أمريكا في 2002 والتقي جورج دابليو بوش، وفي اثناء هذه الزيارة أردوغان تسلم من الأخير، منصب «رئيس مشروع إسرائيل الكبرى..أو الشرق الأوسط الكبير»، وأصبح مساعدا لبوش، ثم حصل من اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة الأمريكية على «قلادة الشجاعة اليهودية»، ثم حصل على دكتوراة فخرية من جامعة «جونز هوبكانز» والبسوه قميصه الجديد الذي يحمل الرموز والدلالات الماسونية .
وفور عودة أردوغان إلى تركيا، أدلى بتصريحات إعلامية عبر الشاشات التركية، قال فيها صراحة « تركيا لها مهمة في الشرق الأوسط.. ماهذه المهمة؟.. نحن من رؤساء مشروعي الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا.. ونحن نقوم بهذه المهمة».
كما صرح في لقاء تليفزيوني أخر، عن تبنيه رؤية جديدة في مشروع الشرق الأوسط الكبير، وقال: «منطقة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية.. تتمتع بمكانة خاصة عندي، فأنا أرى أنها من الممكن أن تكون نجما ساطعا في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير لأمريكا.. ومن الممكن أن تكون مركز جذب في المنطقة».
بعد سيطرة القوات الأمريكية، على العراق، وبدئها في تقسيمها إلى مناطق نزاعات طائفية ين السنة والشيعة، كان التنفيذ الحقيقي لمخطط الشرق الأوسط الكبير، فتم استخدام شركات الإغتيالات الخاصة «بلاك ووتر»، لتدريب بعض العناصر على حمل السلاح وقتال الشوارع، وأنشأوا بالفعل تنظيمات إرهابية مسلحة، والتي أفرزت في النهاية تنظيم داعش المسلح، وما خرج من رحمها من تنظيمات إرهابية.
في 2009، فاز أوباما، عبالانتخابات الرئاسية الأمريكية، خلفا لجورج دابليو بوش، وبعد إعلان فوزه، أجرى زيارة رسمية للقاهرة، أعلن من خلالها رسيميا عن تطبيق المشروع الأمريكي «الشرق الأوسط الكبير»، والذي لم يكن مفهوما حينها، والذي تبين الغرض منه فيما جرى بعدها من أحداث، وبدأت المرحلة العملية لتنفيذ المشروع، بعد زيارة أوباما للقاهرة بعامين.
باندلاع ثورات الربيع العربي في 2011 ، بدأت المرحلة الثانية من تنفيذ مخطط «مشروع الشرق الأوسط الكبير»، والذي بدأ بإشعال نيران الإحتجاج في تونس، والذي سريعا ما أدى إلى وقوع الثورة التونسية، وهروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وهروبه إلى السعودية، وسيطرة جماعة الإخوان فيها على مقاليد الحكم، بعدها بأيام قليلة، اندلعت أحداث ثورة 25 يناير، خرجت الخارجية الأمريكية في خطاب رسمي، تحذر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتطالبه بسرعة الرحيل، ولم تمر أيام قليلة، إلا واندلعت نفس الأحداث في ليبيا، في مطلع شهر فبراير، ووقوع أعمال اقتتال في الشوارع بين قوات الجيش الليبي، وبعض الفرق القتالية، حتى سقطت لبيا هي الأخرى وقتل الرئيس الليبي، معمر القذافي وسيطرة التنظيمات المسلحة التابعة للإخوان المسلمين، على ليبيا، وتلتها سوريا والتي شهددت أراضيها وقوع أعمال عنف للمطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد، بالتزامن مع اليمن والمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح.
استمرت الأوضاع في المنطقة العربية تسير نحو الأسوء، بعد سقوط كل الحكام العرب، وغرقت المنطقة في الحروب الطائفية التي خلفت ورائها بحورا من الدماء، وملايين الأرامل والأطفال الأيتام، والاجئيين المشردين، فضلا عن الخراب الذي حل بكل هذه الدول والقضاء على بنيتها التحتية، وخلال عام 2013 كانت مصر تسير نحو الهاوية، بعد أن عاشت عامين من عدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي وغياب الأمن، إلى أن يطرت جماعة الإخوان المسلمين على الحكم، لتبدأ المرحلة الثالثة من تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذي سعى فيه التنظيم الإرهابي للإخوان بإشعال نيران الفتنة الطائفية في كل ربوع مصر، لإلهاء الشعب عن مشروعهم في توطين الفلسطينيين في شمال سيناء، عوضا عن غزة، والتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، وهو ما فتنت إليه الدولة المصرية، وبدأت في كشف خيوط المؤامرة، وهو ما أدى إلى غضب الشارع المصري، وخرج ليطالب برحيل الجماعة الإرهابية عن حكم مصر في 30 يونيه 2013.
رحيل جماعة الإخوان الإرهابية عن الحكم، دفع مصر والمصريين ثمنه غاليا، فلم يكن أبدا ضمن المخطط الأمريكي الصهيوني التركي، أن تفلت مصر من المخطط الجهنمي، وتنجوا من مخطط التقسيم، وتلملم شتات الدول العربية التي انزلقت في براثن الشيطان، وبدأت من جديد خطط الإيقاع بالدولة المصرية، من خلال محاربة الاقتصاد المصري، ونشر الإرهاب في سيناء، وغيرها من المعوقات التي تعمل الدولة على تذليلها.