حرب تصريحات بين روسيا وبريطانيا تنذر باشتعال معركة سياسية كبرى

يبدو أن العلاقات الروسية البريطانية تتجه إلى التوتر يومًا تلو الآخر، وذلك بعد سجال دبلوماسي وقع بين مسئولي البلدين في الفترة الأخيرة نتيجة خلافات بشأن سوريا وأوكرانيا ومزاعم، تنفيها روسيا، بأنها تتدخل في سياسات دول أوروبية وتدعم هجمات إلكترونية وحملات لنشر معلومات مضللة، حيث أجري وزير الخارجية البريطانية زيارة إلى موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.

وبحسب وكالات عالمية، يتوقع مراقبون دوليون أن وزير الخارجية البريطانية يوريس جونسون ابلغ نظيره الروسي خلال أول زيارة يقوم بها وزير خارجية بريطاني لروسيا منذ خمس سنوات، بأن العلاقات لا يمكن أن "تسير كالمعتاد" إلى أن تكف موسكو عن "زعزعة استقرار" أوروبا، وبأن بريطانيا مستعدة للرد على أي هجمات إلكترونية ، ومن المتوقع أيضا أن يلتقي مع منتقدين للكرملين وطلاب ومدافعين عن حقوق المثليين.

وقال وزير الخارجية البريطاني في بيان أصدره مكتبه قبل المحادثات "علاقاتنا مع روسيا لا يمكن أن تسير كالمعتاد في حين تواصل روسيا محاولة زعزعة استقرار دول أوروبية بينها أوكرانيا"، وقال أثناء سفره إلى موسكو الخميس الماضي إن بريطانيا لا توافق على أمور كثيرة فعلتها روسيا، مشيرًا إلى ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 في خطوة وصفها بأنه محاولة لزعزعة استقرار غرب البلقان، كما تحدث أيضا عن ضلوعها في قرصنة إلكترونية.

وأضاف "لبريطانيا كما تتوقعون قدراتها في مجال القرصنة الإلكترونية ونحن مستعدون بالطبع للدفاع عن مصالحنا"، لكن وزير الخارجية البريطاني شدد أيضا على رغبته في تعاون البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك مؤكدا على أهمية ذلك بالنسبة للأمن الدولي وعلى أهمية أن يتحدث البلدان قائلا إن عدم فعل هذا ربما يسبب سوء فهم خطيرا.

ولكن روسيا ردت هى الاخرى على تصريحات وزارة الخارجية البريطانية مؤكده عبر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن قرار تقليص الحوار بين البلدين كان قرار لندن ووصفته بأنه قرار لا يستند لأساس وجاء في توقيت غير ملائم، الأمر الذي يظهر مدى غضب المسؤولين الروسيين من سياسات بريطانيا وتصريحات جونسون الأخيرة بعدما شبه روسيا بمدينة إسبرطة اليونانية القديمة في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية.

وقال في مقابلة أجرتها الصحيفة إن موسكو "منغلقة وقبيحة وذات نزعة حربية ومناهضة للديمقراطية مثل إسبرطة"، وسبق وأن قالت زاخاروفا إن جونسون يفتقر للمهنية ونظمت مسابقة على الإنترنت لرسوم كاريكاتيرية تسخر منه كما شككت في بعض تصريحاته عن سوريا.