تعظيم سلام للشيخ والبابا
لماذا تعانق موقف الأزهر والكنيسة من قضية القدس؟
الخميس، 21 ديسمبر 2017 03:00 صيكتب: حمدى عبدالرحيم (نقلا عن العدد الورقى)
باسم العالم الإسلامى كله نؤكد رفضنا القاطع لهذه الخطوة المتهورة الباطلة شرعاً وقانوناً
تعتذر الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية عن عدم استقبال السيد مايك بينس نائب الرئيس الأمريكى
فعلها ترامب وأعلن القدس عاصمة للكيان المغتصب لأرض ومقدسات فلسطين، ولأن قضية فلسطين ليست فلسطينية فقط إذ أنها عربية وإسلامية، بل وإنسانية، فقد ثار الجميع ضد القرار، حتى حلفاء واشنطن التاريخيون، مثل بريطانيا رفضوا تلك الخطوة التى تكرس الاحتلال وتشرعن الاغتصاب.
قرار ترامب هو واحد من القرارات التى تفرض «الفرز» والتمييز بين هذا وذاك، بين الذى رفض ودعا للمقاومة وبين الذى فجأة ابتلع لسانه أو ذاك الذى راح يبرر بطرق مضحكة أو أولئك الذين يركبون الموجة فيستغلون الفرصة لطعن كل شىء وإهالة التراب على كل شىء.
فى الفرز تميز موقف الأزهر، الجامع والجامعة والمؤسسة والكيان، وكذا موقف الكنيسة المصرية نعنى الكنيسة الأرثوذكسية، لقد تعانق الموقفان عناقًا لا يتجاهل معناه ودلالته إلا المصر على العمى.
فور صدور قرار ترامب دعا شيخ الأزهر، قادة وحكومات دول العالم الإسلامى وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة إلى التحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ القرار الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ووأده فى مهده.
وقال الإمام الأكبر: إننا فى الأزهر الشريف، وباسم العالم الإسلامى كله نؤكد رفضنا القاطع لهذه الخطوة المتهورة الباطلة شرعًا وقانونًا، كما نؤكد أن الإقدام عليها يمثل تزييفًا واضحًا غير مقبول للتاريخ، وعبثًا بمستقبل الشعوب، لا يمكن الصمت عنه أبدًا ما بقى فى المسلمين قلب ينبض.
وشدد على أن القدس هى عاصمة الدولة الفلسطينية المحتلة من قبل كيان الاحتلال، ولن تكون غير ذلك، وأى تحرك يناقض ذلك مرفوض وستكون له عواقبه الوخيمة.
ثم خطا فضيلة الشيخ خطوة مهمة عندما وجه نداءً لأهالى القدس قائلا: «لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم ونحن معكم ولن نخذلكم».
لم يكتف الإمام الأكبر بهذا الموقف ناصع البياض، إذ أعلن رفضه لاستقبال نائب الرئيس الأمريكى عندما يصل إلى القاهرة بعد أيام، وكانت المقابلة على جدول أعمال زيارة النائب الأمريكى.
موقف الكنيسة لم يتراجع عن موقف الأزهر فقد أصدرت الكنيسة بيانًا جاء فيه: «نظرًا للقرار الذى اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس، فى توقيت غير مناسب، ودون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية، تعتذر الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية عن عدم استقبال السيد مايك بنيس، نائب الرئيس الأمريكى خلال الزيارة المزمع القيام بها فى ديسمبر الجارى».
هل هذان الموقفان الواضحان وضوح الشمس كان يجب البناء عليهما؟ ولكن بعضهم لأهداف شتى ترك الوضوح الصراحة وراح يتخبط مخمنًا ما وراء وما تحت وما فوق سطور الموقفين.
بعضهم يلقى بشبهة تنسيق الأزهر والكنيسة مع الدولة.
تلك شبهة عجيبة، فهل قال الأزهر مرة أو زعمت الكنيسة مرة أنهما يتحركان فى الهواء الطلق؟!
هل زعما مرة أنهما دون جذور ودون غصون تمتد لداخل الدولة المصرية؟!
نحن أمام مؤسستين من أقدم وأعرق مؤسسات الدولة، فما العيب فى التنسيق والتعاون؟!
المؤسستان لهما أبعاد روحية ومعانٍ دينية، نعم بدون شك ولكنهما تبقيان من المؤسسات التى تستظل بعلم الدولة وتحاولان استغلال استقلالهما لكى يرتقى خطابهما ليعبر عن الشعب.
أين الجريمة فى بيان الأزهر والكنيسة؟
كان سكوتهما سيكون جريمة فعلًا، فكيف يجرمهما البعض عندما تكلمان بفصاحة وتعربان عن غضبهما ورفضهما لقرار جائر؟!