بعد 7 سنوات من طرح الفكرة.. التاكسي النهري "راكن في جراج" الحكومة
الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 11:00 م
أصبح التكدس المروري، أزمة مستعصية يعاني منها المواطن المصري بشكل يومي، خاصة فى ما يعرف بأوقات الذروة، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة على مدى العقود الماضية فى إيجاد حل قادر على الخروج بالمواطن من حالة الزحام القاتل بشوارع مصر، حتى طرحت فكرة التاكسى النهرى.
الفكرة كانت أحد الحلول الإبداعية التى يتم من خلالها استغلال النيل بالشكل الذي يساهم فى حل تلك الأزمة، وعلى مدي مايقرب من 7 أعوام، لم يستطع وزراء النقل المتلاحقين، تنفيذ المشروع بشكل عملي يساهم فى حل الأزمة المرورية.
وترصد "صوت الأمة" رحلة التاكسي النهري الذي لم يغادر أدارج الحكومة إلى الآن، وفقا لتصريحات النائب محمدزين وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب والذى أكد أن التاكسى النهرى وهم كبير.
بداية الفكرة
مشروع التاكسي النهرى، بدأ كفكرة طرحتها وزارة النقل عام 2010، وظلت مع الوقت مجرد فكرة، حتى تولى الدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل الأسبق، منصبه وقام بطرح مزايدة قبل لاختيار الشركات التى ستنفذ هذا المشروع.
الجيوشى يعطى أشارة البدء للتشغيل التحريبي
وفى مارس من عام 2016 بدأ الجيوشى بإطلاق مرحلة التشغيل التجريبي، وهى المرحلة الأولى من مشروع التاكسي النهري التى تمتدمن المعادى حتى التحرير، وأعطى وزير النقل إشارة انطلاق أول رحلة تاكسى نهري من المعادي في اتجاه التحرير، فى حضور عدد من قيادات الدولة ورجال النقل، على رأسهم الفريق مهاب مميش والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة فى حينه، وهشام زعزوع وزير السياحة، مؤكدا أن إن الدولة لم تسفيد من نهر النيل جيدا والعالم يقول علينا إننا لدينا موارد كثيرة لكننا لا نجيد استغلالها، وأن الأهم من الخطأ هو تصحيح الخطأ وهو ما بدأت الوزارة فى تنفيذه من خلال بدء تشغيل التاكسى النهرى.
تأجيل المشروع لأجل غير مسمى
وفي مايو من نفس العام كانت المفاجأة، حيث قررت وزارة النقل تأجيل تنفيذ مشروع التاكسي النهري بالقاهرة الكبرى لأجل غير مسمى، بسبب عدم تلقيها أية عروض عبر المزايدة التى طرحتها الوزارة أمام المستثمرين لتنفيذ هذه المشروع من خلال تسيير رحلات منتظمة على طول نهر النيل بالقاهرة الكبرى بأسعار تذاكر تناسب المواطن العادى والمتوسط لمواجهة الزحام المرورى بالقاهرة الكبرى.
وكيل نقل البرلمان: التاكسي النهري وهم كبير
ومن جانبه هاجم وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، عدم تنفيذ المشروع من خلال طلب إحاطة لوزير النقل، بخصوص أوضاع التاكسى النهرى فى مصر قائلاً: إن التاكسى النهرى وهم كبير، حيث إن ملف التاكسى النهرى كان حبيس الأدراج الحكومية لأكثر من 4 سنوات وعند إطلاق المرحلة الأولى منه العام الماضى لم يتم تسويقه بالشكل الجيد، مؤكدًا أهمية ربط النقل النهرى مع البرى.
وأكد النائب، من خلال تصريحات صحفية، أن التاكسي النهري يعتبر أحد المشروعات الخدمية التى تعد بمثابة طوق النجاة لحل مشاكل الازدحام والاختناق المرورى وتخفيف معاناة كثير من المواطنين، لكنه يحتاج لخطوات أكثر فاعلية من خلال إدارة تلك الوسيلة الهامة بصورة فعّالة تجذب المواطنين لركوبها، خاصة أن المناطق التى تطل على نهر النيل مثل الكورنيش تشهد الكثير من الكثافات المرورية بصورة عامة.