اغتيال عبدالمنعم رياض للمرة الثانية في بورسعيد

الخميس، 21 ديسمبر 2017 11:01 ص
اغتيال عبدالمنعم رياض للمرة الثانية في بورسعيد
عبدالمنعم رياض
كتب: طلال رسلان (نقلا عن العدد الورقى)

واقعة ولا فى الخيال، أثارت جدلا واسعا، فيديو لعمال تابعين لرئاسة حى شرق بورسعيد، ينقلون تمثال الشهيد عبد المنعم رياض من شارع 23 يوليو بـ «اللودر» والحبال، والنتيجة الطبيعية لهذا المشهد العبثى وقوع التمثال وانكساره. الكارثة أن عملية نقل التمثال، كانت بتعليمات اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد نفسه، وأشرف عليها بناءً على ذلك رئيس الحى، عماد المهدى، واللواء محمد عامر، المستشار الفنى بالمحافظة.
 
تفاصيل الواقعة أن المحافظ أصدر تعليماته برفع التمثال من أعلى المنصة وإزالتها، تمهيدا لرفع كفاءة الشارع مع تطوير حديقة ميدان الشهداء، وافتتاح المتحف القومى الجديد أسفل النصب التذكارى، بدلا من متحف النصر للفنون، وبديلا للمتحف الذى تمت إزالته منذ 10 سنوات أمام قاعدة ديليسبس لأسباب غير معلومة.
رئيس الحى المكلف بالعملية، أخطر المحافظ بعدم توافر إمكانيات لديه لرفع التمثال، الذى يحتاج إلى حرفية ومهنية حفاظا عليه، فتم تكليف محمد عامر، مستشار المحافظ للتشغيل الفنى، بالعمل باعتباره المسئول عن معدات وسيارات المحافظة والأحياء، ومشرف على جهاز الإنقاذ والطوارىء، لكن حدث ما حدث.
 
قالت الدكتورة عزة الخولى، ابنة شقيقة الفريق أول الراحل عبد المنعم رياض، إن إزالة تمثال الفريق من ميدان ببورسعيد، إهانة لكل مصرى، لأن الرجل رمز وطنى له احترامه وإجلاله.
 
وطالبت القوات المسلحة، ووزارة الدفاع باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح هذا الوضع، ومعاقبة المسئولين عن ذلك، حيث أن عبد المنعم رياض، يمثل رمزا لتضحية كل مصرى من أجل بلاده.
 
وأردفت: «نعبر عن استيائنا الشديد لما حدث فى محافظة بورسعيد من إهانة لرمز من رموز الوطن، فإن لم يدرك من قاموا بنقل التمثال، وإتلافه بهذه الصورة الهمجية، بأن هذه إهانة لرجل أعطى حياته لمصر، واستشهد فى الصفوف الأمامية وسط جنوده ليحيا الوطن، وليكون يوم استشهاده (يوم الشهيد)».
 
الدكتور فيصل سيد أحمد، أستاذ النحت بجامعة دمياط، مصمم تمثال الشهيد عبد المنعم رياض بميدان الشهداء بمحافظة بورسعيد، شدد على أن ما تعرض له التمثال على يد محافظ بورسعيد الحالى، عادل الغضبان، يمثل إهانة صارخة لرمز من رموز مصر، وعدم تقدير لتاريخ الرجل العسكرى، وأعرب عن استغرابه من جدوى نقل بالتمثال وتعرضه للتحطيم والتلف.
 
وكشف الدكتور فيصل، أنه صمم التمثال من مادة النحاس بحرفية عالية عام 2002 فى عهد اللواء مصطفى كامل، المحافظ الأسبق، الذى طلبه لوضعه بميدان الشهداء بالمحافظة، حيث كان يرغب فى تدشين عدد من تماثيل رموز مصر وشهداء حرب أكتوبر، ومنهم الضابطان «عاطف السادات وإبراهيم الرفاعى».
وقال فيصل، إنه علم بقرار المحافظ عن طريق أحد الأشخاص قبل أيام، إلا أنه لم يتواصل معه أحد بشأن صيانته أو السؤال عن آلية نقله، خاصة أن هذه الأمور، تتطلب حرفية عالية فى التعامل بطريقة فنية خاصة.
 
وتساءل فيصل عن الحكمة من نقل التمثال بعد 16 سنة من وضعه فى مكانه، وقال إنه حزين بسبب عدم تقدير المحافظ لقيمة وتاريخ عبدالمنعم رياض.
وفى أول رد فعل للمحافظ الغضبان، حاول احتواء موجة الغضب تلك التى أثيرت ضده بسبب كسر التمثال ونقله من موقعه، وذلك من خلال إجرائه اتصالا هاتفيا بأسرة الشهيد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض، لتقديم اعتذار لهم عن واقعة نقل تمثال البطل الشهيد بهذه الطريقة.
 
ووجه المحافظ الدعوة لأسرة الشهيد لحضور إزاحة الستار عن التمثال الجديد للفريق أول عبد المنعم رياض، ضمن احتفالات المحافظة بعيدها القومى فى 23 ديسمبر الجارى، بذكرى انتصار المقاومة الشعبية على دول العدوان الثلاثى، وذلك بحضور عدد من القيادات والشخصيات العامة ومختلف فئات الشعب.
كما أعلن محافظ بورسعيد عن إحالة المتسببين عن الواقعة إلى التحقيق، وقدم فى بيان رسمى أيضا الاعتذار إلى أسرة البطل عن التصرف الذى وصفه بغير المسئول الذى أقدم عليه المتسببون فى الواقعة، مشيرا إلى أنهم سيكون لهم عقاب رادع.
 
وأوضح عادل الغضبان، أن القائد العسكرى البطل قيمة عسكرية وشعبية عظيمة، وأنه كان حريصا منذ توليه مهام منصبه على تكريم رموز الوطن بالشكل الذى يليق بمكانتهم التاريخية فى قلوب المصريين.
 
وأضاف المحافظ، أنه من ضمن الخطة، وضع تمثال جديد للفريق أول عبد المنعم رياض بميدان الشهداء بديلا للتمثال القديم، الذى لم يكن يليق بمكانة البطل سواء بسبب حجمه أو عيوبه الفنية، التى أشار إليها المختصون، لذلك تم تكليف الفنان طارق الكومى، مدير متحف الفنان محمد مختار، منذ 3 أشهر بإقامة تمثال جديد بطول 4 أمتار، ووضعه فى مكان لائق بميدان الشهداء، وإزاحة الستار عنه فى احتفالات بورسعيد بأعياد النصر 23 ديسمبر.
 
ولفت الغضبان إلى أن تطوير الميدان يأتى فى إطار أعمال التطوير الجارية بحديقة «المسلة» بالشكل الذى يليق بمكانتها التاريخية فى قلوب أهالى مدينة بورسعيد، كون أنها شهدت استقبال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، ومنها انطلقت شرارة ثورة ٣٠ يونيو، وذلك ضمن مبادرة «حدائق بلا أسوار»، التى أطلقتها المحافظة لتطوير الحدائق.
 
وشدد محافظ بورسعيد على حرص المحافظة على التماثيل المتواجدة بالميادين من خلال خطط دورية لنظافتها وترميمها وتطوير الميادين المتواجدة بها، وكذلك إقامة ووضع عدد من التماثيل للزعماء جمال عبد الناصر، وسعد زغلول، وأنور السادات بميادين تليق بمكانتهم التاريخية فى قلوب المصريين.
 
وقرر الغضبان، محافظ بورسعيد، إحالة المتسببين عن واقعة تمثال الفريق عبد المنعم رياض إلى التحقيق.
 
وشدد الغضبان إلى أنه ستوجه الدعوة إلى أسرة الشهيد البطل الفريق عبد المنعم رياض وكافة فئات الشعب، لحضور إزاحة الستار عن التمثال الجديد الذى يليق بمكانة البطل، مشددا على أن هناك عقاب رادع للمتسببين فى واقعة إزالة التمثال القديم من قاعدته بهذه الطريقة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق