الأمثال الشعبية في مصر.. قصة جملة "دافنينها سوا"

الخميس، 21 ديسمبر 2017 10:00 م
الأمثال الشعبية في مصر.. قصة جملة "دافنينها سوا"
الأمثال الشعبية
إيمان محجوب

"الأمثال الشعبية في مصر".. كلمات ضُفرت مع بعض، تحمل في مضمونها وزنا وكافية، إضافة إلى لحنا يجعل الكلمات متناسقة، ومسموعة، كما يجعلها دارجة وكثيرة الاستخدام. ربما لوزنها الخفيف في النطق أو لاختصاره في التعبير حن حالة معينة.
 
"الأمثال الشعبية في مصر".. ليست محض كلمات رنانة، يتداولها المصريون فقط، بلا تطايرت إلى أطرف المنطقة العربية، وبدأت تصبح دارجة الاستخدام بمختلف اللكنات واللهجات العربية.. ويرصد "صوت الأمة"، خلال السطور التالية أشهر الأمثال الشعبية في مصرية وأصل تداولها.

اللي اختشوا ماتوا
في أوائل القرن الماضي، كانت حمامات النساء، منتشرة في بلاد الشام ومصر وغيرها من الدول العربية، وكانت السيدات برغم الجمع الكبير في تلك الحمامات، إلا أنهم يصبحون شبه عرايا في أوضاع الاستحمام المتعددة.
يحكى أن في إحدى الحمامات المصرية، وقع حريق كبير، مما دفع بعض السيدات للهرب من الحمام خوفا من النار، دون أن يعرن انتباها أنهن شبه عراة، فكان كل همهن أن ينجون بأنفسهن من الحريق.
 
أما السيدات "اللي اختشوا" فشرعن بارتداء ملابسهن وستر عوراتهن قبل الهرب، فكيف يخرجن بهذا المنظر، إلا أن انشغالهن بارتداء ثيابهن أدى إلى وصول النار إليهن، فحاصرتهن النيران فمتن في الداخل حرقا.
 
ولما سأل أحدهم شاهدا كان قريبا من مكان الحادثة عمن مات وعمن نجا في الحادثة أجاب: "اللي اختشوا ماتوا"، فجرى هذا القول لاحقا على ألسنة الناس تعبيرا عن موت بعض القيم عند الناس.

يا ما جاب الغراب لأمه 
والحكاية وراء ذلك المثل، أن في بلاد العرب قديما وقتما كان يستخدم الحمام الزاجل في المراسلة وقد أولي بعض الأدباء والباحثين العرب مثل الجاحظ في دراسة علم الحيوان ومنها الطيور ومن خلال مراقبة سلوك الغراب تَبين أنه يجمع في عشه أشياء التي تلمع ويقوم بتخبئتها في مخزن خاص.
 
وظن بعض المراقبين أن الغراب يجمع قطع معادن ثمينة لها بريق ساحر وبعد معناها استطاع واحداً من الفريق الوصول لمخزن أحد الغِربان، فوجد أنه يحتوي على قطع حديد وصفيح وأشياء أخرى لا معنى لها غير أنها لامعة، ومن هُنا ظهر هذا المثل "يا ما جاب الغراب لأمه"، ويُطلق هذا المثل على من يشتري شيء لا قيمة له.

رجعت حليمة لعادتها القديمة
حليمة هي زوجة حاتم الطائي؛ الذي اشتهر بكرمه وسخاءه بين العرب فيما عرفت زوجته حليمة بالبخل، وكانت عندما تقوم بطهي الطعام تقلل السمن في الأكل من البخل وعندما أراد زوجها أن يُعلمها الكرم، أخبرها أن الأقدمين كانوا يقولون، إن المرأة كلما وضعت ملعَقة من السمن في إناء الطهي زاد الله في عمرها يومًا.
 
فأخذت حليمة تزيد من وضع السمن في الطعام، حتى تعودت على الكرم ولكن عندما توفي ولدها الذي كانت تحبه كثيرًا حزنت حزنًا شديدًا وأرادت أن تموت، لذلك بدأت تقلل من السمن في الطعام لكي يَقصُر عمرها، فقال الناس "رجعت حليمة لعادتها القديمة".

ما إحنا دافنينه سوا
كان في قديم الزمان رجلان يبيعان زيتا يحملانه على حمار ويتجولان من مكان إلى مكان وحدث عندما مات الحمار حزن صاحباه حزنا شديدا ولكن فجأة صاح أحداهما لصاحبه وقال:أسكت وكف عن البكاء فقد جاءت ليٌ فكرة إذا قمنا بتنفذها جنينا من ورائها مكسبا كبيرا،علينا أن نقوم بدفن الحمار ونبنى عليه قبة ونقول هذا مزار أحد الصالحين.
 
ونحكى للناس قصص وأخبار معلنين فيها فضائله وكراماته التي ظهرت مع الكبار والصغار. فيأتي إلينا الناس ويتباركون بما أخفينا فتنهال علينا النذور والهدايا.
 
فرح صديقه بهذه الفكرة فرحة غامرة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى كانت جثة الحمار تحت قبة ظليلة وأصبح بائعا الزيت من وجهاء البلد، حيث توافد الزائرون والزائرات ولم يمر وقت من الزمن حتى كانت لهما جولات يسرحون فيها ليجمعوا التبرعات والنذور.
 
وفى أحدى السنين أخفى أحدهما عن زميله جزءا من حصيلة النذور مما جعله يشك في ذمته وأخذ يعاتبه على ما فعله فما كان من الخائن إلا أنه قال لصديقه وهو يشير للقبة" حلفني على كرامة هذا الرجل الطاهر" فألتفت إليه صاحبه وحدق النظر فيه وقال له أحلفك على من "ماحنا دفنينه سوا".

دخُول الحمّام مش زي خروجه
افتتح أحدهم حماما تركيا وأعلن أن دخول الحمام مجانا وعند خروج الزبائن من الحمام كان صاحب الحمام يحجز ملابسهم ويرفض تسليمها إلا بمقابل مالي والزبائن يحتجون قائلين : "ألم تقل بأن دخول الحمام مجاني ؟ فيرد عليهم : دخول الحمام مش زي خروجه !".

عامل نفسه من بنها
يعود أصل هذا المثل للعصر الحديث مع ازدحام القطارات وخاصة قطار الوجه البحري، الذي يمر على محطة بنها أياً كانت وجهته؛ فمحطة بنها هي أول محطة بعد محطة القاهرة.
 
وبالتالي أعتاد الركاب المتوجهين إلى بنها والذين لم يتمكنوا من الحصول على أماكن للركوب الاستئذان من الجالسين للسماح لهم بالجلوس تلك المدة التي لا تتجاوز دقائق معدودة. ومن هُنا ظهرت الحيلة التي لجأ إليها الكثير من الركاب؛ معظمهم ليسوا من بنها، للحصول على أماكن للجلوس، فمن يريد الحصول على مقعد في قطار "يعمل نفسه من بنها".

اللي ما يعرفشي يقول عدس
يعود أصل المثل الشعبي (اللي ميعرفش يقول عدس) إلى قديم الزمان حول رجل بقال كان يبيع في دكانه العدس والفول والبقوليات عامة، فهجم عليه لص وسرق نقوده وجرى، فهم التاجر بالجري خلفه.. وفي أثناء جرى اللص واستعجاله تعثر في شوال العدس، فوقع الشوال وتبعثر كل ما فيه. 
 
فلما رأى الناس شوال العدس وقد وقع على الأرض، والتاجر يجري خلف اللص، ظنوا أن اللص قد سرق بعض العدس وهرب، وأن التاجر يجري خلفه.. لذلك قاموا بلوم التاجر وعتبوا عليه وقالوا له "كل هذا الجري من أجل شوال عدس؟! أما في قلبك رحمة ولا تسامح؟!
 
فرد التاجر الرد الشهير الذي نعرفه حتى اليوم وقال "اللي ميعرفش يقول عدس".

موت يا حمار
في يوم من الأيام وفي أحدي القري التي كانت معروفة بأنها قرية تتقي الله وكانت قرية مسلمة، وكان هناك مسجد واحد داخل القرية لم يكن سواه داخل القرية كلها، ثم كان هناك أحد الحكام كان يمشي علي الطريق ثم رأي حماراً يدخل إلي بستانه، فغضب الحاكم جداً وأمر الجنود أن يأتوا بالحمار وقد أمر بإعدامه، وأثناء إعدام الحمار همس الوزير في أذن الحاكم وقال له يا مولاي هذا حمار.
 
وقال له الملك أعلم أنه حمار ولكن لأنه حمار يخلق القوانين، قال له الوزير يا مولاي هذا حمار ولا يفهم ماذا يفعل فلم يعطي له الله عقلاً، فقال الحاكم إذاً هو ليس متعلم فأمر الملك بأن يأذن في المدينة أننا نريد تعليم الحمار الأصول الملكية وأنه من يعلم الحمار له ما يشاء من المال، 
 
وفي يوم تقدم رجل وقال أن سأعلم الحمار، وقال للحاكم ولكن بشرط أن تعطيني قصراً أعيش فيه وتعطيني ما أريد من المال ومدة للتعليم عشرة سنوات، فقال له الحاكم ولكن عشرة سنين كثيرة جداً ولكني موافق وأمر مساعدة أن يبني له قصر وأن يعطيه ما يريد من المال، ولكن الملك قال للرجل الذي أتي لتعليم الحمار إن لم تستطيع تعليم الحمار فسأقطع رقبتك.
 
وقال له الرجل موافق ثم رحل الرجل لكي يخبر زوجته أنهم سينتقلون من الكوخ إلي القصر سينتقلون من الفقر إلي الغني وسنعيش حياة سعيدة جداً في هذا القصر، فقالت له زوجته ولكن بعد انتهاء المدة ماذا ستفعل أنت لن تستطيع تعليم الحمار وبالطبع سينفذ عليك الملك حكم قطع رقبتك، فقال لها الرجل بعد عشرة سنوات أكون قد مت أو مات الحمار أو مات الملك وأصبح كل يوم هو وزوجته يتمنون "موت الحمار" الذي لم يمت لمدة عشر سنوات وتم تنفيذ الحكم عليه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة