كارثة.. 9 آلاف مدرسة حكومية تشحن الكهرباء بـ"الكارت" والميزانية السبب

"المدرسة شغالة بالعداد".. هل سمعت من قبل عن مدرسة تعمل بكارت شحن بـ200 جنيه والكارت يعمل 3 أيام فقط ثم تصبح العملية التعليمية داخل المدرسة "صفر" في 27 يوما فى الشهر، حيث كشفت مصادر بديوان عام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن مشكلة يعاني منها تقريبا 9000 مدرسة على مستوى جمهورية مصر العربية، وتستقبل إدارة المتابعة بوزارة التربية والتعليم مشاكل عديدة بهذا الشأن ولكن دون جدوى.

وكشفت المصادر لـ"صوت الأمة" تفاصيل الأزمة، حيث أكدت أن المدارس الحكومية تعمل بعداد الكهرباء القديم، ولكن حينما أصدر مجلس الوزراء منشور رسمي بتعديل العدادات القديمة بالجديدة للدفع مقدما عن طريق الكروت ظهرت المشكلة بل تفشت كثيرا خلال الفترة الماضية في تغافل تام من وزارة التربية والتعليم فى ظل الإجراءات الحديثة الخاصة بدخول الإنترنت فى المدارس وعمل امتحانات أون لاين.

وقالت المصادر إنه يوجد مديريات تعليمية قامت بالتقديم علي العداد الجديد وبالفعل تم الاستجابة لها ويصل عدد المدارس التي توجد فيها تلك الأزمة لـ 9000 مدرسة تقريبا.

 وأشارت المصادر إلى أن كارت الكهرباء بـ200 جنيه ويكفي المدرسة ثلاثة أيام فقط ويقوم مدير المدرسة بدفع مبالغ الكارت من حسابه الشخصي مرة أو أثنين في الشهر، ولكي باقية الشهر تكون الكهرباء مقطوعة في المدرسة وبالتالي يتم تعطيل جميع الحواسب والمعامل والمياه وكل شئ وتصبح العملية التعليمية معطلة أغلب الأوقات.

وكشفت المصادر في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة"، أن أقل مدرسة تستهلك شهريا بـ 9 آلاف جنيها كهرباء علي حساب الكارت ذلك فى ظل عدم وجود ميزانية لهذه الأزمة قائلا: الوزارة متقدرش تاخد علي المدير مخالفة لانه أصلا بيدفع من جيبه.. ولو مدفعش فهو ليس مطالب بذلك ولذلك لا تحسب مخالفة أو غيرها".

وأشارت المصادر أنه لا يوجد تمويل لدفع هذه الكروت وقال أن بند الصيانة المخصص للمدارس لا يتم صرف مبالغ مالية منه للكهرباء، وإذا تم تحديد ثلث مبلغ بند الصيانة لشحن كروت الكهرباء سيتم حل المشكلة ولكن هذا لم يحدث ولم تفكر وزارة التربية والتعليم في حله من الأساس.

 وقالت المصادر لـ"صوت الأمة" أن العدادات القديمة تتحملها الدولة لذلك لا يوجد بها أى مشاكل، وأقترح المصدر أن تكون ميزانية كروت الكهرباء بالمدارس التي تعمل بالعداد الجديد على صندوق المحافظة واذا تعاونت وزارة التربية والتعليم مع وزارة التنمية المحلية سيتم حل هذا الأمر.

ومثال على ذلك، اكتشفت إدارة مدرسة تحيا مصر 2 بمدينة قنا الجديدة التي تم افتتاحها مع بداية العام الدراسي الجديد أنه لم يتم توصيل الكهرباء لها.

وكان محافظ قنا افتتح المدرسة، لكن بعد الافتتاح والتقاط الصور التذكارية اكتشفت إدارة المدرسة أنها تسلمت المبنى دون أن يتم توصيل كهرباء وهو ما كشفته استغاثة من أولياء أمور الطلاب هناك.

واستغاث أولياء أمور الطلاب بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لحل المشكلة، وقال أحد أولياء الأمور أن المحافظ ووكيل الوزارة افتتحوا المدرسة فى بداية العام الدراسي دون علم أنها بلا كهرباء، ولكن في الحقيقة أن المدرسة جديدة وتعمل بالعداد ولكن لم يتم سداد قيمة كارت الشحن.

وأضافت ولية الأمر أنهم فوجئوا بعد الافتتاح أن المدرسة لا يوجد بها كهرباء بالإضافة إلى أن المياه بالمدرسة مرتبطة بالخزانات.

وأشار أولياء الأمور في استغاثتهم أنهم عندما قاموا بالسؤال أن المدرسة كان يوجد بها كهرباء عند الافتتاح، وكان الرد عليهم :"لزوم الشو"، في السياق ذاته قال أحد مسؤولي مديرية التربية والتعليم بقنا أن مشكلة المياه التي تعاني منها المدرسة، عمومية أي أنها على مستوى مدينة قنا  الجديدة، لافتا إلى أن الخزانات بالمدرسة حل استثنائي، وأضاف في تصريحات خاصة  لـ "صوت الأمة"، أن مشكلة الكهرباء جاري حلها، حيث أن المدرسة قدمت على العداد لكن لم يتم تركيبه ويتم إتخاذ الإجراءات لتوصيل الكهرباء.